تم الكشف عن احتياطي ضخم من الغاز الطبيعي في البحر الكاريبي، قبالة سواحل كولومبيا، والذي يُعتبر اكتشافا بارزًا في مجال الطاقة، نظرًا لإمكانياته الكبيرة في تعزيز احتياطيات الغاز في المنطقة.. فما القصة؟
اكتشاف أضخم حقل غاز
يقع حقل الغاز المكتشف قبالة سواحل مدينة سانتا مارتا، وقد تم الكشف عنه أول مرة في عام 2022، وقد تقدّر احتياطيات هذا الحقل الآن بحوالي 6000 مليار قدم مكعب من الغاز، بفضل أكبر بئر يتم اكتشافها منذ التسعينيات.
يُعَد هذا الحقل من بين الأهم في كولومبيا، حيث يحمل القدرة على مضاعفة احتياطيات البلاد من الغاز الطبيعي، حسب ما أكده روجيريو سواريس، المدير العام للأصول الاستكشافية في بتروبراس.
المثير للاهتمام هو أن حجم هذا الحقل يقارب حجم حقل كوتشوبا في ريوهاتشا، الذي يزود كولومبيا بالغاز منذ 45 عامًا. هذا الاكتشاف قد يُغير قواعد اللعبة في قطاع الطاقة الكولومبي، ويضمن تنويع مصادر الطاقة في البلاد.
ماذا يعني هذا الاكتشاف؟
جاء هذا الإعلان بعد يوم واحد من إطلاق حكومة الرئيس اليساري غوستافو بيترو لخطتها الطموحة بقيمة 40 مليار دولار لتحويل نظام الطاقة في كولومبيا. تهدف هذه الخطة إلى تقليص اعتماد البلاد على الوقود الأحفوري، بما في ذلك النفط والغاز والفحم.
يعتبر بيترو، الذي تولّى الرئاسة في منتصف عام 2022، أول رئيس يساري في تاريخ كولومبيا، وقد عبّر عن رغبته في أن تتحول شركة "إيكوبترول" العامة، التي تُعدّ أكبر رب عمل في البلد، إلى التركيز على الطاقات المتجددة.
التوجه نحو هذه الخطة قد جاء مع تعليق الحكومة على منح عقود جديدة للتنقيب عن النفط، مما أثار سلسلة من الانتقادات من قبل المعارضة المحافظة والنقابات النفطية، التي دعت إلى ضرورة التحوّل التدريجي.
هذا الانتقاد يأتي في وقت يمثل فيه قطاع المحروقات حوالي 2.8% من إجمالي الناتج المحلي الكولومبي، وهو يعدّ أحد المنتجات الأساسية للتصدير في رابع أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية.
التحديات والفرص المستقبلية
تمثل هذه السياسة والمشاريع المرتبطة بها تحديات كبيرة أمام كولومبيا، خاصة في ظل وجود قلق بشأن الأمن الاقتصادي والتحول السلس نحو مصادر الطاقة المستدامة.
إلا أن اكتشاف احتياطيات الغاز الضخمة يمكن أن يوفر لغيرها من الحلول لتعزيز الاقتصاد الوطني، وخلق فرص عمل جديدة، وتعزيز الأمن الطاقي في البلاد.
يذكر أن تناقض السياسات الحالية بين التركيز على الطاقة المتجددة والاستمرار في استخدام مصادر الطاقة التقليدية يُعدّ موضوعًا معقدًا يتطلب توافقًا واسعًا بين مختلف الأطراف المعنية.