قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

أحمد بدرة يكتب: حرب أكتوبر فجر جديد لتنمية مصر

في يوم السادس من أكتوبر لعام 1973 استيقظ العالم على صوت زئيرٍ مصري ومعارك ضارية على جبهة قناة السويس، كانت هذه الحرب تاريخية بكل المقاييس؛ حيث لم تكن مجرد مواجهة عسكرية بين مصر وإسرائيل، بل كانت نقطة تحول محورية أثرت بعمق في مسار التنمية بمصر وخلقت روحًا جديدة بين صفوف الشعب المصري.

كانت الحرب مفترق طرق تاريخي، حيث استطاع الجيش المصري بفضل التخطيط المحكم والشجاعة الفائقة تكبيد العدو خسائر كبيرة واستعادة جزء من أراضي سيناء المحتلة، وقدم ذلك دفعة هائلة للمعنويات ورفع من مستوى الكبرياء الوطني، مما جعل المصريين يشعرون بالفخر والإجلال لجيشهم ووطنهم.

مع التقييم الإيجابي للخطوات العسكرية والسياسية التي تم اتخاذها بعد الحرب، جاء التحول الأهم، وبدأت الحكومة المصرية تحول اهتمامها من الاستعدادات العسكرية الدائمة إلى التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ونخفاض الحاجة إلى الانفاق العسكري المستمر أتاحت موارد مالية إضافية لتمويل مشاريع تنموية ضخمة.

إلى جانب التركيز على استعادة سيناء بالكامل، بدأت مصر تنفيذ العديد من مشاريع البنية التحتية الحيوية، وتمت إقامة مشروعات ضخمة في مجال الطرق والجسور والمدن الجديدة، مما ساهم في خلق فرص عمل وجذب الاستثمارات.

منحت معاهدات السلام مثل كامب ديفيد استقرارًا سياسيًا كان مفتاحًا لجذب الاستثمارات الأجنبية، والوصول إلى الأسواق العالمية أصبح أكثر سهولة، مما أدى إلى خلق فرص جديدة للتنمية الاقتصادية والزراعية والصناعية.

مع استعادة الأراضي والشعور بالاستقلال والسيادة، جاءت موجة من الروح الإيجابية التي سرت بين المصريين، هذه الروح الجديدة لم تكن مجرد كلمات، بل كانت دافعًا حقيقيًا لتجاوز العديد من التحديات وفتح آفاق جديدة للنمو والإبداع في كل مجالات الحياة اليومية.

بدأت موجة من الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية تهدف إلى تحسين مستوى المعيشة، وتم تنفيذ برامج تعليمية وصحية ضخمة، إلى جانب إصلاحات في مجال الزراعة والصناعة، مما ساهم في تحقيق نمو اقتصادي ملموس.

حرب أكتوبر لم تكن مجرد انتصارا عسكريا بل كانت بداية جديدة لمصر، نجحت في خلق روح جديدة تملؤها الثقة والطموح، مما ساعد في دفع عجلة التنمية بشكل لم يكن متوقعًا إن هذا اليوم المجيد سيظل دائمًا رمزًا للشجاعة والنهضة قدر ما هو رمز للنصر.

واليوم نمر بنفس المشهد ولكن من زاوية أخرى وطريقة أخرى ومنهج آخر حرب حاكاها أعدائنا بطرق ملتوية جعل العدو فيها مستتر خلف كيانات ومنازعات وأقليات وقبليات شتت فيها فكر العامة وأشعل بنار الفتنة كل من حولنا من إخواننا بالدول الشقيقة مزق فيها أحلامهم وسلامهم أملا منه في الضغط علينا وإصرار منه في هدم بلادنا وإيماناً منه أننا قلب العروبة وقوتها، ولكن هيهات هيهات أن ينجح في مسعاه وأن ينال مطلبه، فإننا على عهد رسول الله
في رباط إلى يوم الدين.. جعل الله أيام مصر الحبيبة دائما انتصارات وكلل جهود أبنائها المخلصين الذين لا يتوانون أن يدفعون كل غال ونفيس وأن يزهقوا أرواحهم في خدمة وطنهم ورفعته والدفاع عن أراضيه.. حفظ الله مصر جيشا وشعبا وقيادة.