قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، انه اذا كنت تريد أن يكون الأمر مستور معك ولا تنحرف عن طريق الله، فابدأ في الصلاة على المصطفى ﷺ لأن كل الأعمال بين القبول والرفض إلا الصلاة عليه ﷺ فهى مقبولة حتى من المنافق والفاسق، لتعلقها بالجناب الأعظم.
فإذا كانت هذه هى حال الصلاة على سيدنا النبي ﷺ من المنافق وهى مقبولة، فما بالك إذا كانت من المؤمن! فإنها تكون مقبولة أكثر وأكثر قال صلى الله عليه وآله وسلم: (مَنْ صَلَّى عَلَىّ واحِدَة صَلَّى اللهُ عليه عَشْرًا) . ولم يشترط في ذلك لا إخلاص، ولا تقوى، ولا مقامات، ولا غير ذلك, ولذلك هي تصلح لمن أرادنا أن ينجذب إلى طريق الله سبحانه وتعالى على أي حالٍ كان , فالصلاة على سيدنا النبي ﷺ من الذكر, وذكر سيدنا رسول الله ﷺ جعله ربنا سبحانه وتعالى مقرونًا بذكره, وكان الإمام الشافعي يقول: «اللهم صلِّ على سيدنا محمد كلما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون» ولم يقل (عن ذكرك) قال: «عن ذكره الغافلون» -أوردها في «الرسالة» فصارت منسوبةً إليه، ويسمونها "الصلاة الشافعية"- ، واعتبر الصلاة عليه ﷺ ذكرًا.
وقد شاع في الناس المتأخرين عدم تعظيم سيدنا النبي ﷺ ، -نسأل الله لهم التوبة، والعودة إلى الإسلام-، لأن حب سيدنا النبي ﷺ هو حقيقة الإيمان وهو جوهره وهو أساسه، وليس هناك إيمان إلا من طريق الإيمان بالنبي ﷺ فهو خاتم النبيين، وسيد المرسلين، وحبيب رب العالمين أرسله الله هدايةً ورحمةً وبركةً إلى يوم الدين، وهو قد أنهى الله به كلامه مع العالمين، وآخر فرصة لهم أن يرجعوا إليه سبحانه وتعالى.
هذا الإنسان الكامل العظيم لابد علينا من زيادة حبه، وإظهار هذه الزيادة، وفي جانبه الشريف ومقامه العظيم لا يوجد أي زيادة ؛ فكلما ظننا أننا نزيد في حبه كانت هذه الزيادة قاصرة عن مقامه الكبير ﷺ ، فليتنبه الناس، ولتُعلّموا أولادكم وأحفادكم وإخوانكم وجيرانكم حب سيدنا رسول الله ﷺ فليس هناك مخرج من مشكلاتنا، ولا نخرج من البلاء الذي نحن فيه إلا بحب سيدنا رسول الله ﷺ.