في ظل تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط منذ السابع من أكتوبر 2023، أعادت الولايات المتحدة ترتيب أولوياتها الاستراتيجية، مع تعزيز دعمها لحلفائها الإقليميين في ظل تصاعد التوترات والنزاعات، وبينما تسعى واشنطن لتحقيق توازن بين دعمها لإسرائيل ومواجهة النفوذ الإيراني، تواجه تحديات وفرصاً قد تعيد تشكيل سياستها الخارجية في المنطقة.
تغيير السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط
من جانبه، قال الدكتور أحمد العناني الباحث في السياسة الدولية، إن السياسة الأمريكية تركز بشكل كبير على التهدئة وتجنب التصعيد، خاصة مع وجود قواعد عسكرية أمريكية في كل من العراق وسوريا، فأي تصعيد جديد قد يهدد المصالح الأمريكية في المنطقة، وهو ما يجعل الإدارة الأمريكية تسعى بشكل مستمر للحفاظ على الاستقرار ومنع الانزلاق نحو مواجهات أوسع.
وأضاف العناني في تصريحات لـ “صدى البلد”، أنالصراع الفلسطيني الإسرائيلي في غزة بعد هجوم 7 أكتوبر أصبح ساحة تنافس سياسي واستراتيجي بين المرشحين في الانتخابات الأمريكية، وأشار إلى أن كلا من المرشحين، سواء كامالا هاريس أو دونالد ترامب، يحاول استغلال هذا الصراع لتحقيق مكاسب سياسية خاصة في السباق الانتخابي.
ولفت إلى أن الولايات المتحدة تعمل على تحقيق وقف إطلاق النار وتحرير الرهائن، رغم تأكيدها الدائم على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وأوضح أن الإدارة الأمريكية ترى أن تصعيد الصراع قد يؤثر سلبًا على مصالحها، ولهذا فإنها تفضل البحث عن حلول سياسية تضمن استقرار المنطقة وتجنب مواجهات مباشرة مع إيران وحلفائها.
التعزيزات الأمريكية في الشرق الأوسط
ومنذ اليوم التالي لهجوم السابع من أكتوبر، الذي نفذته حماس ضد قواعد عسكرية إسرائيلية، وراح ضحيته نحو 1,200 إسرائيلي، بادرت الولايات المتحدة بنشر مجموعة من الأصول العسكرية لتعزيز موقفها في المنطقة، وقد أعلنت الولايات المتحدة عن توجه مجموعة حاملة الطائرات "جيرالد فورد" إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، لتكون ضمن أولى خطوات التصعيد العسكري الأمريكي في المنطقة.
ومع مرور أكثر من عشرة أشهر على حرب غزة، وتزايد التوترات على جبهات متعددة، ويبدو أن الولايات المتحدة عازمة على مواصلة تعزيز قواتها في الشرق الأوسط لضمان الاستقرار الإقليمي وردع أي تصعيد محتمل، وبهذه التحركات، تسعى واشنطن إلى إبقاء الوضع تحت السيطرة، وتحقيق أهدافها المعلنة في منع توسع الصراع والحفاظ على أمن حلفائها في المنطقة.