قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

حكايات بريد البلد.. نادية حائرة بين نار القلب ورفض الأهل للزواج السري

بريد البلد:بين نار القلب ورفض الأهل قصتي مع ابن عمي والزواج
بريد البلد:بين نار القلب ورفض الأهل قصتي مع ابن عمي والزواج
×

أنا نادية قصتي بدأت قبل 13 عامًا أنا، امرأة في الخمسين من العمر، مرت عليَّ سنوات طويلة مليئة بالتحديات والمواقف الصعبة، ولكني دائماً ما كنت أعتبر نفسي قوية وقادرة على مواجهة أي عقبة.

عشت حياة مليئة بالصعود والهبوط

تزوجت وأنا شابة صغيرة من ابن عمي، عاشرت معه حياة مليئة بالصعود والهبوط، إلى أن انتهت علاقتنا بالطلاق قبل 13 عامًا. خلال هذه السنوات، أنجبت ابنتين وابنًا، وأصبحت جدة لعدد من الأحفاد. ابنتاي الآن متزوجتان ومستقرّتان في حياتهما، وابني سافر للعمل في إحدى الدول العربية بعد أن أنهى دراسته.

الطلاق

بعد الطلاق، عدت لأعيش مع والدي، خاصة بعدما فقدنا أمي منذ 9 سنوات. كان والدي دائماً دعماً لي، الأب الصديق الذي يشعرني بالأمان والاحتواء. كنت أظن أن حياتي ستكون مستقرة بعد كل ما مررت به، لكن الأمور تغيرت مؤخراً ووجدت نفسي في مواجهة معضلة جديدة.

ابن عمي الثاني، الرجل الذي تربيت بجواره منذ صغري، جاءني يطلب الزواج مني. هو رجل متزوج وزوجته تمر بظروف صحية خطيرة، ولديه أبناء. يقول إنه يريدني إلى جانبه في هذه الفترة الصعبة، بموافقة أبنائه وأولاده، بل حتى أبنائي هم موافقون على الفكرة.

الزواج السري

في البداية، عندما عرض الأمر على والدي، لم يكن معترضًا، ولكن أخي وقف ضد الفكرة بشدة. أخي قال: "هذا الزواج سرًا لن يكون صحيحًا، وعمنا لو عرف هيزعل." والدي، الذي كان دائمًا داعمًا لي، بدأ يتراجع عن موافقته بعد كلام أخي.

الآن أنا في حيرة كبيرة. أعيش حالة من الصراع الداخلي؛ علاقتي بوالدي قوية جدًا، وأخشى أن أجرحه أو أخسر دعمه إذا قررت الزواج. في نفس الوقت، أريد أن أكون إلى جانب ابن عمي، فهو شخص مر بظروف صعبة ويحتاجني، وأنا أيضاً لا أريد أن أظل وحيدة. لكن فكرة الزواج السري تشعرني بالقلق والخوف من العواقب، خاصة على مستوى العائلة والمجتمع.

الرد على السائلة

ماذا أفعل؟ خطوات موجهة من استشاريين نفسيين واجتماعيين عن طريق بريد البلد، إذا كنتِ في مثل هذه المواقف، إليك خطوات واضحة قد تساعدك في اتخاذ القرار الأمثل:

1. الحوار المفتوح والصريح مع والدك وأخيك: أول خطوة هي الجلوس مع والدك وأخيك في جلسة صريحة، تتحدثين فيها عن مشاعرك وحاجاتك الشخصية. اشرحي لهم لماذا ترغبين في هذا الزواج وكيف ترين حياتك في المستقبل. قد يساعد هذا الحوار في تخفيف حدة التوتر وفهم وجهة نظرهم بشكل أعمق. تأكدي من سماع وجهات نظرهم وتقدير مخاوفهم، ولكن كوني واضحة فيما تحتاجين إليه من دعم.

2. البحث عن وسيلة لإيجاد توازن بين المشاعر والمواقف الاجتماعية: الزواج السري قد يحقق بعض الاحتياجات العاطفية، لكنه قد يسبب مشاكل نفسية واجتماعية طويلة الأمد. فكري في عواقب هذا الزواج على نفسك أولاً: هل ستتمكنين من العيش براحة نفسية مع السرية؟ هل ستتحملين القلق المستمر بشأن اكتشاف الأمر؟ كيف ستؤثر هذه الخطوة على علاقاتك مع أهلك وأبنائك؟ قد يكون من الأفضل محاولة إيجاد حل وسطي، مثل الزواج الرسمي العلني بموافقة العائلة أو على الأقل، عدم إخفاء الأمر عن الأطراف الأساسية.

3. اللجوء إلى مستشار نفسي أو اجتماعي: الاستشارة المهنية من مختصين في العلاقات الأسرية أو علم النفس قد تكون ضرورية في هذه المرحلة. يمكن لهؤلاء المستشارين مساعدتك في تحليل مشاعرك بعمق وفهم العواقب النفسية لكل قرار. جلسات الاستشارة قد تفتح لك آفاقًا جديدة وتساعدك على رؤية الصورة الكاملة بعيداً عن الضغوطات.

4. وضع خطة طويلة الأمد: فكري في حياتك على المدى الطويل: هل ترين نفسك سعيدة في هذا الزواج بعد عدة سنوات؟ ماذا سيحدث إذا تغيرت ظروف زوجة ابن عمك أو حدثت مشاكل جديدة؟ هل لديك خطة بديلة في حال فشل هذا الزواج؟ إن وضع تصور طويل الأمد سيساعدك في اتخاذ قرار أكثر استدامة.

5. التركيز على الاستقلالية العاطفية: حتى وإن كنت تشعرين بالمسؤولية تجاه ابن عمك، من المهم أن تظلي مدركة لاحتياجاتك العاطفية المستقلة. هل زواجك منه سيملأ فجوة عاطفية؟ أم أنه قرار بدافع الحاجة إلى الشريك دون أن يكون القرار مبنيًا على مصلحة مستدامة؟ عليك أن تكوني مستقلة عاطفيًا قبل أن تتخذي قرارًا كهذا.

6. تفهم المشاعر المتناقضة: من الطبيعي أن تكوني في حالة من التردد والحيرة. فالتناقض بين رغبتك في إرضاء والدك وبين حاجتك الشخصية ليس أمرًا سهلاً. لا تهملي مشاعرك، بل اعترفي بها. تحاوري مع نفسك بصدق؛ ما هو الأهم لكِ في هذه المرحلة من حياتك؟ هل الحب والشراكة أولوية أم الاستقرار العائلي والاجتماعي؟

7. التحدث مع الأبناء وأخذ آرائهم بجدية: بما أن أبناءك موافقون، يمكنكِ الحديث معهم بعمق حول موقفهم الحقيقي. هل هم موافقون بالكامل؟ هل لديهم أية مخاوف قد لا تكون ظاهرة؟ حديثك معهم بشكل صريح قد يساعدك على اتخاذ قرار مشترك مبني على الدعم الأسري.

8. التروي وعدم الاستعجال: من المهم أن تعطي نفسك الوقت الكافي للتفكير في جميع الخيارات. لا تتعجلي في اتخاذ قرار قد تندمين عليه في المستقبل. احترسي من الضغوط العاطفية التي قد تدفعك إلى اتخاذ خطوة غير مدروسة. امنحي نفسك المساحة للتأمل والتفكير العميق.

مشاعر متناقضة صورة تعبر عن قصة نادية وصراعها الداخلي بين رغبتها في الزواج من ابن عمها ورفض والدها لهذا القرار.

نادية، مثل الكثير من النساء، تجد نفسها الآن في موقف صعب بين مشاعرها وواجباتها تجاه أسرتها. لكن تذكر دائمًا أن القرار يجب أن يكون مدروسًا ومبنيًا على فهم عميق لنفسك ولمشاعرك. الزواج ليس مجرد خطوة اجتماعية، بل هو مسؤولية تجاه نفسك قبل أي شخص آخر. إذا كنت تشعرين أن هذا الزواج سيكون مصدر سعادة لكِ وأنه لن يؤثر سلبًا على حياتك وعلاقاتك العائلية، فقد يكون خيارًا جيدًا. أما إذا كنت تشعرين بالتردد والقلق من السرية أو من العواقب الاجتماعية، فقد يكون من الأفضل إعادة التفكير قبل اتخاذ القرار النهائي.

حالة الحزن والصراع الداخلي الذي تعيشه نادية، وهي تتأمل من النافذة بينما يحيط بها شعور بالتردد والانقسام بين رغباتها ورفض والدها.