في لحظة كانت تحمل كل معاني البراءة واللهو، تحولت حياة الطفل "يونس" وأسرته إلى كابوس مرعب، فبينما كان يلهو أمام حديقة منزله، في أحد الكمبوندات الهادئة بالقاهرة الجديدة، هجم كلب حراسة شرس على الصغير، لتجد والدته نفسها أمام مشهد مروع لا يُمحى من ذاكرتها.
تروي الأم، «آية»، والدموع تملأ عينيها:فى تصريحات خاصة لـ صدى البلد، "ابني بين الحياة والموت". يونس، الذي لم يتجاوز السادسة من عمره، كان يلعب مع أشقائه عندما باغتهم كلب ضخم، لم يكن لديهم الوقت للهروب أو حماية أنفسهم، وفي غضون لحظات، تحول اللعب إلى معركة للبقاء. "أُصيب ابني بجروح بالغة في القدم، واليد، والظهر"، تضيف الأم بصوت متهدج.
اليوم، يقبع يونس في المستشفى بين أيدي الأطباء، والجرح النفسي لا يزال أعمق من الجروح الجسدية.
فى إطار هذا يقول الدكتور محمد هاني أخصائي الصحة النفسية واستشارى العلاقات الأسرية،فى تصرحات خاصة لـ صدى البلد، أن هذه الحادثة المؤلمة تُسلط الضوء على خطورة تواجد الكلاب الشرسة في المناطق السكنية، وأهمية توعية الأطفال بكيفية التعامل مع مثل هذه المواقف الحرجة.
نصائح لحماية الأطفال من الكلاب الشرسة
1. تعليم الطفل فهم لغة الكلاب
من الضروري أن يتعلم الأطفال أن الكلاب قد تكون غير متوقعة في تصرفاتها، يمكن البدء بتعليمهم أن الكلاب ليست ألعابًا، وأن لها مشاعر وأحيانًا قد تكون في حالة دفاع عن نفسها أو محيطها.
2. الابتعاد عن الكلاب المجهولة
يجب على الأطفال تجنب الاقتراب من الكلاب التي لا يعرفونها، خاصة كلاب الحراسة، على الآباء أن يشرحوا لأبنائهم أن الكلب قد يشعر بالخوف أو التهديد إذا اقترب منه شخص غريب.
3. التصرف بهدوء عند مواجهة كلب شرس
في حال مواجهة كلب عدواني، يجب تعليم الطفل الوقوف ثابتًا وتجنب النظر مباشرة في عيني الكلب. الحركة المفاجئة أو الركض قد تحفز الكلب لمهاجمته.
4. الوعي بالمحيط
يجب على الطفل أن يكون على دراية بالبيئة المحيطة به، على سبيل المثال، إذا كان يلعب في مكان عام، يجب أن يتفحص وجود أي كلاب قريبة ويتجنب الاقتراب منها.
5. اللجوء إلى البالغين
علم طفلك أنه في حال شعوره بالخطر، يجب أن يلجأ إلى شخص بالغ فورًا ويطلب المساعدة، فالوجود مع شخص كبير يمكن أن يخفف من الخطر في مثل هذه المواقف.
دور الأهل في الحماية
كأهل، تقع على عاتقك مسؤولية توفير بيئة آمنة لطفلك، تأكد من أن الأماكن التي يذهب إليها للعب خالية من أي تهديدات، وتواصل مع إدارة المجمعات السكنية لضمان عدم وجود كلاب غير مراقبة، الحوار المستمر مع طفلك حول كيفية التصرف في مثل هذه المواقف هو أيضًا جزء من الوقاية.
في النهاية، الحياة مليئة بالمواقف غير المتوقعة، لكن التجهيز الجيد والتعليم المبكر يمكن أن يكونا الدرع الذي يحمي أطفالنا من المخاطر.