وسط تنظيم جيد وحضور مغاربي وعربي لافت، انطلقت فعاليات النسخة الـ12 من مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي بصبغة فلسطينية، بداية من إعلان عبد القادر جريو محافظ مهرجان وهران تضامنه اللا مشروط مع فلسطين ولبنان ضد العدوان الصهيوني، وصولا إلى كلمة وزيرة الثقافة صورية مولوجي عرض برنامج أفلام من المسافة صفر لإعلان التضامن مع سينما المقاومة.
الحفل مؤشر قوي على عودة المهرجان بعد بعد غياب 6 سنوات بروح جديدة وإرادة تعكس توجهات المهرجان الجزائري في العودة به إلى مكانته السابقة، وتشين عهدا جديدا من خلال رؤية عصرية للفنون.
الحفل الذي أقيم في قاعة المؤتمرات شهد فقرة غنائية للمطربة فلة الجزائرية، وتم تكريم الممثل محمود حميدة والمخرج العالمي صاحب الأوسكار كوستا جافراس، والمنتجة ميشال جافراس زوجة كوستا، والمخرج الجزائري الكبير محمد لخضر حمينة، الحاصل على جائزة "السعفة الذهبية" من مهرجان كان السينمائي الدولي وتسلمها نجله.
واختار مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي والذي يستمر حتى 10 من شهر اكتوبر الجاري، فيلم المخرج الجزائري لطفي بوشوشي "عين لحجر"، ليكون فيلم الافتتاح، وهو العمل الذي يدور في إطار كوميدي، في قرية تتعرض لظروف جوية صعبة ليستغل رجل سيئ السمعة الأمر في محاولة منه للثراء.
فيلم عين لحجر يأتي بعد النجاح الكبير الذي حققه لطفي بوشوشي بفيلمه البئر، والذي يروى الفيلم وقائع محاصرة جنود الاستعمار الفرنسى لسكان قرية نائية بمنطقة الجنوب وقت حرب الحريرية، حيث يشتبه جنود من الجيش الفرنسى بأن القرية تأوى مجاهدين قاموا بالقضاء على "كوموندوز" فرنسى، فيجد سكان القرية أنفسهم محاصرين من قبل جنود المستعمر، حيث يحاولون الخروج منها إلا أن كل محاولاتهم تبوء بالفشل وتعرض أصحابها للموت، حيث صوّر الفيلم معاناة سكان القرية ومعظمهم نساء وأطفال فى الحصول على الماء لهم، ولحيواناتهم، ونباتاتهم بعد أن طوقتهم قوات الاستعمار، واستحال عليهم استغلال البئر الوحيدة التى ألقيت بها جثث الجنود.
مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي، يعرض 60 عملاً سينمائيًا من بين 400 فيلم مسجل في المنصة الرقمية للمهرجان، بغرض التنافس على جوائز "الوهر الذهبي والفضي"، في الدورة الـ 12، وتضم المسابقات الرسمية 11 فيلمًا روائيًا طويلاً و14 فيلمًا روائيًا قصيرًا و8 أفلام وثائقية قصيرة و10 أفلام وثائقية طويلة.