تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الأربعاء، الموافق الثاني والعشرون من شهر توت القبطي، بذكرى استشهاد القديس يوليوس الإقفهصي الملقب بكاتب سير الشهداء.
القديس يوليوس الإقفهصي
وقال كتاب "السنكسار" الكنسي، الذي يدون سير الآباء القديسين والشهداء، إن في هذا اليوم استشهد القديس يوليوس الإقفهصي ( أي من اقفهص قرية مازالت بنفس اسمها تابعة لمركز الفشن محافظة بنى سويف ) ولد هذا القديس في اقفهص ولما كبر ذهب لمدينة الإسكندرية وسكن فيها وكان ذلك أثناء الاضطهاد الذى أثاره دقلديانوس وأعوانه على المسيحيين بصفة عامة وعلى أقباط مصر بصفة خاصة لتمسكهم بالإيمان وعدم طاعتهم لأوامر الملك بعبادة الأوثان.
وكان يوليوس الاقفهصي غنيا جدا بالأموال والمقتنيات وقد استخدمه السيد المسيح للعناية بأجساد الشهداء وتكفينهم وأرسالهم إلى بلادهم وكان يفعل ذلك بنفسه كما كان له ثلاثمائة غلام كاتب زودهم بالأموال وكلفهم بالسفر للاماكن المختلفة لكتابة سير الشهداء وتكفينهم ودفنهم وقد انزل الله سهوا على قلوب الولاة فلم يمسكوه لأن الله حفظه سالما لغاية حسنة وهى خدمة القديسين وكتابة سيرهم تذكارا للأجيال القادمة.
وكان الشهداء الذين يخدمهم يدعون له قائلين: لابد لك من سفك دمك على اسم السيد المسيح لتُحسب في عداد الشهداء ولما أراد السيد المسيح أن تمم ما أنبأه به القديسون ويريحه من أتعاب هذا العالم ظهر له في رؤيا الليل وامره ان يذهب إلى اركاديوس والي سمنود ويعترف أمامه بالسيد المسيح فانطلق إلى هناك كأمر الرب فعذبه الوالي عذابات شديدة بأنواع مختلفة وكان الرب يقويه وصلي صلاة ففتحت الأرض فاها وابتلعت سبعين وثنا وأربعين كاهنا كانوا يخدمون أمامها فلما رأى الوالي هلاك الكهنة وزوال الآلهة آمن بالسيد المسيح ثم مضى مع القديس إلى والي اتريب الذى عذبهما كثيرا.
ولما صلى القديس ارسل الرب ملاكه إلى بربا الأصنام فنزع رؤوس الأصنام وسودها بالرماد فآمن والي أتريب على يدي القديس يوليوس ثم ذهب ثلاثتهم إلى الكسندروس والي طوة ( كانت بقاياها بقرب طنطا محافظة الغربية وحلت محلها محلة مرحوم) فكتب قضيتهم وامر الجند فقطعوا رؤوسهم وكان معهم ابنا يوليوس تادرس ويونياس وعبيده وجماعة عظيمة كان عددها نحو الف وخمسمائة شخص استشهدوا جميعهم ونالوا إكليل الشهادة.
ونقل المؤمنون جسد يوليوس الاقفهصي مع جسد ابنيه إلى الإسكندرية ولما انتهى الاضطهاد وتولى الملك قسطنطين زمام الحكم سمع بسيرة الشهيد العظيم يوليوس الاقفهصى فأُعجب به وارسل أموالا إلى مصر وأمر بأن تُبنى باسمه كنيسة في مدينة الإسكندرية فبنيت ونقل جسده اليها وكرزها البابا الكسندروس البطريرك التاسع عشر في 25 بابه.
جدير بالذكر أن السنكسار هو كتاب يحوي سير الآباء القديسين والشهداء وتذكارات الأعياد وأيام الصوم مرتبة حسب أيام السنة، ويقرأ منه في الصلوات اليومية.
يستخدم السنكسار التقويم القبطي والشهور القبطية 13 شهرًا، وكل شهر فيها 30 يومًا، والشهر الأخير المكمل هو نسيء يُطلق عليه الشهر الصغير، والتقويم القبطي، هو تقويم نجمي يتبع دورة نجم الشعري اليمانية التي تبدأ من يوم 12 سبتمبر.