تفصلنا أيام قليلة عن الذكرى 51 لـ نصر أكتوبر العظيم، ذلك النصر المجيد الذي دفع من أجله أبطال القوات المسلحة من جنود وضباط وقادة مصر البواسل ثمنا غاليا من دمائهم الطاهرة، ليستردوا جزءا عزيزا من أرض الوطن الذي أقسموا على حمايته وصون ترابه وحدوده مهما كان الثمن ومهما كانت التضحيات ومهما كانت التحديات والأوجاع.
البابا شنودة وحرب أكتوبر
ولعب الشعب المصري الكبير دورا في هذه الحرب نتيجة التلاحم مع قواته المسلحة، كما لعبت الكنائس بجميع طوائفها دور في دعم الجيش في عهد الراحل "البابا شنودة الثالث".
وبالتزامن مع الذكرى 51 لانتصارات حرب أكتوبر المجيدة يرصد موقع " صدى البلد" الدور الوطني للكنيسة الأرثوذكسية في هذه الحرب الخالدة:
- فكان الراحلقداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية من أبرز المؤثرين في انتصار أكتوبر المجيدة، حيث بعث عدة خطابات إلى الجنود المصرية على الجبهة، والشعب المصري ككل في وقت الحرب، كذب فيها فكرة أن إسرائيل هي شعب الله المختار.
- وزار البابا شنودة الجنود على الجبهة أكثر من مرة، وألقى كلمة على الجنود وكان من أبرزها : "إننا ندافع عن أراضينا، ودفاعا عن الحق، لا شك أن قلوبنا جميعا وأفكارنا وكل مشاعرنا مركّزة فى الحرب التى تخوضها بلادنا دفاعا عن أراضينا، واستردادنا لحقوقنا المسلوبة، ولعلّ أول ما نقوله فى موضوع الحرب، هو أن بلادنا حاليا قد عاشت محبة للسلام طول تاريخها، ولم تدخل الحرب إلا مضطرة ، فقد بذلنا كل جهودنا من أجل حل مشكلتنا حلا سلميا، وصبرنا أكثر من 6 سنوات، نفاوض ونناقش ونعرض الحلول بلا جدوى.
- وبعدها قام بزيارة جنودنا الجرحى في المستشفيات ودعمت الكنيسة جيشنا في الحرب بالدعم الروحي والمعنوي والمادي من أدوية ومهمات.
- كما كتب قداسة البابا شنودة عدة مقالات دعما لمصر في حربها وصراعها من اجل ارضها، ولم يفتقد البابا أولاده الاقباط فقط بل كل المصريين وكان يزور الجرحى ويصلي من اجلهم.
- وكانت الكنيسة القبطية بما لها من مقرات في دول العالم تشرح موقف مصر وتدعمه خارجياً.
- وفى أيام الحرب قام قداسة البابا شنودة بعقد اجتماع مع الكهنة والأساقفة في جميع الأبرشيات والجمعيات القبطية لحثهم علي الإسهام في دعم المجهود الحربي، وطلب من كل كنيسة وجمعية تقديم تقرير يومي له عما تقدمه من اعانات.
- كما شكل لجنة لجمع التبرعات.
- شكل لجنة للإعلام الخارجي لمخاطبة كنائس العالم والرائي العام العالمي.
- كما قدمت الكنائس والجمعيات القبطية مبلغ من المال أوفد قداسة البابا شنودة نيافة الانبا صموئيل لتسليمها للدكتور عبد العزيز كامل وزير الأوقاف في ذلك الوقت .
- كما قامت الكنيسة بتقديم 100 الف بطانية لوزارة الشئون الاجتماعية و30 ألف جهاز نقل دم لوزارة الصحة .
وحدة الشعب المصري
وأشاد البابا تواضروس الثاني بنصر أكتوبر، منوهًا إلى أهمية أن يعرف الشباب تاريخ هذه الفترة المجيدة، والتي سبقتها نكسة مؤلمة، مشيرًا إلى أن هذا الانتصار والانكسار الذي سبقه كانا سببًا في وحدة الشعب المصري.
وقال البابا تواضروس، "نحتفل خلال هذا الأسبوع بتذكار انتصارات أكتوبر وهي صفحة خالدة في تاريخ الوطن وتاريخ المجتمع، وخاصةً بعد نكسة سنة 67.
وأضاف: كانت حرب أكتوبر سنة 73 فرصة في أن تستعيد مصر انتصاراتها، وهناك عدد كبير من الشباب لم يعاصر هذه اللحظات، وهي لحظات مبهجة في تاريخ مصر، وفي تاريخ الوحدة عندما يجتمع الشعب كله بصورة جيدة مع الجيش والشرطة من أجل هدف واحد في النكسة والانتصار.
وأكد: كان النصر مبهرًا ومدهشًا على مستوى العالم كله لمصر.
وقال البابا: وقت الحرب كنت لا أزال طالبًا جامعيًا، وأتذكر تفاصيل تلك الأيام، وما حققه رجال القوات المسلحة، من ضباط وجنود من أفكار مبتكرة وعمل متقدم وفي منظومة رائعة ما أدى إلى عبور قناة السويس، وتقيم رؤوس كباري على الضفة الشرقية للقناة، وبهذه الخطوة الشجاعة استعادت مصر أرضها.
وتابع البابا: لكن إلى جانب أنها استعادت الأرض بالحرب استعادت مصر أيضًا كرامتها. واُستُكمِلت عملية استعادة الأرض بالمفاوضات وبالتحكيم الدولي حتى تم استعادة آخر جزء وهو طابا، دون أن نفرط في ذرة تراب واحدة وبهذا حُفِظت كرامة مصر. وهو ما يؤكد أن الشخصية المصرية تستطيع أن تعبر الأزمات أيا ما كان نوعها، نستطيع بعملنا معًا أن نعبر كل أزمة.
واختتم البابا: نهنئ كل المصريين والقيادة السياسية والقوات المسلحة، ونعتز بقواتنا المسلحة وكل من يعمل بأمانة وإخلاص في سبيل الوطن.