ما هي الأعمال التي تدوم بعد الموت ؟، سؤال يكثر البحث عنه ونوضح جوابه من خلال ما ثبت في السنة النبوية المطهرة.
الأعمال التي تدوم بعد الموت
روى الإمام مسلم في "صحيحه" وأصحاب السنن من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلا مِنْ ثَلاثَةٍ: إِلا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ».
والاستثناء في الحديث لا يفيد الحصر، بدليل الروايات الأخرى التي جاء فيها ذكر غير ذلك من الأعمال التي تدوم بعد الموت، وقد جمعها الحافظ جلال الدين السيوطي بقوله:
إذا مات ابنُ آدمَ ليس يجري ** عليه مِن خصالٍ غيرُ عشرِ
علومٌ بَثَّها، ودعاءُ نَجلٍ ** وغرسُ النخل، والصدقاتُ تجري
وِرَاثةُ مصحفٍ، ورِبَاطُ ثَغرٍ ** وحفرُ البئر أو إجراءُ نَهرِ
وبيتٌ للغريب بناه يأوي ** إليه، أو بِناءُ مَحَلِّ ذِكرِ
وتعليمٌ لقرآنٍ كريمٍ ** فخُذها مِن أحاديثٍ بِحَصْرِ
الصدقة الجارية
كما أن الصدقة الجارية هي من أحب الأعمال إلى الله- سبحانه وتعالى- خاصة في شهر رمضان، ومن فضل الله سبحانه وتعالى على عباده المؤمنين أن جعل لهم أبواب أجرٍ كثيرة، كالصدقة الجارية.
ومعروف أنه يتضاعف أَجر بَذل الصدقات في شهر رمضان عن غيره من الشهور؛ فهو موسم الخيرات والبركات ولذلك كان النبي -عليه الصلاة والسلام- أجود الناس عطاء بالخير، وكان أكثر جوده في رمضان، ويُضاف أن الرحمة التي جعلها الله في شهر رمضان رحمة مضاعفة عن غيره من الشهور.
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: بلغوا عني ولو آية. رواه البخاري. وفي مسند الربيع والسنة للخلال من حديث معاذ بسند ضعيف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا ظهرت البدع وسب أصحابي فعلى العالم أن يظهر علمه، فإن لم يفعل فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
سبعة أعمال تستمر حسناتها بعد الموت
كما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه ذكر سبعة أعمال تستمر حسناتها بعد الموت، وفي هذا الشأن قال في حديثه الشريف " “سبع يجري على العبد أجرهن وهو في قبره بعد موته، من علّم علمًا أو كرى نهرًا أو حفر بئرًا أو غرس نخلًا، أو بنى مسجدًا، أو ورث مصحفَا أو ترك ولدًا يستغفر له بعد موته”.
أسرع الأعمال الصالحة ثوابًا
يعتبر عبادة ، البر وصلة الرحم، من أسرع الأعمال الصالحة ثوابًا في الدنيا، لما في سُنن ابن ماجه، أنه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَسْرَعُ الْخَيْرِ ثَوَابًا الْبِرُّ وَصِلَةُ الرَّحِمِ، وَأَسْرَعُ الشَّرِّ عُقُوبَةً الْبَغْيُ وَقَطِيعَةُ الرَّحِم».
أفضل أعمال تنفع المسلم
سيدنا عمر بن الخطاب، كان يتسابق دائمًا مع سيدنا أبو بكر الصديق في الأعمال الصالحة والخيرات، كما أن سيدنا أبو بكر الصديق كان يخدم امرأة عمياء، ولما مات الصديق ، ذهب الفاروق ليخدم هذه المرأة لأنها لا تجد من يخدمها، والمرأة عرفت الفاروق عمر لأنه لم يعلمها أن الصديق قد مات وكان يخدمها بدون أن يتكلم، بسب أنه قدم التمر لها ولم ينزع النواة، وكان الصديق ينزعه، فقال الفاروق عمر "أتعبت الخلفاء من بعدك يا أبا بكر.
وبالرغم من الصديق والفاروق، كانا يتسابقان في فعل الخيرات، إلا أنها كانا يسيران أعمالهم الصالحة بدون أن يعلمها بها أحد، فالصدقة ثوابها كبير عند الله، وعلى المسلم أن يخرجها في الخفاء ويبتغي بها وجه الله تعالى.