قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

بين الموت والجوع.. شهادات حية لـ «صدي البلد» من رحم غزة المنكوبة

عمر عبد ربه
عمر عبد ربه
×

بينما يحيي العالم السنوية الأولى لبدء القصف الإسرائيلي على غزة التي بدأت في 7 أكتوبر 2023، لا يزال الوضع مأساويًا مع استمرار التحديات الإنسانية والجراح العاطفية التي قد تستمر لأجيال.

ويستمر العدوان الإسرائيلي علي كافة أرجاء القطاع كواحد من أشد وأعنف الأعمال العدائية الدموية في المنطقة في السنوات الأخيرة. تم تدمير البنية التحتية الهشة بالفعل في غزة – من إمدادات المياه، وشبكات الكهرباء، والمستشفيات. وبلغت حصيلة الشهداء المدنيين مستويات مروعة، حيث أشارت التقارير إلى استشهاد ما لا يقل عن ٤٢ ألف شخص، بما في ذلك النساء والأطفال.

وتسلط شهادات الناجين لموقع صدي البلد الإخباري الضوء على صورة مؤلمة لسكان محاصرين في واحدة من أكثر المناطق اكتظاظًا بالسكان والمحاصرة في العالم، دون أي أمل في الهروب أو الحصول على إغاثة.

ومثل الكثير من الفلسطينيين، يعيش عمر عبد ربه، صحفي وكاتب فلسطيني، يبلغ من العمر 30 عامًا، في المنطقة الوسطى من غزة وسط حرب مستمرة منذ عام، حرب لا تبدو أنها ستنتهي قريبًا. فهو يرى أن الوضع لا يزال معقدًا وأن العدوان قد يستمر لفترة طويلة.

وتحدث عمر لموقع صدي البلد الإخباري عن معاناة الفلسطينيين الذين فقدوا الأمل في العودة إلى شمال غزة بسبب الدمار الهائل هناك، قائلًا: ”الوضع الإنساني في غزة كارثي. فقد أدى القصف المستمر إلى دمار واسع، نزوح أكثر من مليون ونصف مواطن، وسقوط آلاف الشهداء“ وأضاف: ”خاب أملنا في التوصل إلى صفقة لوقف إطلاق النار."

وعبر عمر بحزن وأسى عن رغبته في مغادرة غزة، مثل الكثير من الفلسطينيين الذين يسعون إلى الهروب من جحيم الحرب. إذا أتيحت له الفرصة، سيتوجه سيغادر القطاع، على أمل أن يجد مكانًا للاستقرار في أوروبا أو الخليج، موضحًا “إنها نكبة جديدة، ونحن نعيش وسطها. كل فلسطيني يحلم بالسفر إلى مكان آمن، بعيدًا عن هذا الجحيم".

أما أحمد أبو طالب، أب يبلغ من العمر 34 عامًا من غزة، تذكر الليلة المروعة التي دمرت فيها غارة جوية إسرائيلية حيه بأكمله.

وقال بصوت بالكاد يُسمع: "فقدت زوجتي وطفلي في لحظة واحدة. كنا جالسين في غرفة المعيشة نحاول أن نبقى هادئين، والشيء التالي الذي أتذكره هو أنني استيقظت في المستشفى. عائلتي ذهبت. كل شيء عشت من أجله ذهب."

ونجت فاطمة القاضي، وهي طالبة جامعية تبلغ من العمر 19 عامًا، بصعوبة من الموت عندما أصاب صاروخ منزل عائلتها. وقالت: "كنت محبوسة تحت الأنقاض لساعات طويلة، أصرخ طلبًا للمساعدة. أخي وأبي لم ينجوا. كيف تستمر الحياة بعد ذلك؟ كيف تعيد بناء حياتك عندما يُؤخذ منك كل شيء في ثوانٍ؟"

الآثار النفسية لا تقل خطورة. الصدمة التي يعاني منها الأطفال، الذين يشكلون نحو نصف سكان غزة، لا يمكن تخيلها. دانا، فتاة تبلغ من العمر 10 سنوات فقدت والديها في غارة جوية، ترفض الكلام. وتقول جدتها، التي تعتني بها الآن في إحدي خيام النازحين في رفح الفلسطينية، إن دانا تستيقظ تصرخ في منتصف الليل، وتتذكر كوابيس الرعب الذي عاشته.

في سياق أخر، بالنسبة لكثيرين، إعادة بناء الحياة في غزة تتجاوز مجرد البنية التحتية. إنها تتعلق باستعادة الكرامة والأمل في مواجهة الصعاب الهائلة. كما تقول سلمي الحداد: "نحن بحاجة إلى أكثر من مجرد الطوب. نحتاج إلى العدالة. نحتاج إلى أن نعيش دون خوف من سقوط السماء علينا مرة أخرى."

وفي محاولة لنقل الوضع الإنساني المتدهور في غزة، قال شادي النجار، أحد سكان رفح، لموقع صدي البلد الإخباري: "في يومٍ واحد قد نأكل وجبة واحدة، وفي بعض الأيام لا نجد ما نأكله. الأطفال ينامون جياعًا، ونخاف على حياتنا أكثر من أي وقت مضى. لا توجد مياه نظيفة، نعيش على المياه الملوثة، والأمراض تنتشر بسرعة بيننا."