تمر اليوم، السبت، ذكرى ميلاد الفيلسوف الفرنسي دنيس ديدرو.
كان ديدرو كاتبًا مسرحيًا ومؤلفًا ومفكرًا بارزًا، حيث اشتهر بإشرافه على إصدار "موسوعة الفنون والعلوم والحرف"، وكان أول رئيس تحرير لها.
يُعتبر ديدرو واحدًا من رواد حركة التنوير.
موسوعة العلوم
تُعرف "موسوعة العلوم" أو "إنسيكلوبيدي" بأنها موسوعة شاملة نُشرت في فرنسا بين عامي 1751 و1772، وتبعتها ملاحق وتصحيحات وترجمات.
شارك في كتابتها مجموعة من الكتّاب الموسوعيين، وكان ديدرو، بالتعاون مع جون لو رون دالمبير، أحد أبرز المساهمين في نشرها.
في عام 1751، ساهم ديدرو في تأسيس "إنسيكلوبيدي" مع دالمبير، حيث كانت هذه الموسوعة الأولى التي تضم مساهمات متعددة من كُتّاب مختلفين، والأولى التي تناولت الفنون الميكانيكية بشكل شامل.
وقد أثار أسلوبها العلماني، الذي احتوى على مقالات مشككة حول المعجزات المسيحية، استياء السلطات الدينية والحكومية.
كان الهدف من الموسوعة هو جمع كل المعارف المتاحة وفحصها بشكل نقدي وعقلاني، واستخدام هذه المعرفة لتحقيق التقدم الاجتماعي.
يتضح ذلك من العنوان الفرعي، المترجم من الفرنسية إلى الإنجليزية، والذي ينص على أنها "قاموس منهجي للعلوم والفنون والحرف".
استغرق البحث والإنتاج والنشر أكثر من 40 عامًا. وبحلول عام 1772، عندما صدر المجلد النهائي، كان قد تم تجميع 17 مجلدًا ضخمة من النصوص و11 مجلدًا من الرسوم التوضيحية، حيث شملت الموضوعات مجموعة متنوعة من الملكية المطلقة وتربية النحل إلى عدم التسامح وصنع الدبوس وزنجبار.
هدفت الموسوعة إلى إظهار أن الحضارة الحديثة تعتمد على مهارات وعمل الأفراد الذين صنعوا "كل الأشياء الضرورية للحياة".
وقد ادعى المحررون أنهم قاموا بزيارة ورش العمل لضمان دقة المعلومات، في حين كان يتعين على الرسامين العمل من أمثلة فعلية.
بدأ هذا المشروع في عام 1745 كاقتراح لترجمة قاموس إنجليزي حديث أعده إفرايم تشامبرز، وقد لاقت الكتب المرجعية شعبية كبيرة في القرن الثامن عشر، مما ساهم في توسيع المعرفة في تلك الفترة.
مع بدء العمل، تم الاتفاق على توسيع نطاق قاموس اللغة الإنجليزية المكون من مجلدين ليشمل التطورات الحديثة في العلوم والتكنولوجيا والسفر والفنون، من كونه ترجمة بسيطة، أصبح المشروع مهمة ضخمة.
قام ديدرو بتجنيد أكثر من 140 مساهمًا بالإضافة إلى كتابة أو إعادة كتابة العديد من المقالات بنفسه.
كما أطلع الرسامين، وتواصل مع المطابع والناشرين، وتفاوض مع السلطات.
وبذلك، كرس ديدرو حياته كلها للمشروع، لقد فعل ذلك معتقدًا أن المعرفة ستجعل الناس أكثر سعادة وفضيلة.
لم تُنشر رواياته وأعماله الأدبية الأخرى إلا بعد وفاته.