مريم العذراء، الأم البتول تمثل رمزًا للطهر والإيمان، ولادتها لنبي الله عيسى عليه السلام تُعتبر معجزة إلهية، إذ عجزت الكلمات عن وصفها وعقل الإنسان عن تفسيرها.
إن ولادة المسيح وكلامه كطفل رضيع كان رسالة طمأنة لمريم، ما يجعل من قصتها واحدة من أعظم القصص التي ترويها الأديان.
مسار العائلة المقدسة في مصر
تبدأ رحلة العائلة المقدسة من بيت لحم في فلسطين إلى دير المحرق بمحافظة أسيوط، عبر مسار يُعرف باسم "مسار العائلة المقدسة"، خلال ثلاث سنوات، قطعت العائلة المقدسة أكثر من ألفي كيلومتر، متجاوزةً العديد من المحن والصعوبات.
حملت مريم العذراء طفلها المسيح عيسى عليه السلام، بصحبة يوسف النجار، في رحلة مليئة بالتحديات، كان هدفهم الهروب من الحاكم الروماني الظالم هيرودس، الذي اضطهد أطفال بني إسرائيل، دخلت العائلة مصر عبر صحراء سيناء، وتحديدًا من جهة الفرما بين العريش وبورسعيد.
محطات الرحلة
عبرت العائلة المقدسة العديد من المدن والأماكن، حيث توقفت في تل بسطا، بلبيس، سمنود، وسخا، في كل محطة، واجهتهم تحديات جديدة، لكنهم واصلوا السير حتى وصلوا وادي النطرون، حيث استقروا في دير المحرق.
وفي دير المحرق، مكثوا ستة أشهر وعشرة أيام، حيث جاءت البشارة ليوسف النجار في حلمٍ يدعوه للعودة إلى فلسطين بعد وفاة الذين كانوا يطلبون نفس الصبي.
دير الأنبا بيشوي
التقت عدسة "صدى البلد" بالراهب "نوفير الأنبا بيشوي"، مسئول الزيارات بالدير، الذي تحدث عن أهمية دير الأنبا بيشوي، أحد أقدم أديرة مصر.
وأنشئ الدير في القرن الرابع الميلادي، ويقع في وادي النطرون بمحافظة البحيرة، أسسه القديس العظيم الأنبا بيشوي، الذي ترك العالم ليصبح راهبًا.
وأشار الراهب إلى أن الدير يحتوي على كنيسة أثرية وبئر الشهداء، ويعد مكانًا مميزًا لتاريخ المسيحية في مصر، لافتة إلى أن وادي النطرون تبارك بمرور العائلة المقدسة، ما أدى إلى ظهور العديد من الأديرة في المنطقة.
تُعتبر رحلة العائلة المقدسة رمزًا للإيمان والثبات، حيث تظل قصتها خالدة عبر الأجيال، تعكس قوة الإيمان وأهمية التمسك بالعقيدة في وجه الصعوبات.