نجح مشروع تعزيز الأعمال الزراعية في الريف المصري، المُمول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية “الغذاء للمستقبل” في تطبيق الممارسات الذكية مناخيا مع المزارعين بالبحيرة وجميع المحافظات الأخرى، ومساعدتهم لزيادة إنتاجيتهم، وجعلهم أكثر تكيفا مع التغيرات المناخية، خاصة ما يتعلق منها بندرة المياه ودرجات الحرارة والأمطار وتغير طبيعة المواسم وانتشار الآفات والأمراض، وبالتالي تقليل الانبعاثات الكربونية.
وقال مدير مشروع تعزيز الأعمال الزراعية في الريف المصري، وليد سلام، إنه بفضل المشروع تمكن العديد من المزارعين نتيجة لتطبيق توصيات برنامج الزراعة الذكية مناخيا لمحصول القمح من مضاعفة الإنتاجية في صعيد مصر ومنطقة الدلتا، وذلك منذ بداية المشروع على مدار الموسم الزراعي الثاني 2024 / 2023 .
جاء ذلك خلال ورشة عمل “دور المزارع الخبير للقمح في الإرشاد وضمان الاستدامة” التي ينظمها مشروع تعزيز الأعمال الزراعية في الريف المصري، المُمول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ” الغذاء للمستقبل “.
وأوضح أن المزارع الخبير للقمح هو مزارع القمح الذي قام بتطبيق برنامج الزراعة الذكية مناخيا لمحصول القمح الذى قدمه المشروع من خلال الدعم الفني والزيارات الحقلية على مدار موسمين زراعيين متتاليين واستطاع أن يضاعف إنتاجيته من القمح وكذلك دخل أسرته.
وأكد أن المزارع الخبير للقمح يتمتع بقدرة على التواصل مع جيرانه المزارعين بالمنطقة وشرح التوصيات الفنية لبرنامج الزراعة الذكية مناخيا للقمح من خلال فصول حقلية وتلقي أي استفسارات فنية من خلال مجموعات “واتس اب” وكذلك الترابط مع شركات مستلزمات الانتاج ومقدمى خدمات الميكنة الزراعية.
وأضاف أنه تم توقيع اتفاقية تعاون مع الشركة القابضة للصوامع والتخزين لإنشاء 5 صوامع لتخزين القمح منها صومعة بسعة 60 ألف طن فى ملوي بالمنيا، وصومعة بسعة 60 ألف طن في جرجا بسوهاج وصومعة بسعة 10 آلاف طن في زفتى بالغربية وصومعتان في الشرقية سعة كل منهما 10 آلاف طن.
وأشار الى أن من أهداف ورشة العمل هو التعريف بالمشروع ونتائجه، ومن أهمها تشجيع تنمية الاعمال التجارية الزراعية فى الريف المصرى من خلال تعزيز الروابط مع الاسواق وتحسين سلسلة القيمة للمحاصيل البستانية فى مصر من خلال تحسين معاملات ما بعد الحصاد وتخزين المواد الغذائية وزيادة الانتاجية لصغار المزارعين المصريين ومصنعى الاغذية وتحسين جودة الصادرات الزراعية من مصر وتوسيع نطاق الوصول الى خيارات الغذاء الصحى لتحسين التغذية للنساء والاطفال فى المناطق الريفية..مؤكدا على الدور الهام والحيوى لمشاركة القطاع الخاص فى أنشطة المشروع وخلال سلسلة القيمة لتحسين الانتاجية ولضمان زيادة الدخول وتوفير فرص العمل.
من جانبها، تحدثت الدكتورة مي شوقي مدير الاتصالات بالمشروع عن قوة وسائل الإعلام في نشر المعلومات الزراعية ، مؤكدة أهمية دور الإعلام في التوعية الإعلامية ونقل المعلومة والمعرفة وتشكيل الوعي المجتمعي لضمان الاستدامة، مبينة أن مثلث الاستدامة يشمل الطاقة والمياه والغذاء وهذا يتحقق من خلال المعرفة والقطاع الخاص والمستقبلين والإعلام.
ونوهت بالحملات التوعية التي تم تنظيمها خلال السنوات الماضية والنجاح الذى حققته فى الوصول الى المستفيدين ، مشيرة إلى أن المشروع لديه العديد من الحملات عبر الصحف والمواقع ووسائل التواصل الاجتماعي وأيضا العمل مع المدارس الزراعية التكنولوجية.
واستعرضت خطة عمل المشروع خلال فترة المشروع التي تنتهي في 2026 ، بهدف الوصول إلى مليون مزارع.. مؤكدة قوة وسائل الإعلام في نشر المعلومات الزراعية؛ لأن نشر أي فكرة يضمن الاستدامة لها.
من جهته، قال المهندس أسامة زكي نائب مدير المشروع أن المشروع نجح فى تقليل الفاقد في المنتجات الزراعية من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة.. مشيرا إلى أن نسبة الفاقد على سبيل المثال فى التمور 80 بالمائة وصل الان بفضل جهود المشروع إلى 20 بالمائة.
وأضاف أن المشروع نجح في الوصول إلى 31363 مزارعا فيما تم تقديم الدعم الفني لـ 25215 مزارعا.. مشيرا إلى أنه تمت زيادة إنتاجية الفدان من 16 أردبا إلى 24 أردبا.
وأوضح أن المشروع استخدمة تقنية جديدة لمساعدة المزارعين فى تخزين حبوب القمح من خلال الجولة محكمة الغلق لمنع وصول التعرض للهواء والحشرات مما قلل نسبة الفاقد إلى 40 بالمائة.