قال الدكتور محمود الهواري، الأمين العام المساعد للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية، إن الأزهر الشريف حول الأخوة الإنسانية إلى صيغ عملية عبر تاريخه، حيث نادى الشيخ محمد مصطفى المراغي عام ١٩٣٦، وكان حينئذ شيخ الأزهر، خلال مؤتمر عالمي للأديان بـ«الزمالة الإنسانية» بين الأمم كافة لاحتواء صراعات الأمم والشعوب، كما كتب الشيخ محمد عرفة في مجلة الأزهر سنة 1946م مقالا نادى فيه بضرورة التعاون بين الإسلام والغرب، وقد دفعه لكتابة هذا النداء ما انتهت إليه الحرب العالمية الثانية آنذاك من اختراع القنبلة الذرية والأسلحة الفتاكة، وقد حذر من فناء العالم كله، إذا استعمل المحاربون هذه المخترعات.
جاء ذلك خلال حديثه اليوم في لقاء تنظمه اللجنة العليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية في رحاب الجامع الأزهر تحت عنوان «الأخوة الإنسانية ضرورة وجودية»
وكشف الدكتور الهواري أن الأزهر حين أدرك بحسه الديني، وواجبه الإنساني، ودوره العالمي، حاجة البشرية إلى النور الذي يبدد ظلمات العنف والتطرف، ويكشف التيارات المنحرفة استنبت من أنوار النبوة نبتا جديدا معاصرا أثمر وثيقتين: «إعلان الأزهر للمواطنة والعيش المشترك»، و«وثيقة الأخوة الإنسانية»، حيث أكد الأزهر في الأولى أن «المواطنة» مصطلح أصيل في الإسلام، ترجمه الصحابة إلى واقع عملي، ظهرت ثمراته في حياتهم مع غيرهم، وأن «المواطنة الحقيقية» لا إقصاء معها، ولا تفرقة فيها، وإنما تقبل التعددية الدينية والعرقية والاجتماعية.