في إطار حرص الدولة المصرية على الاحتفال بالذكريات الوطنية وتعزيز روح الانتماء، أصدرت الحكومة قرارًا بمنح إجازة رسمية لجميع العاملين وطلاب المدارس والجامعات بمناسبة الذكرى الحادية والخمسين لانتصارات حرب أكتوبر، ومع اقتراب موعد هذه الإجازة، زادت معدلات بحث الموظفين عن تفاصيل الإجازات الرسمية المقبلة.
إجازة 6 أكتوبر
يعتبر يوم 6 أكتوبر من كل عام مناسبة وطنية مهمة، حيث تحتفل مصر بذكرى انتصارات حرب أكتوبر، وفي هذا السياق، قرر الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اعتبار يوم الأحد الموافق 6 أكتوبر 2024 إجازة رسمية مدفوعة الأجر، وذلك لجميع العاملين في قطاعات الدولة، بالإضافة إلى طلاب المدارس والجامعات.
وتعد إجازة 6 أكتوبر 2024 هي الإجازة الرسمية الأخيرة التي يحصل عليها الموظفون والعاملون في الدولة قبل دخولهم في عام 2025، ومن المتوقع أن يتساءل الكثيرون عن مواعيد الإجازات المقبلة بعد هذه المناسبة.
ومن المقرر أن تكون أول إجازة رسمية مدفوعة الأجر بعد إجازة 6 أكتوبر هي إجازة عيد الميلاد المجيد، والتي ستأتي في يناير 2025.
ويجدر بالذكر أن جميع الموظفين في قطاعات الدولة المختلفة يحق لهم الحصول على إجازات رسمية مدفوعة الأجر، وفي حالة العمل في القطاع الخاص، يحق لصاحب العمل استدعاء الموظف في يوم الإجازة مع منحه أجرًا مضاعفًا أو إجازة بديلة، وذلك وفقًا لقانون العمل.
وتأتي إجازة 6 أكتوبر كفرصة للعاملين في الدولة للاحتفال بهذا اليوم التاريخي، مما يعكس التزام الحكومة بتعزيز الروح الوطنية والاهتمام برفاهية الموظفين، ومع اقتراب الإجازات الرسمية، تبقى هذه الذكريات حاضرة في أذهان الجميع.
أكتوبر المجيد
وفي يوم من أهم الأيام التي رفعت رؤوس المصريين عالياً، يأتي السادس من أكتوبر، يوم العزة والشرف والفخر لكل مصري، هذا اليوم يذكّرنا بالنصر العظيم الذي حققته القوات المسلحة المصرية، وهو يمثل علامة فارقة في تاريخ مصر الحديث.
وحرب أكتوبر 1973 تعد واحدة من أعظم الحروب التي خاضتها مصر، حيث أنهات سنوات من العجرفة الإسرائيلية التي روجت لأكذوبة "الجيش الذي لا يقهر". سطر المصريون في هذا اليوم نصراً عظيماً، يتناقله الأجيال جيلاً بعد جيل، ويفخر به الجميع.
ولم تقتصر فرحة النصر على المصريين وحدهم، بل كانت رمزاً للعزة والفخر لكل العرب. فقد كان للدعم العربي الكبير دور حاسم في تحقيق هذا النصر، حيث ساندت الدول العربية الجيشين المصري والسوري في معركتهما ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وعلى الرغم من عدم معرفة الدول العربية بموعد الهجوم المصري، إلا أنه عند اندلاع الحرب، بدأت هذه الدول في تقديم الدعم والمساندة، مما أدى إلى تحقيق النصر في واحدة من أهم المعارك العربية في التاريخ الحديث.
وكان العراق من أبرز الدول الداعمة، حيث أرسل سربين من طائرات "هوكر هنتر" إلى مصر، كما قامت السعودية بإنشاء جسر جوي لإرسال 20 ألف جندي إلى الجبهة السورية، وأعلنت عن حظر تصدير النفط لدعم مصر ودول العرب.
وإضافة إلى ذلك، طلب الرئيس الجزائري هواري بومدين من الاتحاد السوفييتي شراء أسلحة لمصر، بينما قامت الإمارات بقطع النفط عن إسرائيل، مما كان له أثر كبير في الضغط على الدول الأجنبية، ليبيا أيضاً قدمت مليار دولار كمساعدات عسكرية، وأرسلت قوات لدعم الجيش المصري.
ولم يكن الدعم مقتصراً على تلك الدول فقط، بل شاركت القوات الأردنية في الحرب، وأرسلت المغرب لواء مشاة إلى الجبهة السورية، من جهة أخرى، كان السودان من أوائل الدول التي أعلنت دعمها لمصر، حيث نظم مؤتمر الخرطوم وقدم الدعم العسكري.
وتوالت مساعدات الدول العربية، حيث أرسلت الكويت طائرات حربية، وتونس ساهمت بكتيبة مشاة، بينما أغلقت اليمن مضيق باب المندب أمام إسرائيل، كما لعبت قوات المقاومة الفلسطينية دوراً مهماً في شغل العدو، من خلال نصب الكمائن وزرع الألغام.
وتظل ذكرى 6 أكتوبر محفورة في قلوب المصريين والعرب، رمزًا للتضحية والوحدة والعزيمة، إن هذا اليوم ليس مجرد احتفال بالنصر، بل هو تجسيد للإرادة العربية في مواجهة التحديات، واستمرار لروح التضامن بين الدول العربية في السعي نحو الكرامة والحرية.