تحظى محافظة الوادي الجديد بالعديد من المناطق الأثرية والقرر الإسلامية، فضلا عن المعابد والمتاحف المنتشرة بجميع مراكز المحافظة.
وتعتبر مقابر المزوقة بمركز الداخلة إحدى اهم وأجمل المناطق الأثرية والتاريخية، وتقع على بعد 5 كم تقريبا من قرية القصر بالداخلة، وهي عبارة عن جبانة أو مقبرة رومانية يعود تاريخها إلى حكم ملوك الفراعنة وملكات مصر الفرعونية عصر المملكة الرومانية في القرن الثاني الميلادي، وأبدع الفنان المصرى القديم فيها باستخدام جميع والألوان الأكاسيد الثابتة، كما تم استخدام زلال البيض.
يقول الأثري حسن جابر، إن مقابر المزوقة تتميز بوجود عدد من اللوحات الزخرفية واللوحات الملونة والنقوش الدينية الزاهية، والتي تجمع في الأصل بين الآلهة المصرية القديمة الفرعونية كما في ديانة قدماء المصريين، والآلهة الرومانية.
وأوضح أن تاريخ تلك المقابر يعود إلى العصر الروماني، وهي واحدة من أهم وأشهر المزارات في واحة الداخلة، حيث تعود تلك التسمية الغريبة لتلك المقابر إلى رسوماتها الفرعونية ومن ثم ألوانها الزخرفية والجميلة والتي كانت تجمع بين عددا من الفنون وعدد من العقائد الفرعونية القديمة كما في أساطير الفراعنة والعقائد الرومانية وجميع ألوانها المستخدمة ومن ثم رسوماتها المتواجدة عليها، والتي كانت قد رسمت قديما على جدرانها هي مجموعة من الألوان الزاهية جدا بطريقة رائعة ومن ثم ملفتة للنظر جدا.
وأرجع جابر أهمية تلك المقابر إلى جمال وروعة الرسومات، والألوان الزاهية التي تزين جدرانها، والتي تجمع بين الفنون والعقائد الفرعونية والعقائد الرومانية في آن واحد، واكتشفت في عام 1973 على يد الدكتور وعالم علم المصريات الأثري الكبير أحمد فخري.
وأكد أن المزوقة يوجد بها مقبرتان أثريتان يخصان شخصين كان أحدهما هو بادي الوزير والآخر هو بادي باستت.
وتابع: “كما أن ما يؤكده جميع علماء علم المصريات والأثريين أن مقابر المزوقة هي مقابر فرعونية ورومانية لها قيمة أثرية كبيرة جدا تختلف كل الاختلاف عن جميع تلك المناطق الأثرية القديمة الأخرى لاكتشاف مدى تطور العمارة في مصر القديمة وفن النحت في مصر القديمة”.
وأضاف أن المقبرة الأولى تعرف باسم “بادي أوزير”، وهو الكاهن الذي شيد مقبرته قديما في ذلك المكان، وكان يعني اسمه هو الهدية المقدمة إلى الإله أوزوريس، وكانت تضم تلك المقبرة الأثرية حجرتين قديمتين متداخلين مع بعضهما، وكانت وقتها تطلى بالفعل بطبقة مهمة وكبيرة من الجص، وصممت بشكل لافت جدا، وذلك منذ ما يقرب من حوالي 2000 عام، أما المقبرة الأثرية الثانية فقد كانت لكاهن آخر في ذلك العصر أراد التقرب بشكل كبير من الإله “باست”، وذلك كانت هي القطة التي تعبد عند المصريين القدماء.
ولفت إلى أنه يوجد بها مقبرتان منحوتتان فيما يعرف بالطفلة، وهي تلك المقابر التي كانت تقع في ذلك الثلث الأول والأهم من التل الذى يبلغ ارتفاعه ما يساوي تقريبا 20 مترا عن سطح الأرض، وتعود هاتان المقبرتان إلى العصر الروماني ومن ثم بداية القرن الأول الميلادي.
وأشار إلى أن المقبرة تحتوي على عدد من أهم المناظر التي تمثل وقتها عملية الحساب من أجل إتمام عمليات التحنيط عند المصريين القدماء ليدل على تطور العلوم المصرية القديمة والطب في مصر القديمة وكل ما يخص الأبراج السماوية لاكتشاف الفلك في مصر القديمة وما كان يوجد بها من خيرات الواحات، وبها رسومات توضح ما يحدث في موسم حصاد القمح وغيرها العديد من الرسومات التي تخص المعبودات المصرية القديمة والرومانية أيضا.