لاشك أن أذكار النوم بقراءة آخر آيتين من سورة البقرة تعد من أسهل سنن النوم الواردة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، ورغم ذلك قد يتكاسل عنها كثيرون ، لذا ينبغي معرفة فضل أذكار النوم بقراءة آخر آيتين من سورة البقرة لعله يزيد الحرص ومن ثم الاغتنام واتباع هديه الشريف -صلى الله عليه وسلم- فيتضاعف الفضل ويعظم الثواب ، حيث تجمع أذكار النوم بقراءة آخر آيتين من سورة البقرة بين فضائل وبركات عدة سنن النوم ووصايا النبي -صلى الله عليه وسلم- وآيات القرآن وهو كلام الله جل وعلا ،كما أنها من أعظم السور - سورة البقرة- وهي من أعظم وسائل التحصين في الليل ،ويعد الحرص على هذه أذكار النوم بقراءة آخر آيتين من سورة البقرة سببًا لجلب النفع والخيرللمسلم ودفع الضرر والشر عنه وتحفظه من كل مكروه، كما أن من ضمن عبادته – تعالى- المحافظة على الدعاء والذكر .
أذكار النوم بقراءة آخر آيتين من سورة البقرة
ورد أن أذكار النوم بقراءة آخر آيتين من سورة البقرة ، هما : ««آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ(285)لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ(286)»،فضلها: من قرأ آيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه.
وردت أذكار النوم بقراءة آخر آيتين من سورة البقرة عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْه –قَالَ، قَالَ: النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- «مَنْ قَرَأَ بِالْآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ»، رواه البخارى، وقوله –صلى الله عليه وسلم-: «فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ» اختلف العلماء فى معنى كفتاه: فقيل أجزأتا عنه من قيام الليل بالقرآن، وقيل: أجزأتا عنه عن قراءة القرآن مطلقا سواء كان داخل الصلاة أم خارجها، وقيل معناه: أجزأتاه فيما يتعلق بالاعتقاد لما اشتملتا عليه من الإيمان والأعمال إجمالا، وقيل معناه: كفتاه كل سوء، وقيل: كفتاه شر الشيطان، وقيل دفعتا عنه شر الإنس والجن، وقيل معناه كفتاه ما حصل له بسببهما من الثواب عن طلب شيء آخر.
فضل قراءة آخر آيتين من سورة البقرة
ورد أن آخر آيتين من سورة البقرة آيتان عظيمتان، بيَّن عَظمة أجرهما وعلوِّ منزلتهما أحاديث كثيرة، منها أنَّها أُعطيت للنبي -صلى الله عليه وسلم- يوم الإسراء والمعراج، بل في أفضل مكان وصله مخلوق -عند سدرة المنتهى-.
و ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث: (لَمَّا أُسْرِيَ برَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، انْتُهي به إلى سِدْرَةِ المُنْتَهَى، وهي في السَّماءِ السَّادِسَةِ...) إلى أن قال: (فَأُعْطِيَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ثَلاثًا: أُعْطِيَ الصَّلَواتِ الخَمْسَ، وأُعْطِيَ خَواتِيمَ سُورَةِ البَقَرَةِ، وغُفِرَ لِمَن لَمْ يُشْرِكْ باللَّهِ مِن أُمَّتِهِ شيئًا، المُقْحِماتُ).
وينبغي على المسلم أن يحافظ على قراءتها لينال الفضل والأجر، ومن هذه الفضائل: الحماية من الحسد والعين إنَّ لسورة البقرة فضل كبير في حفظ صاحبها من السوء، ومن ذلك:
- التحصُّن من الشيطان وشرِّه ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقابِرَ، إنَّ الشَّيْطانَ يَنْفِرُ مِنَ البَيْتِ الذي تُقْرَأُ فيه سُورَةُ البَقَرَةِ).
- التحصُّن من السحرة ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اقْرَؤُوا سُورَةَ البَقَرَةِ، فإنَّ أخْذَها بَرَكَةٌ، وتَرْكَها حَسْرَةٌ).
- وقد ورد فضل خاصٌّ بأواخر سورة البقرة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن قَرَأَ بالآيَتَيْنِ مِن آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ في لَيْلَةٍ كَفَتاهُ)، وأحد أوجه تفسير "كفتاه": الكفاية من السوء، والحفظ والوقاية.
- لها أجر عظيم إنَّ لأواخر سورة البقرة ثواب عظيم؛ قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَن قَرَأَ بالآيَتَيْنِ مِن آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ في لَيْلَةٍ كَفَتاهُ)، ومعنى كفتاه: أي إنَّ من يقرؤها له من الأجر كمن قام الليل، وكان الحسن البصري إذا ختم البقرة يقول: "يا لكِ نعمة! يا لكِ نعمة!"،وهذه غنيمة كبيرة يسيرة لعباده.
- نور لم يؤته أحد قبل النبي -صلى الله عليه وسلم- ثبت في صحيح مسلم من رواية ابن عباس -رضي الله- بشارة جبريل -عليه السلام لنبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-: (بيْنَما جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، سَمِعَ نَقِيضًا مِن فَوْقِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقالَ: هذا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ اليومَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إلَّا اليَومَ، فَنَزَلَ منه مَلَكٌ، فَقالَ: هذا مَلَكٌ نَزَلَ إلى الأرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إلَّا اليَومَ، فَسَلَّمَ، وَقالَ: أَبْشِرْ بنُورَيْنِ أُوتِيتَهُما لَمْ يُؤْتَهُما نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ البَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بحَرْفٍ منهما إلَّا أُعْطِيتَهُ).
وورد في قراءة آخر آيتين من سورة البقرة خير كثير وفضل عظيم، ولن يقرأ مسلم بحرف منها إلا أوتيه، ومن قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه؛ كما جاء في الصحيحين وغيرهما مرفوعاً، وقال الإمام مسلم في صحيحه (باب فضل الفاتحة وخواتيم سورة البقرة والحث على قراءة الآيتين من آخر البقرة)، وقد أحسنت عندما داومت على قراءة الآيات التي ذكرت.
وجاء أن سورة البقرة كلها خير وبركة، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على قراءتها فقال: اقرأوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة. قال معاوية: بلغني أن البطلة السحرة. رواه مسلم.
ولذلك فلا مانع من القراءة من قول الله تعالى: لِّلَّهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ.... {البقرة:284}.. إلى آخر السورة، ويمكنك الاقتصار على الآيتين الأخيرتين لورود الأحاديث فيهما.
وقت قراءة آخر آيتين من سورة البقرة
وورد أن الأوقات المستحبة لقراءة آخر آيتين من سورة البقرة، إنّ الآيتين من آواخر سورة البقرة هي من الأذكار الليلية التي يُستحبُّ للمسلم أن يحافظ عليها؛ فلا ينام قبل أن يقرأها لفضلها وثوابها، فقد ثبت عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنّه قال: "ما كنتُ أرى أحدًا يعقَلُ ينامُ قبلَ أن يقرأَ الآياتِ الثلاثِ من آخرِ سورةِ البقَرةِ".
أذكار النوم
1- « باسمك اللهم أموت وأحيا » رواه البخاري.
2- «باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه ، إن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظهـا بما تحفظ بـه عبـادك الصـالحين » رواه البخاري ومسلم .
3- « اللهم إنك خلقت نفسي وأنت توفاها ، لك مماتها ومحياها إن أحييتها فاحفظها ، وإن أمتها فاغفر لها ، اللهم إني أسألك العافية » رواه مسلم .
4- «اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك » ثلاث مرات رواه أبو داود والترمذي ، ويقوله إذا وضع يده اليمنى تحت خده.
5- « اللهم أسلمت نفسي إليك ، وفوضت أمري إليك ، ووجهت وجهي إليك ، وألجأت ظهري إليك ، رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجا إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت » رواه البخاري ومسلم.
6- «الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا ، فكم ممن لا كافي له ولا مأوي » رواه مسلم.
7- «اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم ، ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى ، ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان ، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته ، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء ، وأنت الآخر فليس بعدك شيء ، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء ، وأنت الباطن فليس دونك شيء ، إقض عنا الدين وأغننا من الفقر » رواه مسلم.
8- «اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السموات والأرض ، رب كل شيء ومليكه ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه ، وأن أقترف على نفسي سوءًا أو أجره إلى مسلم » رواه أبو داود والترمذي .