استقبل قداسة البابا تواضروس الثاني في المقر البابوي بالقاهرة اليوم الخميس، وفد من هونج كونج بالصين، الذين أتوا في رحلة سياحية إلى مصر نظمتها الكنيسة القبطية بهونج كونج (كنيسة الرسولين مار مرقس ومار لوقا) وذلك لزيارة أهم نقاط مسار العائلة المقدسة.
رحب بهم قداسة البابا وحدثهم عن أهمية مصر والصين كبلدين لهما جذور عميقة في التاريخ، أسهمتا بها في التاريخ الإنساني ككل بشكل كبير ومؤثر.
وأعطاهم نبذة عن تاريخ مصر العريق وموقعها الجغرافي المتميز والحضارات المتعددة التي توالت عليها وتركت بصماتها في وعي المصريين، وشرح لهم مدلول اسم مصر في اللغة اليونانية "إجيبتوس" والذي تطور إلى كلمة "قبط" أي المصريين، وكذلك الاسم القديم لمصر "كيمي" والذي اشتق منه اسم علم الكيمياء الذي بدأ في مصر وانتشر منها للعالم كله، لافتًا إلى أن هذا يعني أن مصر لها بصمة لدى كل إنسان في العالم، لأن الكيمياء تدخل في كافة تفاصيل حياة الإنسان.
وتناول تواضروس بالحديث تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ونشأتها على يد القديس مرقس الرسول، وسلسلة بابوات الكنيسة عبر العصور، وأن الكنيسة القبطية تميزها ثلاث سمات، هي:
- التعليم المستقيم.
- الاستشهاد.
- الرهبنة.
وأشار قداسة البابا إلى أن العمل الرعوي في الكنيسة القبطية يهدف إلى خلاص كل نفس ونوالها الملكوت الأبدي، هذا إلى جانب العمل الاجتماعي الذي تقوم به من خلال إنشاء المستشفيات والمدارس لخدمة المجتمع المصري كله.
ولفت إلى أن الكنيسة القبطية حاليًا منتشرة في كل العالم، وأن خدمتها تسير بمبدأ love in actions أي المحبة بالأفعال.
وأوضح قداسته أن علاقة الكنيسة طيبة مع كافة أركان الدولة والمجتمع المصري. وأن مصر تتميز بالوحدة الوطنية الفريدة بين المصريين التي تحققت لهم من خلال نهر النيل الذي يعيشون حوله.
وأجاب البابا على أستفساراتهم وأسئلتهم، واختتم متمنيًا لهم زيارة ممتعة لمصر وآثارها العريقة وأن يتعرفوا من خلال زياراتهم على صفحات مضيئة من التاريخ المصري. وأضاف: "مصر كانت أولا ثم أتى بعدها التاريخ".
رافق الوفد كهنة الكنيسة القبطية في هونج كونج وهم الراهب القس رويس المحرقي، والقس داود حنا، والقس كيرلس رزق.
بينما حضر اللقاء الراهب القس كيرلس الأنبا بيشوي مدير مكتب قداسة البابا.