حالة من الترقب ينتظرها العالم حاليا عقب التوترات التي سادت على المشهد بعدما أطلقت إيران مئات الصواريخ باتجاه إسرائيل ، رداً على اغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية وزعيم حزب الله حسن نصرالله وعدد من القادة الاخرين ، ويشار إلى أن ضربة إيران تعد بمثابة الهجوم الثاني الذي تشنه إيران هذا العام، بعد أن أطلقت مئات الصواريخ والطائرات بدون طيار على إسرائيل في أبريل، ويعتبر هذا أحدث تصعيد في حرب الظل الطويلة الأمد بين القوتين، فإيران لا تعترف بحق إسرائيل في الوجود وتسعى إلى القضاء عليها، وتعتقد إسرائيل أن إيران تشكل تهديدًا وجوديًا، وقد أمضت سنوات في تنفيذ عمليات سرية ضد طهران.
كيف سيكون رد إسرائيل ؟
صدرت الكثير من التصريحات من مسؤولين إسرائيليين سواء حاليين أو سابقين بتوعد طهران برد حاسم؛ إذ قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن طهران "ارتكبت خطأ كبيرا وستدفع ثمنه".
وخلال الهجوم ، استخدامت إيران للمرة الأولى صواريخ فرط صوتية، حسبما ذكرت وسائل إعلام إيرانية.
وقال الحرس الثوري الإيراني إن الهجوم جاء ردا على مقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية في 28 سبتمبر/أيلول الماضي ومقتل رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية في طهران في 31 تموز/يوليو في عملية نُسبت لإسرائيل.
ورغم توالي المناشدات الدولية لوقف التصعيد، نقل موقع "أكسيوس" الإخباري الأمريكي عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن إسرائيل ستشن "ردا قويا" على الهجوم الإيراني في غضون أيام.
وفي السياق ذاته، قال المسؤولون الإسرائيليون، بحسب موقع "أكسيوس"، إن إسرائيل "قد يستهدف منشآت إنتاج النفط داخل إيران ومواقع استراتيجية أخرى."
وأضاف الموقع أن بعض المسؤولين قد أشاروا إلى أن الرد قد يشمل "اغتيالات مستهدفة وتدمير أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية أو شن غارات جوية من مقاتلات".
ووفقا لموقع Financial Times لقد أدى الهجوم الصاروخي المفاجئ الذي شنته إيران، والذي قالت إنه جاء رداً على اغتيال إسرائيل لكبار قادة حزب الله وحماس، إلى تقريب المنطقة من صراع شامل مع تصعيد إسرائيل لهجومها ضد وكلاء طهران.
وخلال الأسبوعين الماضيين، اغتالت إسرائيل حسن نصر الله، زعيم حزب الله، وشنت موجات من الضربات ضد جماعة حزب الله في لبنان، وقصفت ميناء يسيطر عليه الحوثيون في اليمن، وألقي عليها اللوم في الانفجارات في سوريا.
وكانت قد أطلقت إيران، الثلاثاء، وابلا من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، فيما انطلقت صفارات الإنذار في أنحاء إسرائيل.
وقالت إذاعة جيش الاحتلال، إن نحو 200 صاروخ أطلقت من إيران على إسرائيل.
وهذا يعني أن الهجوم كان أكبر قليلا من هجوم أبريل الذي شهد إطلاق نحو 110 صواريخ باليستية و30 صاروخا كروز باتجاه إسرائيل.
وأظهرت لقطات بثها التلفزيون الإسرائيلي بعض الصواريخ وهي تحلق فوق منطقة تل أبيب قبل الساعة 19:45 بالتوقيت المحلي (17:45 بتوقيت جرينتش).
وقال متحدث عسكري إن إسرائيل سجلت "عددا قليلا من الإصابات في وسط البلاد ومناطق أخرى في جنوبها".
وقال الحرس الثوري الإيراني إن 90% من القذائف أصابت أهدافها، وقالت مصادر في الحرس الثوري لوسائل إعلام رسمية في طهران إن الهجوم استهدف ثلاث قواعد عسكرية إسرائيلية.
وأكد الجيش الإسرائيلي أن "عددا كبيرا" من الصواريخ التي أطلقتها إيران تم اعتراضها.
وأظهرت ومضات في السماء فوق تل أبيب أن الدفاعات الجوية اعترضت بعض النيران القادمة.
السيناريو المقبل مرتبط بهذا الرد
في هذا الصدد قال الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية، ورئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، إن الامر مرتبط حالياً بحدود رد اسرائيل والرد المقابل ، مؤكداً أن هناك تدرج في الضربات فهل تضرب إسرائيل المنشآت النووية ام اصفهان ام مواقع الحرس الثوري والاهداف المدنية والعسكرية مقابل ما تم ضربه في اسرائيل ، وبالتالي شكل الضربة سيترتب عليه السيناريو المقبل.
وأضاف الدكتور طارق فهمي خلال تصريحات لــ"صدى البلد" أن إسرائيل ستتبنى خطاب استنفاري وقوي يؤكد على قدرتها على الضرب، وسيكون هناك تدرج في مستوى الرد، مشيرا الى ان المنطقة مشتعلة بالأساس وهناك توقع بدخول الفصائل العراقية واليمن والحوثيين وهو أمر وارد ، وبالتالي إسرائيل ربما ستحارب على 5 جبهات مشيرا الى ان نتنياهو قال إن اسرائيل تحارب على 7 جبهات مرة واحدة .
وتابع : الموقف في غزة الان هادئ، مشيرا الى ان اسرائيل انهت العمليات العسكرية في غزة وهي الان تسير في مسارين ؛ الاول هو تكريس سياسة استخدام القوة و الترتيبات الأمنية ، والمفاوضات متوقفة ومن المرجح ان تتوقف لــ 5 أسابيع حتى يتم الحكم عليها في نوفمبر .