أظهرت إيران قدراتها العسكرية بوضوح من خلال الحملة التي شنتها ضد الاحتلال الإسرائيلي، وذلك ردًا على اغتيالات قادة حزب الله في لبنان التي قامت بها إسرائيل.
وخلال هذا الهجوم، استخدمت إيران مجموعة من الأسلحة التي أثارت قلق الغرب، وخاصة الصواريخ الفرط صوتية.
في إطار الهجوم على الاحتلال الإسرائيلي، اعتمدت إيران على صواريخها الفرط صوتية الشهيرة، مثل «فتاح-1» و«فتاح-2»، التي تمتد مداهما إلى 1500 كيلومتر.
هذا الهجوم لاقى تفاعلًا كبيرًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أثار استخدام الأسلحة الفرط صوتية اهتمام الكثيرين نظرًا لدقتها وقوتها الفائقة. ووفقًا للمعلومات التي قدمتها إيران، فإن مدى صاروخ «فتاح» يبلغ 1400 كيلومتر، مع سرعة تتراوح بين 13 و15 ماخ.
تفاصيل مقياس ماخ؟
هو مقياس يستخدم لتحديد سرعة الأجسام، حيث تعادل سرعة ماخ 1225 كيلومترًا في الساعة، مما يجعل الأسلحة التي تعمل بهذه السرعة تشكل تحديًا كبيرًا للأنظمة الدفاعية الحالية.
ماذا عن الأسلحة الفرط صوتية؟
الأسلحة الفرط صوتية هي تلك التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، أي تنتقل بسرعة 5 ماخ أو أكثر، أي ما لا يقل عن خمسة أضعاف سرعة الصوت. تم تطوير هذه الأسلحة منذ منتصف القرن العشرين، وأول من نشرها كان روسيا والصين، حيث تُعتبر هذه الأسلحة تغييرًا في قواعد اللعبة في الحروب.
تتميز الصواريخ الفرط صوتية بقدرتها العالية على المناورة، مما يسمح لها بتغيير مسارها أثناء الطيران، بعكس الصواريخ الباليستية التي تسير في مسارات محددة ولديها قدرة محدودة على المناورة على الرغم من قدرتها على السفر بسرعات تفوق الصوت.
ما هي أنواع الأسلحة الفرط صوتية ؟
تنقسم الأسلحة الفرط صوتية إلى فئتين رئيسيتين: المركبات الانزلاقية وصواريخ كروز. يتم إطلاق المركبات الانزلاقية من صاروخ، وبعد الانفصال، "تنزلق" بسرعات لا تقل عن 5 ماخ نحو الهدف، بينما تعتمد صواريخ كروز على محركات عالية السرعة تتنفس الهواء.
إن القدرة على إطلاق أسلحة ذات مناورات عالية وسرعات تفوق الصوت تعطي أي دولة ميزة استراتيجية كبيرة، حيث يمكن لهذه الأسلحة مراوغة الأنظمة الدفاعية الحالية.
ما الفرق بين الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت عن الصواريخ الباليستية؟
تستطيع الصواريخ الباليستية السفر بسرعات تفوق سرعة الصوت، أي بمعدل 5 ماخ أو أكثر، لكنها تتمتع بمسارات ثابتة وقدرة محدودة على المناورة، مما يجعلها أقل مرونة في تفادي أنظمة الدفاع المعادية. بالمقابل، تتميز الأسلحة الفرط صوتية بقدرتها العالية على المناورة، حيث يمكنها تغيير مسارها أثناء الطيران، مما يمنحها تفوقًا استراتيجيًا.
وحاليًا، تعمل كل من الولايات المتحدة وروسيا والصين على تطوير هذه الأنواع من الأسلحة، بينما تسعى دول أخرى لإجراء أبحاث في هذا المجال. كما قدمت بعض الدول ادعاءات بشأن اختبار أسلحة فرط صوتية، لكن لم يتم التحقق من صحة تلك الادعاءات بعد. هذه الفروقات تجعل الأسلحة الفرط صوتية تشكل تهديدًا أكبر لأي أنظمة دفاعية قائمة حاليًا، مما يعكس تحولًا في موازين القوى العسكرية العالمية.