يتوجه الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم، إلى العاصمة الإريترية أسمرة، في زيارةٍ تأتي تلبيةً لدعوة من أخيه الرئيس الإريتري «أسياسي أفورقي»، حيث ستتناول الزيارة بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، بالإضافة إلى الأوضاع الإقليمية وجهود ترسيخ الاستقرار والأمن في القرن الأفريقي والبحر الأحمر، على النحو الذي يدعم عملية التنمية ويحقق مصالح شعوب المنطقة.
تعميق حضورها فى القرن الأفريقى
في هذا الصدد قال احمد التايب الكاتب الصحفي والمحلل السياسي إن زيارة الرئيس السيسى إلى إريتريا تأتى فى وقت دقيق للغاية، فى ظل إقليم مضطرب وبات على برميل بارود جراء الحرب الإسرائيلية على غزة وعلى لبنان وتداعياتها على المنطقة، وبالتالى أهمية هذه الزيارة لها أبعاد أمنية وسياسية على مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين، إضافة إلى أن مصر تسعى بقوة إلى تعميق حضورها فى القرن الأفريقى.
واضاف خلال تصريحات لــ"صدى البلد " أن هذه الزيارة تستهدف تنسيق المواقف بين القاهرة وأسمرة من أجل تحقيق الأمن والاستقرار فى منطقة القرن الأفريقى فى ظل التوترات الدائرة وتأثر حركة الملاحة فى البحر الأحمر جراء هذه التوترات، وتداعياتها على قناة السويس.
ويشار إلى أنه في اغسطس 2024 استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، وزير الخارجية الإريتري عثمان صالح ،وأوضح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الرئيس عبد الفتاح السيسي تسلم رسالة خطية من أخيه الرئيس "أسياس أفورقي"، تضمنت الإعراب عن تقديره للرئيس وللعلاقات بين البلدين الشقيقين، والإعراب عن التطلع لتعزيز التشاور والتنسيق بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك، وهو ما ثمنه الرئيس.
وأكد حرص مصر على دفع جهود تعميق العلاقات المتميزة والتعاون الثنائي بين الدولتين، بما يعود بالنفع على الشعبين الشقيقين ويحقق مصالحهما المشتركة، خاصة في ضوء تزايد التحديات الإقليمية التي تستوجب تكثيف التباحث بشأن سبل التصدي لها.
ماذا عن العلاقات بين البلدين ؟
ترتبط مصر بعلاقات تاريخية مع إريتريا، وكان لمصر الدور الأكبر في دعم وتأييد الثورة الإريترية حتى تحقيق الاستقلال الوطني الإريتري في عام 1993، بحسب موقع هيئة الاستعلامات بمصر.
وظلت مصر طيلة فترة الكفاح المسلح على علاقات قوية مع فصائل الثورة الإريترية.
وبعد استقلال إريتريا، شاركت مصر في التهنئة بإعلان الاستقلال وإرساء أسس قوية لتطوير العلاقة المستقبلية وتنمية التعاون بين البلدين في المجالات كافة.
وكان لمصر اهتمام ملحوظ بالقضية الإريترية بدءًا من الأربعينيات في القرن الماضي وتبلور ذلك في اتخاذ القاهرة مقرًا لتأسيس جبهة التحرير الإريترية في يوليو 1960.
وبلغ حجم التبادل التجاري بين مصر وإريتريا ليسجل 119.05 مليون دولار خلال 2018، مقابل 104.8 مليون خلال 2017، وفق تقرير صادر عن إدارة الدول والمنظمات الإفريقية ووحدة الكوميسا بجهاز التمثيل التجاري.
وقال الجهاز المركزي للإحصاء في مصر، إن قيمة الصادرات المصرية إلى إريتريا بلغت 1.14 مليون دولار في عام 2023، وبلغت خلال النصف الأول من العام الجاري نحو 693.7 ألف دولار.
وكان للأزهر الشريف على مر التاريخ دورٌ بارزٌ في نشر وترسيخ الثقافية الإسلامية والعربية في إريتريا.
وتمثل هذا الدور في فتح أبواب الأزهر لطلاب العلم من إريتريا، وتوفير المنح الدراسية لهم، كما حرصت مصر على تأهيل كوادر للمعهد الإسلامي في إريتريا من خلال إرسال علماء الأزهر للتدريس لجيل من المتعلمين والمثقفين الإريتريين.