قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

مدارس القرآن في حلايب وشلاتين.. الخلاوي ملاذ الأطفال لتعلم العلم والتقوى

صورة موضوعية
صورة موضوعية
×

في ساعة الفجر المبكرة، يتسابق الصبية إلى الصف الأخير من المسجد، يتجلّى مشهد يربط الماضي بالحاضر في حلايب وشلاتين، حيث يلتف مجموعة من الأطفال، لا يتجاوز أكبرهم عمر الثانية عشرة، حول معلمهم لتعلم القرآن الكريم. وجوههم السمراء تعكس البراءة والطموح، وهم يحملون ألواحاً خشبية محفورة بآيات القرآن، متوجهين إلى الخلاوي، تلك المدارس التقليدية التي تمتد جذورها إلى أعماق التراث، لتكون النور الذي يرشدهم إلى العلم والأدب.

التعليم في ظل الخلاوي: العودة إلى الجذور
في مثلث حلايب، تنتشر الخلاوي، وهي مدارس خاصة تجمع الأطفال، خصوصاً في فصل الصيف، لتعليمهم القرآن وعلومه. تُعدّ الخلاوي نموذجاً مشابهاً للكتاتيب القديمة التي كانت تعم أرجاء القرى المصرية في زمن مضى. يبدأ يوم الطلاب منذ صلاة الفجر، حيث يكون أول درس لهم هو أداء الصلاة في وقتها. بعد الصلاة، يتوجه الأطفال إلى الخلوة الملاصقة للمسجد، حاملين ألواحهم التي تحمل آيات الذكر الحكيم، ويبدأون في ترديد ما حفظوه أمام "الخليفة"، الذي يشرف على تصحيح التلاوة وتعليمهم المعاني والتفسيرات.

منهجية تعليمية تربوية
لا يقتصر دور الخلاوي على حفظ القرآن فقط، بل يمتد ليشمل تنشئة الأطفال على القيم الإسلامية والأخلاق الفاضلة. يستمر التعليم حتى وقت الضحى، ثم يعود الأطفال لأداء صلاة الظهر، وبعدها يواصلون دروسهم حتى صلاة العصر والمغرب. هذا الجدول اليومي يربط حياتهم بين الصلوات والقرآن الكريم، ويعزز في نفوسهم حب الطاعة والعبادة.

دور الخلاوي في التعليم والمجتمع
تؤدي الخلاوي دوراً كبيراً في دعم الأطفال الذين حرموا من دخول المدارس لعدم امتلاك ذويهم أوراقاً ثبوتية. تُعلمهم القراءة والكتابة، وتوفر لهم شهادات تقدير في كثير من الأحيان. هذه الخلاوي ليست فقط مصدر علم، بل هي أيضاً بيئة تربوية تغرس في نفوس الأطفال الالتزام والطاعة، وتعدهم ليكونوا أجيالاً واعدة في المستقبل.

ختاماً، تبقى الخلاوي جزءاً لا يتجزأ من النسيج التعليمي والتربوي في مثلث حلايب، إذ تواصل ترسيخ قيم العلم والتقوى في نفوس الأطفال، لتمنحهم أفقاً جديداً يربط الماضي بالحاضر، ويؤهلهم لبناء مستقبل مشرق.