أكد أيمن سلامة أستاذ القانون الدولي، أن الأزمة الٌإقليمية التي تمخضت عن هجوم حماس في 7 أكتوبرالماضي لا تتعلق بالشرق الأوسط فحسب، فيكشف هذا التصعيدتناقضات وقيود النظام الحالي للحوكمة العالمية وخاصة داخل الأمم المتحدة؛ فمن سخرية القدر أن يستغرق الأمر حوالي خمسة أشهر من أكتوبر 2023 إلى مارس 2024، قبل أن يتبنى مجلس الأمن - الذي أصبحضحية متزايدة لاستخدام حق النقض - قرارا يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة؛ فالمبادرة التي لا تحدث أي تأثير ملموس على الأرض، لا تأتي إلا بسببامتناعالولايات المتحدة عن التصويت عليها، بدلاً من التصويت ضدها كما في الدورات السابقة، مشيرا إلى أن هيئة الأمم المتحدة ونظام الفيتو داخل مجلس الأم، الذي يضم في عضويته الدائمة الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة- أفل نجمه الآن، والواقع أن بنية المجلس ما زالت تعكس توازن القوى الذي نشأ عن الحرب العالمية الثانية، وليس من المستغرب أنتطالببلدان ناشئة مثل البرازيل وجنوب أفريقيا الآنبإصلاحه جذرياً.
وأضاف أستاذ القانون الدولي - في تصريحات صحفية - إنه في فجر يوم 7 أكتوبر الماضيشنت حركة حماس الإسلامية الفلسطينية هجومها على إسرائيل من قطاع غزة، مما أسفر عن مقتل 1139 شخصًا واحتجاز 250 رهينة، بينما في عام واحد قتلت إسرائيل أكثر من 41 ألف فلسطيني، وفي 9 أكتوبر الماضيأعلنتوزارة الدفاع الإسرائيلية عن"الحصار الشامل" على قطاع غزة بالإضافة إلى قطع الكهرباء كما منعتدخول المواد الغذائية والوقود لتكون بذلك مقدمة للاجتياح البري الذي بدأ في 27 أكتوبر، والذي تمثل هدفه المعلن فيالقضاء على حماس وتدميرشبكة أنفاقها ومستودعاتها تحت الأرض وإعادةالإسرائيليين المختطفين إلى ديارهم، وبالفعل تقدم جيش الاحتلال الإسرائيلي للسيطرة على مناطق واسعة من القطاع، ورافق ذلكحملة متواصلة من الغارات الجويةالتي سرعت من وتيلة الحصد الجماعي لأرواح المدنيين الفلسطينيين وألحقت الدمار في أكبر منطقة ذات كثافة سكانية عالية جدًا في العالم، كما أنها أجبرت مئات الألاف من المدنيين على ترك منازلهم ليصبحوا لاجئين يزدحمون على نحو متزايد بقطع صغيرة من الأرض.
وأكد أيمن سلامة، أن الحرب تنتشر في الشرق الأوسطكالنار في الهشيم، والتصعيد الذي بدأ قبل عام مع هجوم حماس على إسرائيل، لم يعد يقتصر على أراضي إسرائيل وغزة؛ ففي غضون عام واحدشملتأسوأ أزمة شهدتها المنطقة منذ حوالي نصف قرن المنطقة بأكملها، وبعدالهجوم الصاروخي الباليستيالذي شنته إيران ضد إسرائيل في الأول من أكتوبر الحالي - ينتظر الآن رد تل أبيب، ووفقاً لواحدة من أكثر الفرضيات المعتمدة - يمكن لإسرائيلأن تضرب منشآت استخراج وإنتاج النفطمما سيلحق الضرر بأحد القطاعات الاقتصادية الرئيسية للجمهورية الإسلامية، ولكن هناك أيضاً خطراختيار الأهداف المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني وهو ما يحرض الرئيس الأمريكي السابق ترامب عليه، الأمر الذي من شأنه أن يغذي المخاوف من نشوب حرب مفتوحة ليس على المستوى الإقليمي فحسب بل وأيضاً ربما على المستوى الدولي.