يمكن أن يؤثر وقت الشاشة المفرط بشكل كبير على الصحة النفسية، العقلية والعاطفية، مما يؤدي إلى اضطرابات المزاج مثل التهيج والقلق والاكتئاب، الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات يعطل النوم، وبالتالي يوصي الخبراء بوضع حدود زمنية أمام الشاشات، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والتخلص من السموم الرقمية للحفاظ على توازن الصحة العقلية.
في العصر الرقمي الحالي، أصبح وقت الشاشة جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، سواء أكان ذلك للعمل أو الترفيه أو التواصل الاجتماعي، فإن الشاشات أمر لا مفر منه، حيث تؤثر على كيفية تفاعلنا مع العالم من حولنا، على الرغم من أن التكنولوجيا توفر العديد من الفوائد، إلا أن الإفراط في قضاء الوقت أمام الشاشات يمكن أن يؤثر سلبًا على صحتنا العاطفية والعقلية والنفسية.
يمكن أن يؤدي الاستخدام المفرط للشاشة إلى اضطرابات النوم، والشعور بالوحدة، والإفراط في تحفيز الدماغ، ونمط الحياة الخامل، وكلها يمكن أن تؤثر سلبًا على الحالة المزاجية. لذلك، من المهم وضع الحدود.
لقد تواصلنا مع الدكتور جوراف جوبتا، كبير الأطباء النفسيين والرئيس التنفيذي لشركة Tulasi Healthcare، نيودلهي الذي شاركنا كيف يمكننا التخفيف من هذه الآثار السلبية والحفاظ على نمط حياة صحي ومتوازن.
الرابط بين وقت الشاشة وتغيرات الحالة المزاجية
يقول الدكتور جوراف أن الدراسات الحديثة تشير إلى وجود علاقة كبيرة بين زيادة وقت الشاشة واضطرابات المزاج المختلفة، بما في ذلك التهيج والقلق والاكتئاب.
فيما يلي بعض الطرق التي يمكن أن يؤثر بها استخدام الشاشة لفترة طويلة سلبًا على مزاجنا:
1. اضطراب أنماط النوم: أحد العواقب المباشرة للوقت المفرط أمام الشاشات هو تأثيره على النوم. تنبعث من الشاشات ضوء أزرق، مما يعطل الإنتاج الطبيعي للميلاتونين، وهو الهرمون الذي ينظم دورات النوم، انخفاض مستويات الميلاتونين يمكن أن يؤدي إلى صعوبات في النوم والحفاظ على النوم العميق، غالبًا ما يستيقظ الأشخاص الذين يعانون من سوء نوعية النوم وهم يشعرون بالغضب والإرهاق، تشير الأبحاث إلى أن استخدام الشاشات في وقت متأخر من الليل يمكن أن يزعج إيقاع الساعة البيولوجية للجسم، مما يؤدي إلى مشاكل مثل الأرق. ونتيجة لذلك، يمكن أن يؤدي عدم كفاية النوم إلى تفاقم مشاكل الصحة العقلية الحالية ويجعل التنظيم العاطفي أكثر صعوبة.
2. زيادة الشعور بالعزلة والوحدة: على الرغم من أن الشاشات توفر وسيلة للاتصال الرقمي، إلا أن الاستخدام المفرط يمكن أن يؤدي إلى مشاعر العزلة الاجتماعية، غالبًا ما تشجع وسائل التواصل الاجتماعي المقارنات غير الصحية، والتي يمكن أن تقلل من احترام الذات وتخلق مشاعر عدم الكفاءة وعدم الرضا، علاوة على ذلك فإن استبدال التفاعلات وجهًا لوجه بالاتصالات عبر الإنترنت يمكن أن يخلق انفصالًا عاطفيًا، مما يؤدي إلى شعور أعمق بالوحدة.
3. الخمول البدني وتأثيراته على الحالة المزاجية: عادة ما ترتبط الفترات الطويلة التي تقضيها أمام الشاشات بنمط حياة خامل، مما يؤثر سلبًا على الصحة البدنية والمزاج، ويرتبط نقص النشاط البدني بزيادة القلق والاكتئاب، تؤدي ممارسة التمارين الرياضية بانتظام إلى إطلاق هرمون الإندورفين، الذي يعزز الشعور بالهدوء والرفاهية، وعلى العكس من ذلك، فإن نمط الحياة المستقر يقلل من فرص جني هذه الفوائد، مما يؤدي إلى التهيج والخمول.
4. الإفراط في تحفيز الدماغ: يمكن أن يؤدي قضاء وقت طويل أمام الشاشة إلى الحمل المعرفي الزائد، خاصة عند القيام بمهام متعددة عبر أجهزة أو تطبيقات متعددة، إن التعرض المستمر للمعلومات والإشعارات والصور المتغيرة بسرعة يمكن أن يطغى على المعالجة المعرفية، مما يؤدي إلى الإرهاق العقلي، هذه الحالة من الحمل المعرفي الزائد يمكن أن تؤثر سلبًا على الحالة المزاجية، وتظهر في التهيج والإحباط وصعوبة التركيز.
المصدر: timesnownews.