أجاب الشيخ أحمد عبد العظيم، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن سؤال متصلة حول إنها مخطوبة لشخص عنده غيرة شديدة وصلت إلى أنه يغير من إخوتها وكذلك من زوج عمتها الذي باتت عندهم في أحد الأيام، وكذلك قال لها عن الشحات عاجبك بتبصى له، فما الحل معه؟
خطيبي بيغير من الشحات في الشارع؟
وأكد أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، اليوم الخميس، أن "هذا الشخص يظهر غيرته بشكل غير مبرر، مما يجعلنا في مرحلة من الهدوء ويجب الاطمئنان على مستقبل الفتاة، سواءً إذا تزوجت هذا الشخص أو إذا غنى الله كل منهما من سعته، كل واحد يجب أن يذهب في حاله".
وأشار أمين الفتوى إلى أن "هذا الرجل ليس له ولاية على هذه الفتاة، وهو ليس زوجًا بعد، بل مجرد خاطب، ورغم ذلك يحدد لها أين تبيت وأين لا تبيت، وما إذا كان يمكنها الذهاب عند عمتها أم لا".
وأبدى أمين الفتوى قلقه من تصرفات هذا الخطيب، الذي يبدو أنه "نفسياً غير مستقر"، حيث سأل الفتاة في الشارع: "لماذا تنظرين إلى الشحات؟ هل يعجبك؟" وهو ما يدل على عدم استقرار نفسي يتطلب التفكير الجاد في هذه العلاقة.
حكم الغيرة الزائدة التي تصل أحيانًا إلى حد الشك
كما أجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد اليها وذلك عبر موقعها الإلكتروني، مضمونه: "يعتري بعض الخاطبين حالةٌ من الغيرة الزائدة التي تصل أحيانًا إلى حد الشك وسوء الظن وقلة الثقة، من دون مبررٍ حقيقيٍّ لذلك. فما حكم الشرع في ذلك؟".
لتجيب دار الإفتاء موضحة: "أن الأصل في مرحلة الخطبة: أن تكون بعد التأني في اختيار المرأة المناسبة لتكون زوجة في المستقبل؛ فالخاطب إنما يُقدم على الخِطبة بعد أن يغلب على ظنه صلاح هذه المرأة، واستقرار حسن المعاملة فيما بينهما بعد الزواج، فالخِطبة مبنية على الثقة في المخطوبة، وحسن الظن بها، ولا تسير مرحلة الخطبة على نسقٍ صحيحٍ إلا بتخلُّق كلا الخطيبين ابتداءً بالثقة التامة في بعضهما البعض، وتكدير العلاقة بين الخطيبين بسوء الظن، وتتبع العورات واختلال الثقة بينهما يتنافى مع الحكمة والقيمة الأخلاقية والاجتماعية التي قصدها الشرع الشريف في تشريع الخطبة.
وتابعت دار الإفتاء: "وقد نهى الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين عن سوء الظن في مواطن كثيرة في كتابه العزيز منها قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا﴾ [الحجرات: 12]، قال الإمام ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" (7/ 377، ط. دار طيبة): [يقول تعالى -أي في هذه الآية- ناهيًا عباده المؤمنين عن كثيرٍ من الظن وهو: التهمة والتخون للأهل والأقارب والناس في غير محله؛ لأن بعض ذلك يكون إثمًا محضًا، فليُجتَنَبْ كثيرٌ منه احتياطًا، ورُوِّينَا عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: "ولا تَظُنَّنَّ بكلمةٍ خَرَجَتْ مِن أخيكَ المسلمِ إلا خيرًا وأنتَ تَجِدُ لها في الخير مَحْمَلًا"] اهـ.
واختتمت دار الإفتاء المصرية قائلة:"كما حذَّر النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم من: التجسس، وسوء الظن، وما يكدر العلاقة الطيبة بين الناس، ويجلب الكراهية والبغضاء، والأحاديث في ذلك كثيرة؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ؛ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، وَلَا تَحَسَّسُوا، وَلَا تَجَسَّسُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا» رواه البخاري.