أدى إعصار هيلين الأخير إلى ظهور مشكلة متزايدة في فلوريدا، حيث تسببت المياه المالحة في تفاعل مع بطاريات الليثيوم أيون الخاصة بالسيارات الكهربائية، ما أدى إلى اندلاع حرائق متعددة يصعب السيطرة عليها.
تعاني سيارات كهربائية عديدة من هذه المشكلة مع ارتفاع مستويات المياه بعد العواصف التي تؤدي إلى تسرب المياه المالحة إلى الأنظمة الكهربائية في المركبات، مما يشكل خطرًا إضافيًا على أصحاب هذه السيارات وعلى فرق الإطفاء، خاصة بعد انفجار وتفحم سيارة تسلا بعد تعرضها للمياه المالحة خلال الإعصار.
كانت شركة تيسلا، التي كانت في السابق أكبر شركة لصناعة السيارات الكهربائية في العالم، قد زعمت في السابق أن معدلات الحرائق التي تنطوي عليها مركباتها أقل مقارنة بالسيارات الأخرى.
وبحسب بيانات وزارة الطاقة الأمريكية، فإن ولاية فلوريدا لديها ثاني أعلى عدد من المركبات الكهربائية المسجلة في البلاد، بما يزيد عن 250 ألف سيارة.
تأثير المياه المالحة على بطاريات الليثيوم أيون
وفقاً لخبراء، تعتبر بطاريات الليثيوم أيون المستخدمة في السيارات الكهربائية عرضة لتأثير المياه المالحة بسبب تفاعل المعادن الداخلية مع الملح.
وعندما تتعرض هذه البطاريات للمياه المالحة، قد يؤدي ذلك إلى تفاعلات كيميائية تولد حرارة مفرطة، ما يزيد من احتمالية اندلاع حرائق، والتي تكون أكثر صعوبة في السيطرة عليها مقارنة بحرائق السيارات التي تعمل بالوقود التقليدي.
صعوبة إخماد حرائق السيارات الكهربائية
تتميز بطاريات الليثيوم أيون بقابليتها للاشتعال بشكل يصعب السيطرة عليه، خاصة في الظروف الجوية القاسية.
وذكر «جيمي باترونيس» رئيس قسم الإطفاء في فلوريدا، أن حرائق السيارات الكهربائية تحتاج إلى كميات هائلة من المياه لإخمادها.
وقد يتطلب إخماد الحريق عدة ساعات، حيث تبقى البطاريات قادرة على الاشتعال مرة أخرى بعد السيطرة على الحريق.
تحذيرات من السلطات المحلية
نصحت السلطات الأمريكية في مقاطعة بينيلاس سكان فلوريدا الذين يمتلكون سيارات كهربائية بضرورة إبقاء المركبات المتضررة من مياه البحر على مسافة آمنة من المنازل بمسافة لا تقل عن 50 قدمًا.
ويهدف هذا التحذير إلى تقليل خطر اندلاع حرائق قد تمتد إلى المنازل والممتلكات المحيطة.
أهمية الوعي بسلامة المركبات الكهربائية
مع تزايد الاعتماد على السيارات الكهربائية في فلوريدا، التي تُصنّف كثاني أعلى ولاية من حيث عدد المركبات الكهربائية المسجلة، أصبح من الضروري رفع مستوى الوعي بالمخاطر المحتملة التي قد تترتب على هذه المركبات في ظل الكوارث الطبيعية.
يظل استخدام المركبات الكهربائية خطوة إيجابية نحو تقليل الانبعاثات الكربونية، لكن هذه التقنية الحديثة تتطلب أيضاً احتياطات إضافية لتأمينها في ظل الظروف القاسية.
إجمالاً، يبدو أن العلاقة بين المركبات الكهربائية والكوارث الطبيعية تستدعي إعادة تقييم سلامة هذه المركبات واحتياجاتها الخاصة في مثل هذه الظروف، لضمان حماية المجتمع من التهديدات المرتبطة ببطاريات الليثيوم أيون في السيارات الكهربائية.