الموقف المصري هو الأكثر شرفًا واتساقًا في التعامل مع القضية الفلسطينية كقضية مركزية للأمة العربية، هكذا وصفت قيادات حزبية الدور المصري لدعم حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية على مدار عقود؛ لتؤكد بذلك القيادة السياسية على الثوابت التاريخية لمصر في أنها الحارس الأول لهذه القضية، كما أنها لن تسمح بتصفيتها بدون حل عادل يحفظ لهذا الشعب حقوقه التاريخية.
وتقول القيادات الحزبية- في أحاديث منفصلة لوكالة أنباء الشرق الأوسط بمناسبة مرور عام على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة – إن الموقف المصري من الحرب في غزة على مدار عام كامل يمثل حلقة في سلسلة طويلة من الدعم اللامحدود من الدولة المصرية لحقوق الشعب الفلسطيني لتأسيس دولته المستقلة، مشيرين إلى أن موقف مصر الثابت من رفض سيناريو التهجير بشكل كامل وتحت أي ذريعة أو مبرر، موقف سيسجله التاريخ بأنه الضمانة الرئيسية لعدم تصفية القضية الفلسطينية.
ويقول النائب أشرف أبو النصر القيادي بحزب حماة الوطن إن مصر تؤدي دورها التاريخي في دعم الشعب الفلسطيني، وتزايد هذا الدعم في ظل العدوان المستمر على قطاع غزة، كما أنها كانت دائما داعما أساسيا للقضية الفلسطينية على كل المستويات من خلال الدفاع عنها في كافة المحافل الدولية أو من خلال تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية.
ويضيف أن التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي وكافة مؤسسات الدولة قدمت دعما غير مسبوق لقطاع غزة من خلال معبر رفح، ولم يتوقف قطار المساعدات منذ بدء العدوان حتى قام الاحتلال بغلق المعبر من الجانب الفلسطيني، حيث استجاب التحالف سريعا لدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي بتقديم الدعم الفوري للأشقاء الفلسطينيين ، وأطلق التحالف عددا من القوافل الإغاثية التي تضم مواد غذائية وأدوية ومستلزمات طبية، كما شارك في إرسال فرق طبية متخصصة لمساعدة الجرحى والمصابين في غزة.
ويؤكد أن مصر قدمت حوالي 80% من إجمالي المساعدات الدولية التي دخلت إلى قطاع غزة، وهو ما يعكس حجم الالتزام المصري تجاه القضية الفلسطينية، كما أن هذا الدعم يشمل جميع أنواع المساعدات الضرورية مثل: المواد الغذائية، والخيام، والأدوية، والمستلزمات الطبية التي تحتاجها المستشفيات في ظل العدوان.
ويشير إلى أن هذه الجهود لا تقتصر فقط على المساعدات الإنسانية، بل تشمل أيضا التنسيق الدبلوماسي والجهود السياسية التي تقوم بها مصر لوقف العدوان وحماية حقوق الفلسطينيين.
من جهته .. يؤكد الدكتور رضا فرحات نائب رئيس حزب المؤتمر وأستاذ العلوم السياسية، أن مصر كانت وما زالت في طليعة الدول الداعمة للقضية الفلسطينية على المستويات كافة، سواء الدبلوماسية أو الإنسانية أو السياسية منذ بدء الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي، وقامت بجهود استثنائية على الساحة الدولية والعربية، لتحقيق التهدئة وإنقاذ الأرواح.
ويضيف أن القيادة السياسية المصرية برئاسة الرئيس السيسي كثفت جهودها الدبلوماسية لعقد قمم دولية وإقليمية للتهدئة، وإيجاد حلول عملية لوقف التصعيد، كما أنها لم تدخر جهدا في جمع الأطراف المعنية بالأزمة على طاولة المفاوضات، سواء عبر اللقاءات الثنائية أو القمم الدولية التي استضافتها، وقد استضافت سلسلة من الاجتماعات رفيعة المستوى، ضمت قادة دوليين وإقليميين، في محاولة لخلق إطار تفاوضي جاد يؤدي إلى وقف إطلاق النار وبدء مفاوضات سلام شاملة تحفظ حقوق الفلسطينيين كان آخرها القمة الثلاثية التي جمعت مصر والأردن وفرنسا.
ويوضح أن مصر أطلقت دعوة قوية للمجتمع الدولي للتدخل ووقف الأعمال العدائية، وأنها تعمل بجدية مع القوى الكبرى والأمم المتحدة لتحقيق التوازن بين الأطراف المعنية، فضلا عن دعوة المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه هذا الصراع المستمر منذ عقود.
ويشير نائب رئيس حزب المؤتمر إلى أن مصر لم تقتصر جهودها على الساحة الدبلوماسية فحسب، بل لعبت دورا محوريا في الجوانب الإنسانية والإغاثية منذ اللحظات الأولى للاعتداءات، حيث قامت بفتح معبر رفح، الذي يعتبر المنفذ الوحيد لسكان غزة للعالم الخارجي؛ لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية والفرق الطبية في إطار التزام مصر الثابت بدعم الشعب الفلسطيني وتخفيف معاناته اليومية، حيث تدفقت قوافل المساعدات من المواد الغذائية، والأدوية، والمستلزمات الطبية؛ للمساهمة في تخفيف آثار الدمار الذي لحق بقطاع غزة.
ويتابع أن الدور المصري شمل أيضا التنسيق مع مختلف المنظمات الإغاثية الدولية والإقليمية لضمان تدفق المساعدات بشكل منتظم ومنظم إلى القطاع، مشيدا بدور التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، الذي يضم أكبر منظمات المجتمع المدني في مصر، في تنظيم حملات إغاثية وإنسانية لدعم أهالي غزة، بالإضافة إلى مبادرة "حياة كريمة"، التي وضعت ضمن أولوياتها تقديم المساعدات الضرورية للفلسطينيين المتضررين.
ويؤكد أن مصر، من خلال مؤسساتها المختلفة، تسعى دوما إلى توحيد الصف العربي وتقديم الدعم الكامل للقضية الفلسطينية، كما تلعب دورا رائدا في تقريب وجهات النظر بين الفصائل الفلسطينية من أجل تحقيق الوحدة الوطنية، باعتبارها خطوة أساسية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
من جانبه.. يقول الدكتور هشام عبد العزيز رئيس حزب الإصلاح والنهضة إن الموقف المصري من الحرب في غزة على مدار عام كامل يمثل حلقة في سلسلة طويلة من الدعم اللامحدود من مصر لحقوق الشعب الفلسطيني، واصفًا الموقف المصري بـ "التاريخي والاستثنائي" سواء على المستوى السياسي أو الإنساني.
ويضيف أن ما قدمته مصر منذ بدء أحداث 7 أكتوبر من مساعدات إنسانية لأهالي غزة ساهم بشكل كبير في تخفيف المعاناة عن أهل القطاع، خاصة وأن مصر كان لها النصيب الأكبر من حجم المساعدات المرسلة إلى القطاع، كما أن الدولة المصرية نجحت في الربط بين سماحها بخروج بعض المحتجزين لدى حماس بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
ويشير إلى أن مصر بكافة مؤسساتها قامت بدور تاريخي في الضغط على كافة الأطراف المعنية للحصول على هدنة إنسانية في القطاع، وما زالت تحاول في ملف المفاوضات للوصول إلى حل للأزمة الحالية حتى في ظل أجواء التصعيدات العسكرية لم تفقد الدولة المصرية إصرارها على المسار السلمي.
ويوضح رئيس حزب الإصلاح والنهضة أن موقف مصر الثابت من رفض سيناريو التهجير بشكل كامل وتحت أي ذريعة أو مبرر كان موقفًا سيسجله التاريخ بأنه الضمانة الرئيسية لعدم تذويب القضية الفلسطينية وبأن مصر تحملت في سبيل رفضها لهذا السيناريو العديد من الضغوطات، ولكن ذلك لم يثن من عزيمتها وثباتها على حقوق الشعب الفلسطيني في أرضه ورفضها لتهجيره إلى سيناء أو غيرها.
من ناحيته..يقول عماد فؤاد مساعد رئيس حزب التجمع إن مصر هي الأكثر شرفًا واتساقًا في تعاملها مع القضية الفلسطينية كقضية مركزية للأمة العربية كلها.
ويشير إلى وضوح الدور المصري الذي عبر عنه الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي الهمجي على غزة، ومطالبته بضرورة وقف العدوان، الذي خلف وراءه كارثة إنسانية، والتصدي لسعي إسرائيل لتهجير الفلسطينيين سواء قسريًا أو طوعيًا، وكذلك تدخل مصر رسميًا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية؛ للنظر في انتهاكاتها لالتزاماتها بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية، والمعاقبة عليها.
ويلفت إلى تمسك مصر بوضع حد للصراع الفلسطينى الإسرائيلي وفقًا لتأكيدات الرئيس السيسي في كل المحافل و المناسبات بضرورة حصول الفلسطينيين على حقهم في إعلان دولتهم المستقلة على حدود 4 يونيو لعام 1967، طبقا لقرارات الشرعية الدولية.
كما يشير إلى تحذير الرئيس السيسي من خطورة التصعيد الإسرائيلي الذي يهدد باندلاع حرب إقليمية يصعب تلافي تداعياتها وآثارها، وهو ما يتحقق الآن بفعل الممارسات الإسرائيلية لتوسيع رقعة الصراع، وسط عجز دولي واضح عن وقف تلك الممارسات.
فيما يقول المهندس حازم الجندي عضو الهيئة العليا لحزب الوفد إن الجهود المصرية لدعم القضية الفلسطينية لن تتوانى لحظة واحدة، فمصر تلعب دورًا حيويًا منذ أن بدأ الصراع العربي الإسرائيلي، وذلك بتقديم كافة أوجه الدعم والمساندة للشعب الشقيق سواء على المستوى السياسي أو الدعم المعنوي وكذلك المساعدات الإنسانية.
ويؤكد الجندي أنه مع مرور عام على العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، واصلت مصر تكثيف جهودها السياسية والإنسانية لتعزيز الوحدة الفلسطينية والتهدئة في المنطقة، مشيرا إلى أن القاهرة كانت ولا تزال محورًا رئيسيًا لتهدئة التوترات ووقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، وأول الدول التي استضافت قمة القاهرة للسلام للم شمل دول المنطقة من أجل حشد الدعم للشعب الفلسطيني والتنديد بجرائم جيش الاحتلال في حق الإنسانية بفلسطين.
ويشير إلى أن مصر دائما في مقدمة الدول التي سارعت بتقديم المساعدات إلى غزة، حيث تم فتح معبر رفح الحدودي بشكل استثنائي ومستمر بعد العدوان، لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية والطبية، ولإجلاء المصابين لتلقي العلاج في المستشفيات المصرية، كما قدمت مصر قبل الحرب الحالية مساعدات ضخمة لإعادة إعمار قطاع غزة، حيث تعهدت بمبلغ 500 مليون دولار في إطار مبادرة كانت تهدف إلى إصلاح البنية التحتية المدمرة، بما في ذلك بناء منازل ومدارس ومستشفيات.
ويوضح أن مصر سعت لتعزيز الوحدة الفلسطينية من خلال استضافة اجتماعات بين مختلف الفصائل الفلسطينية، وخاصة حركتي فتح وحماس، مشيرا إلى أن كل ذلك يأتي في إطار رؤية مصرية أوسع تهدف لتحقيق المصالحة الفلسطينية، التي تعدّها مصر ضرورة لتحقيق الاستقرار في الأراضي الفلسطينية ومنح القضية الفلسطينية موقفًا موحدًا في المفاوضات مع إسرائيل، كما سعت إلى إحياء حل الدولتين كإطار وحيد لتحقيق السلام الشامل والعادل، وهو ما تدافع عنه بقوة في المحافل الإقليمية والدولية
من جانبه.. يقول المستشار مجدى البرى، الأمين المساعد لأمانة التنظيم المركزية بحزب مستقبل وطن إنه ليس خافيا على أحد الدور والمساعي التي تقوم بها مصر ممثلة في القيادة السياسية، من أجل تهدئة الصراع وإقرار السلام الشامل ليس في فلسطين وحدها، ولكن أيضا في كافة المناطق الملتهبة.
وشدد على أن مصر صوت قوي بالمحافل الدولية مثل الأمم المتحدة، حيث دعت باستمرار لحماية حقوق الفلسطينيين وإدانة التصرفات الإسرائيلية العدوانية.