جيل أكتوبر، يا له من جيل عظيم! جيل ضحّى من أجل بلده، وشال البلد على كتافه. عاش الهزيمة قبل أن يحقق النصر الكبير. ما بين أيام العز والكرامة، كانوا يواجهون التحديات بشجاعة وصمود. حلمهم كان أكبر من أي صعوبة، وعزيمتهم كانت أقوى من كل المحن. كانت فيهم روح الجماعة وحب الوطن، وهذا ما جعلهم مثالاً للتضحية والإرادة.
علمونا أن الفخر ليس بالكلام فقط، بل بالأفعال. سطروا في التاريخ صفحات مضيئة، وعملوا من الهزيمة بداية جديدة للنجاح. نحن الآن نعيش في خيراتهم ونجاحهم، ومن واجبنا أن نكون على قد التحدي.
والدى من جيل أكتوبر، كان دائماً شخصية محورية في حياتي. ليس فقط كأب، بل كبطل عاصر واحدة من أهم المحطات في تاريخنا: حرب أكتوبر 73. كان في ريعان شبابه عندما لبى نداء الوطن وشارك في معركة عظيمة أثبتت فيها مصر عزيمتها على استرداد الأرض ورفع راية العزة والكرامة.
تجربة أبي ليست مجرد قصة بطل، بل هي قصة إنسان عاش التضحية لحظة بلحظة. كان واحداً من الجنود الذين شاركوا في حرب أكتوبر، وشاهد بعينيه كيف كانت الحرب ليست مجرد معركة بالسلاح، بل كانت معركة بالإرادة والقلب. دخل الجيش في 22 نوفمبر 1970 وخرج في 1 يناير 1975. نسأل الله أن يبارك في عمره ويعطيه الصحة والعافية.
نستذكر هذا الجيل العظيم بقلوب مليئة بالفخر والامتنان، ونؤكد على ضرورة الحفاظ على قيمهم وتضحياتهم، لنظل دائماً أوفياء لما قدموه من أجل الوطن. إن ذكرى أكتوبر ليست مجرد احتفال، بل هي دعوة للاعتزاز بتاريخنا، ولتقدير كل من ساهم في صنع مستقبل أفضل لمصر.