تُعد حرب 6 أكتوبر 1973 واحدة من أبرز المحطات في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، حيث شاركت فيها عدة دول عربية لدعم مصر وسوريا في معركتهما ضد إسرائيل من أجل استعادة الأراضي المحتلة.
ولعبت الدول العربية دورًا محوريًا في تقديم الدعم السياسي، العسكري، والاقتصادي، مما عزز من قدرات القوات المصرية والسورية، وأسهم في تغيير موازين القوى في المنطقة.
ويُلقي هذا التقرير الضوء على الأدوار الرئيسية التي لعبتها الدول العربية خلال تلك الحرب التاريخية، وكيف أثرت في مسار الحرب ونتائجها.
الدول العربية وحرب أكتوبر 73
كان للدول العربية دور بارز في توحيد الصف العربي خلال حرب 6 أكتوبر، حيث قامت بقيادة حملة دبلوماسية قوية على المستوى الدولي، مما أسهم في زيادة الضغط على إسرائيل وحلفائها.
وعلى سبيل المثال، ساندت الدول العربية مصر وسوريا في مجلس الأمن والأمم المتحدة، ما ساعد في تسليط الضوء على القضية الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية. كما استخدمت الدول العربية علاقاتها مع الدول الكبرى للضغط باتجاه إنهاء العدوان الإسرائيلي وإجبارها على الانسحاب من الأراضي المحتلة.
وساهمت العديد من الدول العربية بشكل مباشر في العمليات العسكرية، كان العراق من بين الدول التي أرسلت وحدات عسكرية للمشاركة في القتال إلى جانب الجيشين المصري والسوري. كما أرسل الأردن قوات عسكرية، حيث شارك في القتال على الجبهة السورية.
وقامت الإمارات العربية المتحدة تحت قيادة الشيخ زايد بن سلطان بقطع النفط عن إسرائيل والدول التي تدعمها وكان عامل ضغط قوي على الدول الأجنبية.
وإضافة إلى ذلك، لعبت السعودية دورًا مهمًا في تقديم الدعم العسكري واللوجستي لمصر، حيث قدمت مساعدات مالية ضخمة ساعدت في تعزيز الجهود العسكرية المصرية. كما دعمت ليبيا والمغرب القوات المصرية بوحدات عسكرية وساهمت في تزويد الجيوش بالمعدات اللازمة.
كانت الدول العربية في مقدمة الداعمين لمصر وسوريا من الناحية الاقتصادية خلال الحرب. قدمت السعودية والكويت ودول الخليج مساعدات مالية ضخمة لدعم المجهود الحربي. قامت هذه الدول بتخصيص جزء كبير من مواردها لدعم الاقتصاد المصري والسوري، مما سمح لهما بتحمل تكاليف الحرب وتوفير الاحتياجات الأساسية للجبهتين.
كان السودان من أوائل الدول التي أعلنت دعمها الكامل لمصر، حيث نظم مؤتمر الخرطوم، والذي تم الإعلان من خلاله عن ثلاثية "لا" وهي لا صلح، لا اعتراف، لا تفاوض، وأرسل السودان فرقة مشاه علي الجبهة المصرية، كما لم يتردد في نقل الكليات العسكرية المصرية إلى أراضيه.
كما قامت الكويت بإرسال 5 طائرات "هوكر هنتر" إلى مصر، كما بعثت طائرتي من طراز سي 130 هيركوليز لحمل الذخيرة.
وأرسلت تونس إلى مصر كتيبة مشاة قبل الحرب، كما أعطتها 5 طائرات "هوكر هنتر".
أما اليمن فقد أغلقت مضيق باب المندب على إسرائيل.
وقامت قوات المقاومة الفلسطينية بشغل العدو عن المخابرات المصرية، بنصب الكمائن وزرع الألغام وشن الغارات.
والأهم من ذلك، استخدام النفط كسلاح اقتصادي في المعركة كان خطوة استراتيجية اتخذتها الدول العربية بقيادة المملكة العربية السعودية، حيث فرضت هذه الدول حظرًا نفطيًا على الدول الداعمة لإسرائيل، مثل الولايات المتحدة وهولندا، مما تسبب في أزمة طاقة عالمية وضغط دولي كبير على إسرائيل وحلفائها.
وأدت الدول العربية دورًا إعلاميًا مهمًا خلال حرب 6 أكتوبر، حيث ساهمت في نشر المعلومات عن الانتصارات العسكرية المصرية والسورية في الجبهات، وفي مواجهة الإعلام الإسرائيلي والغربي الذي حاول التعتيم على نجاحات القوات العربية.
قامت الدول العربية بتنظيم حملات دعائية لدعم القضية العربية، وإبراز شرعية نضال مصر وسوريا ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وشهدت حرب 6 أكتوبر تضامنًا شعبيًا عربيًا غير مسبوق، حيث خرجت الشعوب العربية في مظاهرات تأييد ودعم لمصر وسوريا.
كما نظمت الدول العربية حملات تبرع ومساندة للجنود العرب، ما عزز الروح القومية وأظهر الوحدة العربية في مواجهة إسرائيل.
ولعبت الدول العربية دورًا حيويًا في دعم مصر وسوريا خلال حرب 6 أكتوبر 1973، من خلال الدعم العسكري، والاقتصادي، والدبلوماسي، نجحت الدول العربية في تعزيز المجهود الحربي، وتقديم المساندة الضرورية لتحقيق مكاسب ميدانية هامة.
هذه الحرب لم تكن مجرد مواجهة عسكرية بين دولتي مصر وسوريا وإسرائيل، بل كانت حربًا عربية شاملة أثبتت من جديد قوة التعاون العربي عندما تجتمع الإرادة.