في قلب مدينة طهطا شمالي محافظة سوهاج، حيث يعيش الناس آمالهم وأحلامهم البسيطة، بدأت مأساة مؤلمة مع ظهور السيدة "أمال ع.ع.ع"، 60 عامًا، التي استغلت طيبة قلوب المواطنين وجعلتهم ضحايا لخطتها الخبيثة.
بداية القصة
المدعوة "أسماء م.ش.م"، 32 عامًا، حاصلة على دبلوم تجارة، كانت من بين المتضررين، تصف أسماء لحظاتها الأولى عندما عرضت عليها "أمال" الاستثمار في تجارة الملابس الجاهزة: "كنت أبحث عن أي وسيلة لتحسين دخلي، وعندما سمعت عن نسبة الأرباح، شعرت بالأمل، ظننت أنني سأبدأ حياة جديدة".
لم تكن أسماء وحدها، بل انضمت إليها مجموعة من الأشخاص، حيث بلغ مجموع ما استوليت عليه أمال 750,000 جنيه.
"مدحت أ.م"، أحد المتضررين، كان قد استدان مبلغًا كبيرًا من أصدقائه ليتمكن من الاستثمار، يقول بحسرة: "كنت أريد فقط أن أؤمن مستقبلي، لكني وجدت نفسي في دوامة من الديون بعد أن اختفت أمال".
الأوجاع والمآسي
بينما كانت الأوضاع تزداد سوءًا، بدأت مشاعر الخوف والقلق تتسلل إلى قلوب الضحايا، تقول "منى س.ع"، متضررة أخرى: "كنت أعتقد أنني أساعد نفسي وأسرتي، لكنني لم أستطع النوم ليلاً بعد أن خسرت كل شيء، أشعر كأنني أعيش في كابوس".
"عندما توقفت عن سداد الأرباح، شعرت أن الدنيا قد أغلقت في وجهي"، بينما يضيف "يوسف أ.ط"، أحد المستثمرين، "لقد أضعنا ثقتنا فيها، والآن أواجه عائلتي بكل هذه المشاكل".
القبض على المتهمة
عندما تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط السيدة أمال، كانت هذه اللحظة بمثابة بارقة أمل للضحايا، وعندما أُحيلت أمال إلى النيابة العامة، تجمعت مجموعة من الضحايا في الخارج، وهم يتبادلون القصص والآلام.
تقول “منى” بصوت منخفض: “كلنا نبحث عن العدالة، لكن ماذا عن الأموال التي فقدناها؟ كيف يمكن تعويضنا؟”، وترد أسماء بحزن: "آمل أن تكون هذه الحادثة درسًا للجميع، خاصة الذين يعتقدون أن المال السهل موجود في كل زاوية. لقد دفعنا ثمن غلطة الثقة".
وتتجسد مأساة هؤلاء الضحايا في عيونهم، حيث تتداخل مشاعر الألم والحسرة، ومع ذلك، يبقى الأمل موجودًا في نفوسهم في الحصول على العدالة واستعادة ما فقدوه، هذه القصة ليست فقط عن الخسارة، بل هي أيضًا دعوة للتفكير في أهمية الحذر والثقة في التعاملات المالية.