قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

باحث سياسي: لبنان يشهد منعطفًا بالغ الخطورة ولمصر دور ريادي لإنهاء الحرب

الحرب على لبنان
الحرب على لبنان
×

شهدت العديد من المناطق بجنوب لبنان قصفا مدفعيا وغارات جوية إسرائيلية فجر اليوم "الثلاثاء"، وشملت إطلاق حوالي 150 قذيفة مدفعية، طالت أكثر من 30 بلدة في المنطقة الحدودية بجنوب لبنان.

كما يشهد لبنان أكبر عملية نزوح في تاريخه لم تشهدها البلاد منذ حرب عام 2006، وفق الصليب الأحمر، الذي قال إن نحو مليون نزحوا من الجنوب بسبب الغارات الإسرائيلية، وان هناك أعداد ضخمة من النازحين من الجنوب اللبناني تتحرك نحو الشمال.

ومع إشتعال الحرب في لبنان، والتصعيد الإسرائيلي المستمر بالمنطقة، واغتيال زعيم حزب الله اللبناني حسن نصرالله، تعالت النبرة الإسرائيلية ليهدد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن الحرب ستشهد المزيد، معتبرا أن مقتل نصر الله يمثل تغييرا في موازين القوى في المنطقة.

منعطف بالغ الخطورة

"الوضع في لبنان يتجه الى منعطف بالغ الخطورة مع استمرار العدوان الإسرائيلي" ذلك هو الوصف الذي أطلقه الباحث السياسي والصحفي اللبناني "ميشال أبو نجم"، لشرح الوضع الآنى بدولة لبنان.

وأكد "أبو نجم" في تصريحات خاصة بموقع "صدى البلد"، أن إسرائيل تشن حربًا موسعة، مع تصعيد عدوانية بنيامين نتنياهو الذي يسعى للاستفادة من فترة الانتخابات الرئاسية الأميركية لتحقيق أكبر قدر من المكاسب السياسية.

وأوضح المحلل السياسي اللبناني، أن هذه الحرب بدأت تأخذ منحى جديدًا مع محاولات إسرائيل استطلاع القوة العسكرية لحزب الله، حيث بدأت عمليات الاستطلاع البري تمهيدًا لاجتياح بري، في ظل استمرار الغارات العنيفة التي لا تستهدف الجنوب فحسب، بل تصل أيضًا إلى البقاع وجبل لبنان، مما يضرب عمق لبنان.

وأشار "أبو نجم" إلى أن الوضع يزداد خطورة مع تصاعد عمليات الاغتيال، التي بلغت ذروتها بمحاولة استهداف السيد حسن نصرالله، مما يعكس مستوى العدوانية الذي ينتهجه نتنياهو.

وأضاف أن حزب الله يسعى في هذا السياق إلى رص صفوفه وإعادة بث الطمأنينة لمقاتليه، مؤكدًا أن الرد على أي تقدم بري إسرائيلي سيكون مناسبًا وعلى مختلف المستويات.

إسرائيل تعيد تأكيد أطماعها في لبنان:

وأشار "أبو نجم" إلى أن إسرائيل عادت لتظهر أطماعها في لبنان بشكل واضح، خاصة فيما يتعلق بحديثها عن حدودها الشمالية عند نهر الليطاني، مما يعيد إلى الأذهان الأطماع الإسرائيلية التي تم التطرق إليها في الخمسينيات والستينيات.

وأكد أن هذه الأطماع تمتد إلى الجغرافيا والمياه واتفاق الغاز الذي كان أكثر لصالح لبنان، حيث تنوي إسرائيل إعادة النظر في اتفاقية الغاز، مما يضيف بعدًا اقتصاديًا إضافيًا للصراع.

الخسائر البشرية و النزوح الجماعي

وفقًا للإحصاءات الرسمية، بلغ عدد الشهداء من المواطنين اللبنانيين حوالي 492 شهيدًا، بالإضافة إلى 1645 جريحًا. من بين هؤلاء الشهداء، هناك 50 طفلاً و95 امرأة.

تداعيات الحرب على لبنان والدول العربية:

وأوضح "أبو نجم" أن المخاطر التي يواجهها لبنان لا تقتصر على الجوانب العسكرية والأمنية، بل تشمل تداعيات سيادية أخرى تتعلق بالتهجير ومحاولة إعادة الاستيطان في الجنوب، مشيرًا إلى أن ما يحدث في لبنان قد يمتد ليشمل دول الطوق والدول العربية، مثل غزة والضفة الغربية وسوريا والعراق، في حال نجح المشروع التوسعي الإسرائيلي.

وأضاف أن هناك انتقادات داخلية في لبنان، حتى من بعض المحيطين بحزب الله، حول دور إيران وصمتها حتى الآن، خاصة بعد خسارة حزب الله لرمز كبير كالسيد حسن نصرالله، بالإضافة إلى التحديات التي تواجهها إيران بعد الضربات المتكررة التي طالت الحرس الثوري في سوريا واغتيال إسماعيل هنية في قلب طهران.

الدور المصري والدعوات لوقف الحرب:

واختتم "أبو نجم" تصريحاته بالإشارة إلى الدور المصري المهم في محاولة وقف إطلاق النار وانتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية، مشيدًا بمساعي السفير المصري في لبنان، علاء موسى، في التواصل مع مختلف الأطراف اللبنانية.

وأكد على أهمية الدور العربي في صناعة معادلة جديدة تساهم في وقف الحرب وحماية لبنان، بالإضافة إلى تسهيل إعادة إنتاج المؤسسات الدستورية وفقًا للتوافق اللبناني.

وأشار "أبو نجم" إلى أن هناك سعيًا من العديد من الأطراف اللبنانية لوقف الحرب، مع تزايد الضغوط على المجتمع الدولي للضغط على نتنياهو لوقف العدوان.

كما نوه بالتضامن الوطني الواسع بين اللبنانيين في احتضان النازحين، لكنه حذر من تفاقم الأوضاع الاقتصادية والمالية، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء، ما يزيد من مخاطر هذا العدوان.

أستنكارات دولية

يذكر ان منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على جنوب لبنان في 30 سبتمبر 2024، صدرت العديد من الاستنكارات الدولية من مختلف الدول والمنظمات، مكن ضمنها، جامعة الدول العربية، التي ادانت الهجمات الإسرائيلية ووصفتها بأنها انتهاك صارخ لسيادة لبنان، داعية المجتمع الدولي إلى التدخل لوقف العدوان.

فيما دعت الأمم المتحدة إلى وقف فوري للأعمال العدائية، معربة عن قلقها البالغ إزاء التصعيد العسكري وتأثيره على المدنيين.

وأصدر الاتحاد الأوروبي بيانًا يدين فيه الهجمات ويطالب بوقف فوري للعنف، مشددًا على ضرورة حماية المدنيين واحترام القانون الدولي الإنساني.

كما أعربت وزارة الخارجية الأمريكية عن قلقها العميق إزاء التصعيد ودعت إلى ضبط النفس من جميع الأطراف، مؤكدة على دعمها لجهود التهدئة.