شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي والشيخ محمد بن زايد آل نهيان إطلاق مشروع رأس الحكمة التنموي بحضور عدد من كبار رجال الأعمال من الجانبين المصري والإماراتي.
يتميز هذا المشروع، الذي يعد الأضخم في تاريخ مصر، بمقومات تنموية شاملة وعديدة بما يجعلها منطقة رائدة سياحيا واستثماريا وعمرانيا، ومركزا عالميا للسياحة في منطقة الشرق الأوسط والعالم.
أغراض تنموية
وقال الدكتور رائد سلامة، مقرر مساعد لجنة التضخم وغلاء الأسعار بالحوار الوطني، والخبير الاقتصادي،إن مشروع رأس الحكمة يأتي لأغراض تنموية، كما يكتسب هذا المشروع أهميته من الناحية الاقتصادية والاستثمارية والعقارية والسياحية ضخمة.
وأوضح سلامة ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"- أن هذا المشروع يشمل مجموعة مرافق سياحية و"منطقة حرة"، إضافة الي اقتصاد الخدمات مثل السياحة والتجارة والبنوك، معقبا: لذلك نسعى الي اقتصاد تصنيعي، فالمنطقة الحرة يمكن أن تلعب هذا الدور.
وأكد رائد سلامة أن المنطقة الحرة هي بذرة التصنيع الذي سيعود علينا بفائدة اقتصادية هائلة إذا تم تأسيس ما يشبه المنطقة الحرة في "طنجة"، لان هذه المنطقة تطل على البحر الأبيض فسيكون وسيلة النقل ما بين دول شمال افريقيا والجنوب سهله وبأقل تكلفة من وسائل النقل الأخرى.
واختتم حديثه قائلا: من خلال هذه المنطقة نأمل أن نتجاوز اقتصاد الخدمات الي اقتصاد التصنيع من خلال الاهتمام بالسياحة والتجارة ولكن نهتم بالأكثر باقتصاد تصنيع لضمان فرص عمل دائمة وضمان توفير حصيلة تصدير مستمرة بالعملات الأجنبية.
وأفاد بيان للرئاسة بأنه خلال فعاليات إطلاق المشروع شاهد الرئيسان عرضا مرئيا حول أهداف المشروع ومكوناته وما ينطوي عليه من أهمية اقتصادية واستثمارية وعقارية وسياحية وبيئية كبيرة. واستمع الرئيسان لشرح بشأن مميزات المنطقة والخدمات المتكاملة والفرص التنموية والاقتصادية التي يوفرها المشروع. كما شهدا توقيع عدد من الشركات المصرية والإماراتية على عقود بدء العمل بالمشروع.
تفاصيل الصفقة
وأعرب الرئيسان عن شكرهما وتقديرهما للقائمين على تنفيذ المشروع من الجانبين المصري والإماراتي خلال الفترة الماضية، مؤكدين أهميته في تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين كونه يمثل نموذجا للشراكة التنموية البناءة بين القاهرة وأبو ظبي.
وشهد السيسي وبن زايد إطلاق شراكة بين شركات عالمية ومصرية وإماراتية لتعزيز مسيرة الابتكار في قطاع المركبات الكهربائية الذكية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ووقعت مصر والإمارات عقود مشروع رأس الحكمة على ساحل البحر المتوسط في شهر فبراير الماضي، بهدف تطوير المدينة وتحويلها إلى مدينة متكاملة تضم منتجعا عالميا بالساحل الشمالي.
وقال مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، إن مشروع تطوير مدينة رأس الحكمة هو أضخم مشروع استثمار مباشر في مصر، ويتضمن تنمية متكاملة عمرانية وسياحية لخلق مدينة عالمية على البحر المتوسط تستقطب 8 ملايين سائح إضافي على الأقل.
وسيضخ الجانب الإماراتي 150 مليار دولار على مدار مدة تنفيذ المشروع، وساعد جزء من هذه الأموال دُفعت مقدما في حل الأزمة الاقتصادية بمصر خلال الفترة الماضية.
ويمتد المشروع على مساحة 40 ألفا و600 فدان (170 مليون متر مربع) لإنشاء أحياء سكنية لكل المستويات وفنادق عالمية على أعلى مستوى ومنتجعات سياحية ومشروعات ترفيهية عملاقة وخدمات عمرانية، مثل المدارس والجامعات والمستشفيات والمباني الإدارية والخدمية، ومنطقة حرة خدمية خاصة تتضمن صناعية تكنولوجية وصناعات خفيفة وخدمات لوجيستية، وحي مركزي للمال والأعمال لاستقطاب شركات عالمية، بالإضافة إلى مرافئ دولية لليخوت والسفن السياحية.