قمة مصرية إريترية صومالية شهدتها العاصمة الإريترية أسمرة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي، والرئيس الإريتري أسياس أفورقي، والرئيس الصومالي حسن شيخ محمود.
وصل السيسي، إلى أسمرة، في وقت سابق اليوم، وكان الرئيس أفورقي على رأس مستقبليه في المطار، وهي أول زيارة للرئيس السيسي إلى أسمرة؛ وتأتي تلبية لدعوة من "أخيه الرئيس الإريتري أسياس أفورقي"، لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات.
وأكدت الرئاسة أن الزيارة تناولت الأوضاع الإقليمية وجهود ترسيخ الاستقرار والأمن في القرن الأفريقي والبحر الأحمر، على النحو الذي يدعم عملية التنمية ويحقق مصالح شعوب المنطقة. كما تأتي الزيارة في إطار مسار ممتد للتعاون بين البلدان الثلاثة، والتقى وزراء خارجية الدول الثلاث، والشهر الماضي، في نيويورك على هامش مشاركتهم في أعمال الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقالت الخارجية المصرية، إن الاجتماع عكس التنسيق المشترك على أعلى مستوى، والإرادة السياسية لدى الدول الثلاث لتحقيق الأهداف والمصالح المشتركة، والحفاظ على الاستقرار بالمنطقة واحترام سيادة ووحدة وسلامة الأراضي الصومالية، مضيفلة أن وزراء الخارجية أكدوا مواصلة التنسيق والتعاون بشكل وثيق في القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وجاءت نص كلمة الرئيس السيسي في المؤتمر الصحفي الذي أعقب قمة القادة الثلاثة كالآتي: "أخي فخامة الرئيس إسياس أفورقي، رئيس دولة إرتريا الشقيقة، أخي فخامة الرئيس د. حسن شيخ محمود، رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية الشقيقة، يطيب لي أن أتقدم بخالص الشكر إليكم.. أخي الرئيس أفورقي.. على حُسْن وكرم الاستقبال والضيافة، كما أعبر عن خالص الامتنان لأخي الرئيس حسن شيخ محمود لحرصه على المشاركة في قمتنا اليوم.
"اللقاء يعكس تنامي أهمية تطوير وتعزيز تلك العلاقات الأزلية"
وتابع الرئيس السيسي قائلا إن اجتماعنا اليوم لا يبرهن فقط على متانة وتميز العلاقات، بين دولنا الثلاث الشقيقة، وإنما يعكس تنامي أهمية تطوير وتعزيز تلك العلاقات الأزلية، سواء في مواجهة تحديات مشتركة، في كل من القرن الأفريقي والبحر الأحمر، أو للاستفادة من القدرات المتوافرة لدى دولنا، لتعظيم فرص تحقيق التنمية والازدهار لشعوبنا.
لقد اجتمعنا اليوم.. في ضيافة الرئيس والأخ العزيز إسياس أفورقي؛ للتشاور والاستفادة من تبادل الرؤى إزاء سُبل التصدي لمخططات وتحركات تستهدف زعزعة الاستقرار وتفكيك دول المنطقة وتقويض الجهود الدؤوبة لدولنا وشعوبنا، التواقة للسلام والاستقرار والرخاء، فدولنا الثلاث ومنطقتنا وشواطئنا على المدخلين الجنوبي والشمالي للبحر الأحمر تزخر بالثروات وبالفرص الواعدة للتنمية والازدهار، كما أننا نمتلك الإرادة والقدرة على اغتنام وتعظيم الاستفادة من تلك الفرص، من خلال التعاون والتكامل والتنسيق الوثيق بيننا.
وأكمل الرئيس السيسي، لقد اتفقنا خلال مباحثاتنا اليوم على تقديم كافة أشكال الدعم للصومال الشقيق؛ تحقيقًا لرؤية الرئيس والأخ العزيز حسن شيخ محمود؛ من أجل استعادة الأمن والأمان في الصومال بواسطة جيشه الوطني، وقد تناولنا مقترحات عملية لتقديم هذا الدعم ثنائيًا، وبصورة مشتركة، فضلًا عن دعم الجهود الإقليمية والدولية، لحفظ وبناء السلام في الصومال.
تطرقنا كذلك في مباحثاتنا، إلى عدد من الملفات الإقليمية المهمة في المنطقة، ومنها الأوضاع في السودان الشقيق واتفقنا على أهمية التوصل لوقف دائم لإطلاق النار في كافة أنحائه في أقرب وقت ممكن، وضرورة العمل على الحفاظ على مؤسساته الوطنية.
كما اتفقنا على خطورة استمرار الأوضاع التي أدت إلى اضطراب حركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر، الأمر الذي انعكس سلبًا على معدلات التجارة العالمية مع تأكيد أهمية تعزيز التعاون بين الدول المشاطئة للبحر الأحمر وتطوير أسس التنسيق المؤسسي بينها، لتأمين حركة الملاحة الدولية فيه، وتعزيز التعاون بينها؛ لتعظيم الاستفادة من موارده الطبيعية.
واتفقنا كذلك على أهمية تطوير وتعميق العلاقات التجارية والاستثمارية بين دولنا الثلاث، فضلًا عن تكثيف التعاون في مجال بناء القدرات ونقل الخبرات.
وختم الرئيس السيسي كلمته قائلا "أود أن أكرر الشكر للرئيس إسياس أفورقي على كرم الضيافة، وللرئيس حسن شيخ محمود على المشاركة في قمتنا الثلاثية الأولى اليوم، وأتطلع لمواصلة التنسيق بيننا بصفة دورية، بما يحفظ مصالحنا وأهدافنا المشتركة، كما أجدد تأكيدي على أن مصر لن تدخر جهدًا ولن تبخل بالمشورة في خدمة أهداف ومصالح وتطلعات دولنا وشعوبنا بمنطقة القرن الأفريقي من أجل مستقبل أكثر أمانًا واستقرارًا وازدهارًا ونتطلع لرؤيتكم في وطنكم الثاني مصر في المستقبل القريب.