يعود دعم الولايات المتحدة لإسرائيل ضد إيران إلى عقود من الاستراتيجية الجيوسياسية والمصالح المشتركة والتوافق الأيديولوجي في الشرق الأوسط.
يستكشف هذا التقرير العوامل التاريخية والسياسية والأمنية التي تدفع هذا التحالف الثابت، مع التركيز على أهداف الولايات المتحدة في مواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة.
حافظت الولايات المتحدة وإسرائيل على علاقة وثيقة منذ 1948، وتوطدت خلال الحرب الباردة عندما شاركت الدولتان هدفًا مشتركًا يتمثل في الحد من النفوذ السوفييتي في الشرق الأوسط.
شكلت الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، التي حولت إيران من حليف للولايات المتحدة إلى دولة ثيوقراطية معادية للمصالح الأمريكية، لحظة محورية في سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، مما جعل إيران خصمًا رئيسيًا وإسرائيل حليفًا استراتيجيًا.
الثلاثة عوامل رئيسية للدعم:
1. الاعتبارات الأمنية ومكافحة الإرهاب:
تعتبر الولايات المتحدة إيران من أكبر الدول الراعية للإرهاب، حيث تمثل الجماعات المدعومة من إيران مثل حزب الله وغيرها تهديدات لإسرائيل والمصالح الأمريكية في المنطقة. تعتبر إسرائيل، بقدراتها العسكرية المتقدمة، خط الدفاع الأول ضد نفوذ إيران، خاصة في مواجهة الجماعات مثل حزب الله وحماس التي تدعمها طهران.
2. انتشار الأسلحة النووية واستقرار المنطقة:
تعتبر الطموحات النووية لإيران مصدر قلق كبير للولايات المتحدة، خاصة فيما يتعلق بإمكانية تطوير إيران لأسلحة نووية. لطالما عارضت الولايات المتحدة البرنامج النووي الإيراني وترى في إسرائيل شريكًا أساسيًا في منع طهران من الحصول على قدرات نووية. التعاون الأمريكي الإسرائيلي في جمع المعلومات الاستخباراتية والاستعداد العسكري ضد برنامج إيران النووي هو ركيزة أساسية في تحالفهما.
3. النفوذ الاستراتيجي في الشرق الأوسط:
يعتبر الشرق الأوسط منطقة ذات أهمية حيوية لإمدادات الطاقة العالمية والمواقع العسكرية الاستراتيجية. تدعم الولايات المتحدة إسرائيل كحليف مستقر وديمقراطي في منطقة تعج بالاضطرابات والأنظمة الاستبدادية والمشاعر المعادية للغرب. من خلال تعزيز الموقف العسكري والدبلوماسي لإسرائيل، تضمن الولايات المتحدة موطئ قدم في المنطقة لموازنة النفوذ المتزايد لإيران في دول مثل سوريا ولبنان والعراق.
4. التوافق السياسي والأيديولوجي:
لدي الولايات المتحدة وإسرائيل علاقات سياسية وثقافية واقتصادية عميقة. تقليديًا، يدعم الكونجرس الأمريكي إسرائيل، والرأي العام الأمريكي يميل عمومًا إلى تعزيز العلاقات مع الدولة اليهودية. بالإضافة إلى ذلك، فإن الخطاب المعادي للغرب والسياسات العدائية لإيران تجاه إسرائيل تعزز بشكل أكبر موقف الولايات المتحدة، مما يجعل البلدين يتفقان في مواجهة ما يعتبرانه تهديدًا وجوديًا مشتركًا.