أكد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، إدانته الشديدة للعدوان الإسرائيلي الهمجي المتمادي على لبنان والتأكيد على ضرورة وقفه بشكل فوري والتحذير من خطورة استمراره لجهة الإطاحة بأمن وسلامة شعوب المنطقة واعتبار أن أي توغل أو احتلال لجزء من الأراضي اللبنانية يعتبر اعتداء على الأمن القومي العربي.
جامعة الدول العربية
جاء ذلك في قرار أصدره مجلس جامعة الدول العربية، في ختام دورته غير العادية التي عقدت برئاسة اليمن، بعنوان "التضامن مع الجمهورية اللبنانية وقرر تقديم المساعدات العاجلة لمواجهة العدوان الإسرائيلي المتمادي على لبنان وتداعياته".
وأكد المجلس، على التضامن الكامل مع لبنان إزاء العنوان الخطير الذي أدى إلى استشهاد آلاف المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ ومسعفين، وإصابة الآلاف منهم بجروح بالغة، وإلى الفروج الداخلي الأكثر من مليون شخص نتيجة تدمير آلاف الوحدات السكنية وتحول مدن وقرى بأكملها إلى انقاض، وحرق مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، ما يشكل جرائم حرب موصوفة وجرائم ضد الإنسانية، وانتهاكا صارخا للمواثيق والمعاهدات الدولية وحرفاً فاضحا للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
قال فادي أبي علام، رئيس حزب الخضر اللبناني، لن تؤدي هذه الحرب، كغيرها من الحروب، إلا إلى المزيد من الضحايا والخسائر، ومع ذلك، فإن صاحب الحق لن يفقد حقه مهما كانت قوة المعتدي، لأن القوة لا تكفي وحدها لانتزاع الحق، فحتى الضعيف يمكن أن ينتصر على القوي إذا كان يملك الحق إلى جانبه.
الحرب في لبنان
وأضاف لـ صدى البلد، أن الإسرائيليون يعتقدون أن السلام يمكن تحقيقه عبر الحرب، إلا أنهم لم يدركوا حتى الآن، بعد أكثر من 75 عامًا من الصراع، أن الحرب لا تؤدي إلا إلى زيادة الكراهية والعدوان والخسائر من الجانبين، ولن تحقق الحرب السلام المرجو، بل تؤدي إلى هدنة مؤقتة تنفجر معها الحروب مجددًا عند تغير الظروف، والسبيل الحقيقي إلى السلام هو إعادة الحقوق إلى أصحابها، والجلوس إلى طاولة المفاوضات التي وحدها يمكنها أن تقود إلى سلام دائم.
وأكد أنه على المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن، أن يتحمل مسؤوليته وفق مبدأ الأمن الجماعي، ويفرض وقف إطلاق النار وكل الأعمال العدائية. هذا ضروري لتجنب المزيد من الجرائم الفظيعة التي تُرتكب يوميًا بحق المدنيين الأبرياء في لبنان منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي.
تابع: حتى الآن، قُتل في لبنان نحو 2,000 شخص وأصيب 10,000 آخرون، بالإضافة إلى أكثر من مليون نازح، ولقد امتدت مأساة غزة إلى لبنان، والعالم يقف عاجزًا أمام هول هذه الجرائم.
واختتم المطلوب الآن هو إدانة هذا العدوان، ووقف فوري لإطلاق النار، والتضامن مع الضحايا، وفرض احترام القرارات الدولية ذات الصلة، وأي تقاعس عن هذه الإجراءات سيكون بمثابة سقوط مدوٍ لمنظومة الأمم المتحدة، التي تهدف إلى الحفاظ على الأمن والسلام الدوليين.
من جانبه، أكد السفير علي الحلبي، مندوب لبنان لدى الجامعة العربية، أن بلاده تحمل إسرائيل مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في المنطقة، وأن الاحتلال ينتهك كافة القرارات الدولية، داعيًا مجلس الأمن إلى الاضطلاع بمسؤولياته لوضع حد لانتهاكات الاحتلال للأراضي اللبنانية.
وأضاف "الحلبي" في كلمته خلال الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين لبحث التطورات، أن لبنان يؤكد موقفه الرافض للحرب وتمسكه بالحلول الدبلوماسية وإنهاء الاحتلال للأراضي اللبنانية، مشيرًا إلى أن لبنان يواجه أزمة تهدد وجوده ومستقبل شعبه.
أوضح، أن لبنان يشهد تهديدًا بالاجتياح وفي حالة حدوثه سيعود بنا إلى الوراء سنوات، داعيًا إلى تفعيل الهيئات الدولية المخولة بحقوق الإنسان لإدانة ومحاسبة إسرائيل، مشيرا إلى أن الاعتداء الإسرائيلي على لبنان خلف أكثر من 2000 شهيد و10 آلاف مصاب، مؤكدًا أنه يمثل انتهاكًا صارخًا لسيادة لبنان وسلامة أراضيه وخرقًا سافرًا لقرارات مجلس الأمن الدولي، قائلا: حذرنا مرارًا من تداعيات التصعيد الإسرائيلي على أمن واستقرار دول المنطقة، والذي قد يدفع لإشعال حرب إقليمية، محملًا إسرائيل مسؤولية تداعيات مواصلة التصعيد الراهن في لبنان، لا سيما وأن تلك الاعتداءات ترقى لجرائم حرب.
وثمن مواقف الدعم والمساعدات التي صدرت عن الدول العربية الشقيقة، وكذلك التي قدمتها الأمانة العامة للجامعة العربية، مطالبًا بتقديم المزيد من مساعدات الإغاثية والطبية؛ نظرًا للضغط الهائل الذي يتعرض له القطاع الصحي بسبب العدوان الإسرائيلي الغاشم.
وأعلن حزب الله اللبناني عن قتل 17 جنديا وضابطا إسرائيليا في مواجهات اليوم جنوبى لبنان، حسبما ذكرت وسائل إعلام لبنانية. وأعلن حزب الله اليوم تنفيذ 28 عملية عسكرية متنوعة الأهداف خلال الساعات الأخيرة.
يأتى هذا بعد أن أعلن حزب الله اليوم استهداف تجمع لقوات إسرائيلية في مستوطنة كفر جلعادى بصواريخ، حسبما ذكرت وسائل إعلام لبنانية.
فيما أكد المتحدث باسم الأمم المتحدة "ستيفان دوجاريك"، أن عدة دول قدمت تعهدات مالية في أعقاب النداء الإنساني الذي تم إطلاقه مؤخراً لجمع 426 مليون دولار بهدف الاستجابة لاحتياجات المدنيين المتضررين من تصعيد الصراع في لبنان.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، أوضح "دوجاريك"، أن الأمم المتحدة وشركاءها في المجال الإنساني يواصلون تكثيف الجهود لدعم الاستجابة التي تقودها الحكومة، فقد قدم برنامج الأغذية العالمي وجبات ساخنة ومساعدات نقدية طارئة لنحو 10 آلاف أسرة، بينما تستضيف ملاجئ الأونروا الآن أكثر من 2,300 نازح.
تطورات الوضع في لبنان
بدورها، تقدم منظمة الصحة العالمية مجموعات علاج إصابات الرضوح والأدوية لعشرات الآلاف من المرضى، في ظل إغلاق المرافق ونقص الموظفين وفجوات التمويل.
ووفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فإن الأعمال العدائية المستمرة لا تزال تخلف خسائر مدمرة على المدنيين والبنية التحتية المدنية، فقد تأكد نزوح أكثر من 346 ألف شخص، حيث تشير التقديرات إلى أن عدد المتضررين والنازحين يصل إلى مليون شخص.
وجدد المتحدث باسم الأمم المتحدة، التأكيد على ضرورة السماح للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى الناس بأمان، أينما كانوا، مشيرا إلى أن أكثر من 60 ألف شخص ما زالوا نازحين من منازلهم في شمال إسرائيل.
في هذا الصدد، أكد الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج وأيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين بالأردن، على ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان فورا، وحذرا من التبعات الكارثية لاستمرار هذ العدوان على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين.
وشدد الوزيران في اتصال هاتفي جاء في سياق عملية التنسيق والتشاور المستمرة بين البلدين الشقيقين، على أن العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان، والخطوات الإسرائيلية التصعيدية اللاشرعية في الضفة الغربية، يدفع المنطقة نحو حرب إقليمية شاملة.
أكدا ضرورة وقف العدوان على غزة ولبنان والتصعيد في الضفة الغربية فورا، مؤكدان وقوف مصر والأردن بالمطلق مع لبنان وأمنه وسيادته وسلامة مواطنيه، وأدانا العدوان الإسرائيلي على لبنان وقصف عاصمته وقتل مواطنيه.
كما أكد الوزيران ضرورة دعم جهود الدولة اللبنانية في التطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن 1701 وإعادة نشر قوات الجيش اللبناني في الجنوب.