يتجه الوضع في لبنان إلى منعطف بالغ الخطورة مع استمرار العدوان الإسرائيلي، حيث عرضت قناة القاهرة الإخبارية خبرا عاجلا يفيد بأن هناك قصف إسرائيلي مكثف يستهدف مدينة صور جنوبي لبنان، وكان هناك نبأ عاجل عن "إعلام إسرائيلي" برصد إطلاق 20 صاروخا من جنوب لبنان على منطقتي الجليل الغربي والكرايوت شمال حيفا، وذلك بعد تصعيد جديد بمنطقة الشرق الأوسط وهو أن إيران شنتهجومها الثاني على إسرائيل بنحو 200 صاروخ ردا على اغتيالات نفذتها تل أبيب لقادة حماس وحزب الله والحرس الثوري الإيراني، وعقب الهجمات مباشرة توعد نتنياهو طهران بدفع ثمن فعلتها التي وصفها بالخطر الجسيم بينما عبرت واشنطن عن دعمها الكامل لحليفتها إسرائيل التي استبقت الهجوم بتوجيه مواطنيها نحو الملاجئ.
قصف إيراني على تل أبيب
وفي هذا الصدد، يقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن إمكانية امتلاك المجتمع الدولي ما يؤهله لإيقاف الحرب الإسرائيلية تعتبر مسألة معقدة، حيث يواجه هذا الجهد عائقا يتمثل في الفيتو الأمريكي ولكن يشير البعض إلى أن القضية ليست محصورة في الفيتو بحد ذاته، بل تكمن في التخاذل الدولي الواضح تجاه الأحداث الجارية.
وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن يلاحظ وجود تواطؤ دولي، رغم بعض التحركات الأوروبية التي قد تبدو نشطة، إلا أنها غالبا ما تتحرك في دائرة ضيقة ومحددة، وعلى سبيل المثال، عندما يدعو الاتحاد الأوروبي إلى إجراء تحقيقات ثم يعقد جلسة خاصة في مجلس الأمن، تكون هذه الإجراءات غالبا ذات دلالات رمزية أكثر منها ذات تأثير واقعي.
وأشار فهمي، إلى أن وعلاوة على ذلك، فإن وزير الخارجية الفرنسي واجه صعوبة في زيارته إلى لبنان، حيث لم يتمكن على الأقل من تجديد فكرة الوساطة بشكل فعال، معقبًا: "الحديث الآن عن محاولة لوقف حالة العدوان".
تحركات إسرائيل قرب الحدود اللبنانية
وقالت الجبهة الداخلية الإسرائيلية إن صفارات الإنذار دوت في الجليل الغربي شمالي إسرائيل إثر رصد عمليات إطلاق صواريخ، ويأتي ذلك مع استمرار العدوان الإسرائيلي الجوي الواسع على لبنان وإعلان الجيش الإسرائيلي بشأن القيام بعملية برية في الجنوب.
وبدوره، يواصل حزب الله استهداف تحركات جنود الجيش الإسرائيلي قرب الحدود اللبنانية الجنوبية، ويكثّف عمليات إطلاق الصواريخ التي وصل مداها إلى تل أبيب.
ومن جانبه، أعلن حزب الله اللبناني، اليوم الأربعاء، تصدي مقاتليه لقوة مشاة إسرائيلية حاولت التسلل لبلدة العديسة في محافظة النبطية جنوبي لبنان.
وأوضح حزب الله في بيان صادر عنه، أنهم اشتبكوا معها وأوقعوا بها خسائر وأجبروها على التراجع، جاء ذلك بعد أيام من قيام إسرائيل بقتـ.ـل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وإرسال قوات إلى لبنان.
الخسائر البشرية و النزوح الجماعي
وفقًا للإحصاءات الرسمية، بلغ عدد الشهداء من المواطنين اللبنانيين حوالي 492 شهيدًا، بالإضافة إلى 1645 جريحًا، من بين هؤلاء الشهداء، هناك 50 طفلاً و95 امرأة.
ومنذ بدء الهجوم الإسرائيلي على جنوب لبنان في 30 سبتمبر 2024، صدرت العديد من الاستنكارات الدولية من مختلف الدول والمنظمات، مكن ضمنها، جامعة الدول العربية، التي ادانت الهجمات الإسرائيلية ووصفتها بأنها انتهاك صارخ لسيادة لبنان، داعية المجتمع الدولي إلى التدخل لوقف العدوان.
فيما دعت الأمم المتحدة إلى وقف فوري للأعمال العدائية، معربة عن قلقها البالغ إزاء التصعيد العسكري وتأثيره على المدنيين، وأصدر الاتحاد الأوروبي بيانًا يدين فيه الهجمات ويطالب بوقف فوري للعنف، مشددًا على ضرورة حماية المدنيين واحترام القانون الدولي الإنساني.
كما أعربت وزارة الخارجية الأمريكية عن قلقها العميق إزاء التصعيد ودعت إلى ضبط النفس من جميع الأطراف، مؤكدة على دعمها لجهود التهدئة.
وفي السياق نفسه، أفادت تقارير إعلامية بأن الخارجية الألمانية استدعت القائم بأعمال السفير الإيراني على خلفية الهجوم الإيراني على إسرائيل مطالبة طهران بعدم شن مزيد من الهجمات.
وجهت الخارجية الألمانية نداءا عاجلا الي رعاياها بضرورة مغادرة إيران فورا، وكانت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، ادانت الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل «بأشد العبارات الممكنة»، وقالت إنه يتعين على إيران وقف الهجوم على الفور.
وأضافت بيربوك: "حذرنا إيران من هذا التصعيد الخطير و يجب على إيران وقف الهجوم على الفور. إنه يدفع المنطقة إلى حافة الهاوية".
وجدير بالذكر، أن مساء الثلاثاء، أطلقت إيران نحو 200 صاروخ باليستي فرط صوتي على الاحتلال، حيث أضاءت الانفجارات سماء مدينتي القدس وتل أبيب ومدن أخرى، وسط دوي صافرات إنذار تنذر بسقوط دفعات أخرى.
ودقت صافرات الإنذار في مناطق واسعة في إسرائيل، بما في ذلك في غوش دان والقدس والجنوب، وأكد المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن الصواريخ أطلقت من إيران، وتم اعتراض بعضها.