قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

البحوث الإسلامية: 51 نتيجة توصلت إليها لقاءات "أسبوع الدعوة الإسلامي"

أسبوع الدعوة الإسلامي
أسبوع الدعوة الإسلامي
×

نظم مجمع البحوث الإسلامية فعاليات "أسبوع الدعوة الإسلامي - رؤيةٌ إسلاميَّةٌ في قضايا إنسانيَّةٍ"، والذي أشرفت عليه الأمانة العامة للجنة العليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية بالجامع الأزهر الشريف خلال الفترة من السبت الماضي وحتى أمس الأربعاء؛ وذلك في إطار توجيهات فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب شيخ الأزهر بتكثيف البرامج والفعاليات الدعوية والتوعوية بما يحقق دور ورسالة الأزهر الدعوية والتوعوية.

أسبوع الدعوة الإسلامي

وقال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية د.محمد الجندي إن الندوة الأولى التي عقدت تحت عنوان الأزهر حامل لواء الوسطية، انتهت إلى أن الأزهر الشريف الذي جاوز عمره اليوم ألف وأربعة وثمانين عامًا من العطاء، تلقى المنهج الوسطي بسند متصل من سيدنا رسوله الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الغر الميامين، وحافظ شيوخه على هذا السند المتصل إلى يوم الناس هذا، وأن الأُمَّة الإسلاميَّة والعالم كلُّه تلقى المنهج الوسطي من أفواه ومؤلِّفات علماء الأزهر، وارتضوه منهجًا يواجهون به التطرف والتعصب، والانحلال الخلقي، حيث حول الأزهر الشريف آيات القرآن الكريم الداعية إلى الوسطيَّة والاعتدال إلى برامج عمل وتنفيذ على الواقع، مضيفا أن هذه الوسطيَّة سمة لازمة لهذه الأمَّة، لا تنفك عنها، وكلُّ تطرف أو انحلال يبعد هذه الأمَّة عن الوسطيَّة مصيره إلى زوال، فهي مرتكز أساس في تكوين الإنسان السوي، ومبادئها تحافظ على الفطرة الإنسانيَّة، وهي مظهر من مظاهر تكريم الله لبني آدم، وأن الوسطيَّة داعم أساس لاستقرار الأمم والشعوب، وحافظة للمنجزات الحضاريَّة والمكتسبات الماديَّة.

الندوة الثانيَّة والتي عدت بعنوان: “الإلحاد.. أسبابه و مخاطره وعلاجه”

انتهت إلى أن الإلحاد قضية قديمة تتجدد بأشكال مختلفة، وتظهر بين الفينة والفينة وهي من عورات الفكر الإنساني، وهو خطر يهدد العالم كلَّه؛ لأنَّه كفر بكلِّ الثوابت البدهيَّة التي استقر عليها العقل البشري السوي، كما أن نوبات الإلحاد حركات طارئة في المجتمعات، لها أسبابها النفسيَّة والبرجماتيَّة، وعلاجها يعود على المجتمعات بالصحة النفسيَّة والعقليَّة والحضاريَّة، موضحًا أن من أهم أسباب الإلحاد تدخل العقل فيما لا طاقة له به، فالعقل محدود في التفكير، ولذلك جاء الوحي ليضيء للعقل الجوانب المظلمة بآيات الوحي الإلهي، وكذلك جدليَّة التضاد بين العلم والدين، وهي جدليَّة افتراضيَّة لا أساس لها من الصحة، فالإسلام حمل دعوة صريحة للعلم و التفكر والإبداع، والتدبر، وأن قانون الصدفة الذي بنى عليه الملاحدة فكرهم الإلحادي قانون باطل بإقرارهم، وقانون نظام هذا العالم يؤكِّد أنَّ هناك منظِّم حكيم خبير، ويكفي أن ينظر الإنسان إلى نفسه وأمعائه، وأجهزته ونظام عملها الدقيق المحكم ليستدل على وجود الخالق.

أشار الأمين العام أن الخطاب المتطرف، الذي يحرَّم زينة الحياة الدنيا، ويضيِّق على الناس في معاشهم، ويقنِّطهم من رحمة الله من أهم الأسباب الداعمة للإلحاد، فالإلحاد يكون مظهرًا من مظاهر التفلت من الأحكام الشرعيَّة، وانفلات النفس في تحقيق شهواتها، وملذاتها دون ضابط أو رقيب، مضيفا أن من أهم وسائل معالجة الإلحاد تعميم الدراسة الدينيَّة في المدارس والجامعات، وإفراد مقرارت لها، وتقديم القدوة الإسلاميَّة، وترغيب الناس في السير على مقتضاها، وكذلك بناء وجهات النظر الإسلاميَّة على أسس علميَّة موضوعيَّة تتناسب مع ما جدَّ في العالم من تطورات، وكذلك ضرورة تغيير وضعنا فيما يتعلق بالدفاع عن الإسلام، فقد درجنا على أن نقوم بدور المدافع عن الإسلام الذي جعل مهمته منحصرة في ردِّ الهجوم، ولكن هذا لم يَعُد اليوم أمرًا كافيًا، فعلينا ألَّا نقنع بدور المدافع -وإن كان هذا مطلوبًا في حد ذاته أيضًا -وإنما ينبغي أن ننتقل إلى الموقف الأقوى وهو عرض الإسلام عرضًا جديدًا بأسلوب علمي يصل إلى عقل كلِّ ذي لب في عالمنا المعاصر، وبهذا لا نضيِّع وقتنا في انتظار وترقب الهجمات لنقوم بصدِّها، وإنما نقتحم الميدان بعرض الإسلام من جديد؛ ليس العرض الخطابي العاطفي الذي يكون له تأثير وقتي سرعان ما يزول، وإنما العرض المقنع الذي يستمر تأثيره ويدوم.

الندوة الثالثة: الإدمان أسبابه ومخاطره وعلاجه

بينت أن الإدمان ناتج في المقام الأول عن البعد عن الله تعالى وضعف الإيمان، وذلك نظرًا لضغوط الحياة وابتلاءاتها، التي تحتاج قوة اليقين، وحسن الظن بالله، والتوكل عليه، وكذلك نتاج التفكك الأسري، وضعف الروابط الاجتماعيَّة، وغياب التربية السليمة المبنية على أسس قرآنيَّة وتطبيقات نبويَّة، وتقديم قدوات مدمنة تظهر في وسائل الإعلام على أنها أبطال، وتغري الشباب بهذه السلوكيَّات الهابطة، وأن الإدمان الذي تقدمه بعض الإعمال الفنيَّة على أنَّه علاج لمشكلات الواقع، وأزمات الحياة، وهو خطر يقتل روح المثابرة، وعزيمة الشباب، الأمر الذي ينذر بخطر داهم على الأمم والشعوب، مشيرًا إلى أن الإدمان آفة خطيرة؛ تهدد بنيان الإنسان؛ عقلًا وجسمًا؛ الأمر الذي يهدد تقدم المجتمع واستقراره، وعلاجه واجب المؤسسات الثقافيَّة والدينيَّة والإعلاميَّة والأمنيِّة، فالشباب هم الثروة الحقيقيَّة للأُمَّة، والحرب الآن تعتمد على تغييب عقول الشباب وعزلها عن واقع أمتها، فالعقل هو مناط التكليف، ومن خلاله تتحقق المقاصد العامَّة في الحفاظ على الكليَّات الخمس، وتغييب هذا العقل يهدر الكليات الخمس، وهذا تهديد صريح لاستقرار الأوطان والمجتمعات.

أكد الأمين العام أن التعسف في طرح مسألة الخمور والمخدرات، والتلاعب بنصوص الشرع المحرِّمة لكلِّ مسكر قلَّ أو كثر من بعض المتصدرين لوسائل الإعلام أمر في غاية الخطورة، ويخدم أعداء الوطن خدمة مباشرة، ويجب أن تلتزم الأعمال الفنيَّة بالقيم الأخلاقيَّة، والمواثيق الدوليَّة التي تمنع التدخين، وتمنع استخدام الخمور والمخدرات في الإعمال الفنيَّة، موضحًا أن الإدمان ليس قاصرًا على الخمور والمخدرات، فمع ظهور شبكة الإنترنت ظهرت أنواع أخرى من الإدمان، منها مشاهدة الأفلام الإباحيَّة التي تقتل الغيرة، وتئد المروءة، وتضعف القوة البدنيَّة، وكذلك الصور العارية، وإضاعة الوقت على مواقع التواصل الاجتماعي، وأن علاج الإدمان ليس مهمة مؤسسة بعينها، بل هو مهمة الأسرة، والمدرسة، والجامع، والكنيسة، والإعلام بكلِّ وسائله، وهو على العموم مهمة المجتمع بكلِّ طوائفه.

الندوة الرابعة التي عقدت تحت عنوان: "الأزهر تاريخ وحضارة"

أشارت إلى أن الأزهر الشريف منارة العلم في المشرق الإسلامي، والعالم كلِّه، فالأزهر الشريف منذ نشأته وحتى اليوم هو وارث أنوار النبوة، وحافظ الوحيين( الكتاب والسنة)، وكذلك حافظ على اللغة العربيَّة، رغم تعاقب المحتلين على مصر، فالأزهر الشريف مكوِّن أساس من مكونات الحضارة العالميَّة، وجامعه وجامعته رقم لا يمكن تجاوزه أو تجاهله في الحديث عن الحضارة، ومقوماتها، مشيرًا إلى أن الأزهر الشريف مبنى ومعنى حقق هيئة أمم متحدة من خلال ما يؤمه من طلاب العالم الإسلامي الذين يمثلون سكان المعمورة من شرقها إلى غربها، وأسماء أروقة الجامع الأزهر خير شاهد على ذلك، فالأزهر قد حمل هموم المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وآزر الثورات التحرريَّة في شتى بقاع العالم، فكان مع السودانيين الجزائريين، واللبيين، وغيرها من حركات التحرر، لذا أدرك المستعمورن خطر الأزهر على مشاريعهم الاستعماريَّة في الشرق الأوسط، فعملوا على اضطهاد علمائه، ووضعوا الخطط لاستنزاف الأزهر، وتشويه صورته، وتقديمه بصورة قميئة لينفروا الناس منه، ولا يزالون يمارسون ذلك بأشكال مختلفة، ولم يفلحوا ولن يفلحوا، فالأزهر بتاريخه وحضارته هو حامل لواء الوسطيَّة؛ وازدهاره يعود بالنفع على الإنسانيَّة في جميع بقاع الأرض، وتنبثق قدرة الأزهر على التأثير في شخصية الأُمَّة الإسلاميَّة من وراثته التاريخ الفكري للعالم الإسلامي بأسره، فتقرأ في صحنه وعلومه ونتاجه العلمي التنوع الذي لا يؤدي إلى فرقة، والوحدة التي لا تنقلب إلى شموليَّة متوحشة، والمعايير التي تضبط النتائج، والأصول التي تضمن سلامة الوصول، فالأزهر يمثل الأفق الفكري الواسع الذي استوعب حركة التاريخ الإسلامي على كلِّ الأصعدة دراسة وتحقيقًا وإنتاجًا لمزيد من المعطيات والدلالات التي تحتاجها الأُمَّة الإسلاميَّة لمواصلة بنائها الحضاري والحفاظ على مكانها بين الأمم ومن ثمَّ نظرت إليه الأُمَّة الإسلاميَّة على أنَّه الحارس اليقظ للدين وللهُوية والثقافة.

الندوة الخامسة: الأخوة الإنسانية ضرورة وجوديَّة

أكدت أن الأخوة الإنسانيَّة التي ينادي بها الأزهر هي امتداد لمعطيات القرآن الكريم وتطبيق عملي للسنة النبويَّة، فالأزهر الشريف قد نادي بالأخوة الإنسانيَّة منذ زمن بعيد وحاول وما زال يحاول جمع الناس على اختلاف عقائدهم وألوانهم وألسنتهم تحت مظلة الإخوة الإنسانيَّة، فالشيخ محمد مصطفى المراغي قدَّم للعالم وثيقة «الزمالة الإنسانيَّة»، والأستاذ الدكتور أحمد الطيب قدَّم للعالم وثيقة «الإخوة الإنسانيَّة»، مشيرا إلى أن الأزهر الشريف يرفض مصطلح «الأقليَّات» لما يشعر به من دونيَّة، ويقر مصطلح «المواطنة»؛ ليكون نطقة انطلاق نحو تحقيق الأخوة الإنسانيَّة، فالأزهر الشريف يدعوا إلى العيش المشترك على أسس قرانيَّة وتطبيقات نبويَّة، ويحذِّر المجتمع الدولي من إنتاج أسلحة الدمار الشامل، والاعتداء على حقوق الأمم والشعوب، والعالم يفقد إنسانيته وهو يقف موقف المشاهد لأحداث الإبادة الجماعيَّة لشعب فلسطين المحتلة، فالمجازر التي يمارسها الاحتلال الصهيوني على الأراضي الفلسطينيَّة تؤكِّد فقدان الإنسانيَّة، فأين الإنسانيَّة من جماجم الأطفال، وأشلاء الرجال والنساء، وتخريب المنشآت، وتفجير المستشفيات؟!، فالعالم أحوج ما يكون للبحث عن إنسانيته المفقودة، وأخوته المهدرة، وإيجاد سبل التعايش المشترك واحترام حقوق الشعوب في بناء أوطانها، وجلاء الاحتلال عنها.