في خضم التوترات المستمرة في قطاع غزة والمحادثات المتقطعة لوقف إطلاق النار، أرسل يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، رسالة إلى الوسطاء القطريين تكشف عن شروطه الأساسية قبل أي اتفاق محتمل للتوصل إلى هدنة مع إسرائيل، هذا المطلب يأتي وسط قلق السنوار من تعرضه لأي هجوم محتمل من الجانب الإسرائيلي خلال المحادثات.
رسالة يحيى السنوار
وفقًا لتقرير نشرته القناة الـ12 الإسرائيلية، طلب السنوار من الوسطاء القطريين الحصول على ضمانات بأن إسرائيل لن تحاول اغتياله خلال مفاوضات وقف إطلاق النار وتحرير الرهائن المحتجزين لدى حماس في قطاع غزة، رغم عدم الكشف عن مصدر هذه المعلومات، أكدت القناة أن السنوار يسعى لحماية نفسه من أي استهداف إسرائيلي محتمل أثناء سير المحادثات.
ومن جانبه، أفاد موقع "تايمز أوف إسرائيل" بأن الوسطاء القطريين ردوا على رسالة السنوار، مؤكدين له أهمية التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل وأن أولوية المفاوضات يجب أن تكون إعادة الرهائن المحتجزين، ويبدو أن الوسطاء يسعون جاهدين لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المعنية لضمان نجاح المحادثات.
وفي سياق متصل، نقل موقع "أكسيوس" الأمريكي عن مسؤول إسرائيلي أن السنوار جدد اتصالاته بممثلي حركة حماس في قطر خلال الأيام الأخيرة. ووفقًا للمصدر، نقل السنوار عدة رسائل إلى ممثلي الحركة، مما يعكس استمرارية التواصل الداخلي في الحركة بخصوص التطورات الراهنة في غزة وإمكانية التوصل إلى اتفاق.
وتظل المفاوضات حول وقف إطلاق النار في غزة تحت وطأة التوترات الأمنية والسياسية، حيث يسعى السنوار للحصول على ضمانات لحمايته قبل المضي قدماً في المحادثات.
ومن جانبه، انتقد الدكتور أيمن الرقب، في تصريحات لـ "صدى البلد"، المجتمع الدولي لعدم اتخاذه إجراءات قانونية بحق نتنياهو، مما أعطاه الحرية في الاستمرار بتنفيذ "جرائمه"، مؤكدًا أن الجانب الديني للصراع يُعقد الأمور، ويزيد من تعقيد الموقف بسبب العجز الدولي في معالجة هذه القضايا بشكل فعال.
وقال إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يعتمد على الصراع الديني كأداة لتحريض المنطقة، مستندًا إلى النصوص التوراتية والتلمودية، مشيرًا إلى أن هذا الخطاب الديني يزيد التوترات في عدة دول، منها غزة، لبنان، سوريا، اليمن، والعراق، مستشهداً بالغارة الإسرائيلية الأخيرة على دمشق كدليل على تصاعد العنف في المنطقة.
ومن ناحية أخرى، أثنى الرقب على الدور المصري في دعم الشعب الفلسطيني، خاصة في غزة، مشيرًا إلى أن مصر لم تتخلَّ يوماً عن القضية الفلسطينية. وأكد أن الدور المصري لا يقتصر على الجانب السياسي فحسب، بل يمتد ليشمل الجوانب الإغاثية، الإنسانية، الاجتماعية، والطبية. وأشار إلى أن مصر لعبت دورًا رائدًا في دعم القضية الفلسطينية منذ بدء العدوان على غزة، وتجسد ذلك في استضافتها لمؤتمر السلام في القاهرة، بالإضافة إلى البيان الرئاسي الذي شدد على ضرورة إقامة دولة فلسطينية كحل نهائي للصراع.
وأكد الرقب على استمرار الجهود الدبلوماسية المصرية مع جميع الأطراف لضمان الوصول إلى هدنة حقيقية تُنهي معاناة غزة. كما أشار إلى أن إسرائيل هي التي تعرقل هذه الجهود بفرضها شروطًا تعجيزية لاستمرار الهدنة، مما يؤدي إلى تصعيد الموقف في المنطقة.