أثار إعلان وزير خارجية الاحتلال منع الأمين العام للأمم المتحدة من دخول إسرائيل، حالة من الغضب العالمي وهو الأمر الذي رفضته العديد من الدول والمنظمات الدولية والأممية ومنها مجلس الأمن الذي أعلن دعمه للأمين العام.
وتعليقا على ذلك، أكد أيمن سلامة خبير القانون الدولي، أن الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة هو كبير الموظفين الدوليين في المنظمة والأمين على ميزانية المنظمة، وقد أوكل له ميثاق الأمم المتحدة العديد من الوظائف السياسية والتنسيقية والإدارية والمالية، مشيراً إلى إنه لم يحدث في تاريخ منظمة الأمم المتحدة منذ إنشائها عام 1945 أن صدر مثل ذلك القرار عن دولة عضو في الأمم المتحدة لكن هذا ليس غريب عن إسرائيل الجائحة الجامحة المارقة، واصفاً ذلك بـ : “الجنون المطبق والهوس الشديد وفقدان العقل والخروج عنالطور”.
وأضاف خبير القانون الدولي، في تصريحات خاصة لـ صدى البلد، أنالأمين العام للأمم المتحدة لم يرتكب ثمة حماقة ولم يشهد سويبالعدل ولم يخرج عن صميم وعين واجبه الدولي بوصفه أمينا عاما للمنظمة وكبيرا للموظفين الدوليين الأمناء الشرفاء العظماء، قائلا: “هذا الشاهد العدل هو منارة تضيء دروب الحق، وحصن حصين يحمي الحقوق والحريات”.
وأوضح أيمن سلامة، إنه منذ السابع من أكتوبر العامالماضي أثبت الأمين العام للأمم المتحدة وبحق أنه البطل الذي لا يخشى في الحق لومة لائم، ولا يتردد في قول الحق ولو على نفسه، قائلاً: الشاهد العدل هو ذلك الإنسان الذي يتمتع بنزاهة فطرية، وشجاعة لا مثيل لها، إنه لا يخشى في الله لومة لائم، ولا يتردد في قول الحق ولو على نفسه. إنه يمثل الضمير الحي للمجتمعالدولي، وهو الصوت الذي يدافع عن المظلومين والمستضعفين وضحاياالجرائمالدولية في أي بقعة من بقاع أقاليم الأمم المتحدة.
الشاهد العدل ليس مجرد شاهد عيان على الأحداث
وأشار إلى إن الشاهد العدل ليس مجرد شاهد عيان على الأحداث، بل هو شريك في صنع التاريخ، فالأمين العام للأمم المتحدة ليس من آحاد الناس، إنه يسجل الحقائق كما هي، دون تحريف أو تزوير، إنه يفضح الظالمين، ويكشف زيف ادعاءاتهم، إنه يمثل القوة الناعمة الفاعلة التي تهزم القوة الغاشمة، مؤكداً أن الشاهد العدل له دور بالغ الأهمية في بناء المجتمعات السليمة، فهو يساهم في تحقيق العدالة والإنصاف، ويحافظ على استقرار المجتمع، ويزرع الثقة بين أفراد المجتمع، ويقوي أواصر التعاون والتكافل.
واختتم خبير القانون الدولي، إن غياب شهادةالأمين العام للأمم المتحدةتؤدي إلى انتشار الفساد والظلم، ويفتح الباب أمام الظالمين أمثال رئيسالوزراءالإسرائيلي لارتكاب جرائمهم الدولية دون عقاب. إنه يشجع على الكذب والزور والبهتان ويقوض الثقة بين الناس، في المقابل إن التخاذل عن أداء واجب الشهادة، أو التلاعب بالحقائق، أو الانحياز إلى طرف على حساب آخر، هو سلوك مشين يدل على النخاسة والغدر والجبن.