في ظل تصاعد الأحداث في غزة والمنطقة، أكد عدد من الخبراء السياسيين أهمية دراسة وتحليل الأبعاد الإقليمية للحرب وتأثيرها على مختلف الأطراف المعنية، ومنذ عام مضى، كانت القيادة السياسية المصرية والدولة المصرية تحذر من خطورة توسع رقعة الصراع الإقليمي، وقد بدأت بالفعل ملامح هذا الصراع في الظهور في قطاع غزة.
وأكدت التحذيرات المصرية على ضرورة الانتباه لهذه التهديدات المتنامية، خصوصًا مع تدخلات القوى الإقليمية وتأثيرها على استقرار المنطقة.
فطنة القيادة السياسية المصرية
وأشارت القيادة السياسية في مصر، قبل عام، إلى المخاطر المتزايدة لتوسيع رقعة الصراع الإقليمي، والذي بدأ في قطاع غزة. ومع تطور الأحداث، بدأ الحوثيون بالفعل في إطلاق صواريخهم باتجاه إسرائيل كرد فعل على الاعتداءات التي شهدتها غزة، كما تأثرت الملاحة في البحر الأحمر، وزادت مع تدخلات حزب الله بالصواريخ.
وأكدت الدولة المصرية على تحذيراتها في مناسبات ومحافل متعددة، وكأنها كانت تقرأ من كتاب مفتوح، حيث توقعت اتساع رقعة النزاع. إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الغربي اختاروا عدم الاستماع لتلك الرؤية، مؤمنين أن استخدام القوة سيؤدي إلى الاستقرار وسيمنح إسرائيل مزيدًا من الأمان والازدهار.
وكما أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، فإن فكرة المقاومة لا يمكن اجتثاثها أو القضاء عليها بالكامل، فهي متجذرة ولا يمكن أن تموت.
ومن جانبه، أوضح الدكتور بهاء محمود الخبير السياسي، أن مصر كانت من أوائل الدول التي تنبهت إلى خطورة التدخلات الإقليمية في الحرب على غزة، حيث أشار إلى أن الحرب سمحت لبعض الوكلاء الإقليميين لإيران بالتدخل تحت ذريعة الدفاع عن غزة. وأكد أن هذا التدخل بدأ أولاً مع الحوثيين، وتزامن مع تدخلات أخرى مثل حزب الله، ما أدى إلى تصاعد التوترات في المنطقة.
وأضاف الدكتور بهاء في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن الوضع تطور بشكل متسارع، حيث أصبحت هناك معادلة واضحة تتمثل في تدمير غزة مقابل تصفية قيادات محورية في المنطقة، مثل حسن نصر الله. وقد نتج عن ذلك آلاف الشهداء في غزة، إلى جانب الخراب والدمار الذي لحق بلبنان ومقتل العديد من قيادات حزب الله. وأعرب الدكتور عن عدم اليقين بشأن هوية الخليفة المحتمل لنصر الله، خاصة مع الغموض حول وضع هاشم صفي الدين، مما يزيد من تعقيد الموقف.
وأضاف الخبير السياسي أن هذا السيناريو كان متوقعًا منذ بداية الحرب في غزة، ولكن لم يكن هناك استجابة كافية للتحذيرات. وأوضح أن إسرائيل اليوم تشبه "الطوفان الهائج" الذي يصعب السيطرة عليه، ما جعل من الصعب على الدول الأخرى تحديد مواقفها؛ فإما أنها لا تستطيع التدخل، أو أن لديها مصالح قائمة مع إسرائيل. وفي كلا الحالتين، تبقى النتيجة واحدة، وهي عدم وجود رؤية واضحة حول نهاية الحرب أو كيفية انتهائها، ولا حتى حول الأطراف التي قد تتدخل مجددًا في المستقبل.