في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة العربية حروبا مستعرة وتدمير البنية التحتية في لبنان وفلسطين، وعمليات إبادة جماعية للمسلمين في غرة والمسيحيين بلبنان، على يد العصابات الصهيونية، تمهيدا لتنفيذ مخطط جيورا إيلاند وهو مشروع الوطن البديل، لصنع شرق أوسط جديد يواكب المخطط الصهيوني الشيطاني، تقوم مصر بالبناء و التشييد، بفضل وجود جيشا قويا قادرا على حماية جدران الدولة المصرية.

يصادف اليوم الذكرى الواحدة و الخمسين لنصر السادس من أكتوبر عام 1973، تلك الحرب التي أفقدت العدو الصهيوني توازنه و قلبت الموازين العسكرية في دول العالم و مازالت تدرس الكليات العسكرية في مختلف دول العالم خِطَّة الخداع الإستراتيچي التي نفذها الجيش المصري، و اتخذتها المقاومة الفلسطينية كأيقونة في طوفان الأقصى العام الماضي، أثناء هجومها على العدو الصهيوني.

مصر مازالت الدولة الوحيدة الصامدة بالرغْم من الحصار المفروض عليها من كافة الحدود المشتعلة بنيران الحروب، و بالرغم من ذلك تقوم بالبناء و التعمير و التجديد، بل إطلاق مبادارات رئاسية تعمل على تنمية المجتمع الريفي و الحضري معا تسعى لبناء الإنسان و التي من أهمها و أحدثها المبادرة الرئاسية بداية جديدة لبناء الإنسان التي انطلقت في كافة ربوع مصر و تفوق عدد من المحافظات في تفعيلها و أصبحت تتسابق المحافظات في كيفية تفعيل تلك المبادرة من خلال تقديم عدد كبير من الخدمات و الامتيازات و إقامة الفعاليات، و كانت في المقدمة محافظات الجيزة و القاهرة و القليوبية و محافظات الصعيد.

تصدرت محافظة الجيزة هرم الفعاليات الخاصة بالمبادرة الرئاسية من خلال تقديم الدعم اللازم لدور المسنين و الأيتام و التي من أبرزها تحقيق رغبة 15 شاب و فتاة من دور الأيتام في حضور مباراة نهائي السوبر بالمملكة العربية السعودية و عودتهم سالمين، بفضل ترتيبات مديرية التضامن الاجتماعي بالجيزة، و إغلاق الدور المخالفة و نقل نزلائها لدور أخرى أكثر أمانً، و كذلك توزيع أطنان من اللحوم و ألاف من كراتين المواد الغذائية مقدمة من جيشنا المصري العظيم كهدية بمناسبة ذكرى الانتصار العظيم

و توزيع أثاث منزلي و أجهزة كهربائية و ماكينات الخياطة على الأسر الأكثر أحتياجا، ضمن فعاليات المبادرة الرئاسية بداية جديدة لبناء الإنسان، إيماناً من القيادة السياسية بضرورة و أهمية بناء الإنسان و العمل على تنمية البيئة المحيطة به لحفظ أمن الوطن و استقراره.

شتان بين مصر و لينان و فلسطين و سوربا و السودان و اليمن و ليبيا، العراق، تلك الدول تشهد حروبا مستعره، في الوقت الذي تشهد فيه مصر ثورة تنموية حضارية بفضل التخطيط الجيد و القيادة الحكيمة.

سأظل أكررها في كل مقال ماذا لو أستجابة قيادات الدول المحتلة من قبل العدو الصهيوني لمبادرة الرئيس الراحل محمد أنور السادات بطل الحرب و السلام، للجلوس مع الجانب الإسرائيلي من أجل التفاوض على تحرير كافة الأراضي المحتلة؟ !

قدر مصر أن الله يرزقها دائما بقاده رشيدين أصحاب نظرة مستقبلية متعمقة يعملون دائما من أجل مصلحة مصر العليا و ليس لمجد شخصي بعيدا عن الشعارات و الحنكورية الكاذبة التي أودت ببعض الشعوب إلى الجحيم.

خاضت مصر معاركها بشرف و انتصرت بشرف و أعادت بناء ما تم هدمه و تدميره، و ها نحن اليوم ننعم بالاستقرار و التنمية و بناء مدن جديدة على أحدث الصيحات العالمية كمدينة العلمين التي كانت مزروعة بالمفرقعات و المتفجرات منذ الحرب العالمية الثانية و كان كل شبر بها عبارة عن حقل ألغام، و اليوم أصبحت عروس متألقة، لدرجة تثير غضب الأعداء ما جعلهم يحاولون التحرش بِنَا عبر حدودنا من أجل جرنا لحروب ليس لنا بها لا ناقة و لا جمل، لعرقلة مسيرة التنمية لتطل مصر في منعطف الاحتياج، لكن بفضل جيشنا المصري العظيم و يقظته و إدراك الشعب المصري لطبيعة المؤامرة المحاكة ضدنا لم تنجح محاولتهم.

حفظ الله مصر و حفظ أخواننا في غزة و لينان و السودان و سوريا و العراق.