فجر الدكتور جمال شعبان، استشاري القلب وعميد معهد القلب السابق، مفاجأة مدوية بمناسبة اليوم العالمي للقهوة، الذي يصادف الأول من أكتوبر، حيث أشار إلى أحدث دراسة بريطانية تناولت منافع القهوة المتعددة.
وتعد هذه الدراسة من أكثر الأبحاث التي ألقت الضوء على تأثير القهوة الإيجابي على صحة القلب والشرايين، مشيرة إلى أن شرب 2 إلى 3 أكواب من القهوة يوميًا، سواء كانت قهوة مطحونة، سريعة التحضير، أو حتى خالية من الكافيين، يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير على صحة الإنسان.
القهوة وصحة القلب
وفقًا للدراسة، فإن شرب هذه الكمية من القهوة يوميًا يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية الجديدة (CVD) والوفيات المرتبطة بها ومن أبرز هذه الفوائد هو الحماية من النوبات القلبية والجلطات الشريانية، إذ أظهرت الدراسة أن القهوة يمكن أن تساهم في الوقاية من السكتات الدماغية وجلطات المخ. وهذا بمثابة إنجاز طبي كبير يمكن أن يسهم في تحسين نوعية الحياة لكثير من الناس.
القهوة الخالية من الكافيين وتأثيرها
الأكثر إثارة في هذه الدراسة هو أن القهوة الخالية من الكافيين، التي عادة ما تُعتبر خالية من التأثيرات المنشطة التقليدية للقهوة، أظهرت فوائد صحية، حيث ارتبطت بتقليل خطر الإصابة باختلال كهرباء القلب، بما في ذلك الذبذبة الأذينية. وهذه النتائج تشير إلى أن القهوة بجميع أنواعها قد تكون لها تأثيرات فريدة على صحة القلب، وتفتح الباب أمام فهم جديد للآليات التي تعمل بها القهوة على تحسين صحة القلب والأوعية الدموية.
الدراسة وتأثيرها على التوجيهات الطبية
هذه الدراسة تُعد الأولى التي تبحث في الفروق بين الأنواع المختلفة من القهوة وتستخلص اختلافات جوهرية قد تفسر بعض الآليات التي تعمل من خلالها القهوة على تحسين صحة الجسم. وفي ضوء هذه النتائج، يقول الدكتور جمال شعبان: "لا ينبغي للأطباء أن يحذروا مرضاهم من شرب القهوة يوميًا، بل يجب أن تُعتبر جزءًا من نظام غذائي صحي". وأوضح أن هذه الدراسة تدعم بوضوح أن القهوة آمنة وقد تكون مفيدة، وهو ما يتوافق مع الأدلة السابقة التي أشارت إلى فوائدها الصحية.
القهوة والكبد الدهني
ومن الفوائد الأخرى للقهوة، أنها تساهم في الوقاية من مرض الكبد الدهني، وهو أحد الأمراض الشائعة التي ترتبط بزيادة الوزن والسمنة. في مؤتمر عالمي حديث حول أمراض الكبد، أشار الخبراء إلى أن شرب فنجانين من القهوة يوميًا يمكن أن يحمي من تليف وتشمع الكبد الناجم عن دهون الكبد لدى مرضى الكبد الدهني. وهذا يعد خبرًا سارًا، خاصة في ظل عدم وجود علاج دوائي معتمد حتى الآن من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لعلاج هذا المرض. ومن هنا، يبدو أن القهوة قد تكون "كلمة السر" في الوقاية من هذا المرض المزمن.
النصائح الوقائية الموصى بها
وأضاف الدكتور شعبان أن خفض الوزن بنسبة 10% خلال سنة وممارسة الرياضة لمدة ساعة ونصف أسبوعيًا يساهمان في حماية الجسم من الكبد الدهني. ولعل هذه النصائح تمثل أحد الأركان الأساسية لحياة صحية ومتكاملة، حيث تشير الدراسات إلى أن الجمع بين العادات الصحية مثل شرب القهوة باعتدال وممارسة الرياضة قد يُحدث فرقًا كبيرًا في الوقاية من الأمراض المزمنة.
فوائد إضافية للقهوة
وذكر الدكتور جمال شعبان مرارًا أن شرب فنجانين إلى ثلاثة يوميًا يمكن أن يحمي من تليف الأعصاب، والوقاية من مرض الزهايمر والعته المبكر. بالإضافة إلى ذلك، تساهم القهوة في الوقاية من سرطان الثدي والقولون، وتظهر فائدتها لمرضى السكر من خلال تحسين استجابة الجسم للأنسولين.
وأشارت الدراسات إلى أن القهوة تساهم في علاج الاكتئاب، حيث تساعد مكوناتها النشطة في تحسين المزاج والوقاية من اضطرابات المزاج. كما أن القهوة تساهم في علاج جفاف العين، وتعتبر عاملًا مساعدًا في الوقاية من بعض العدوى الميكروبية المستعصية.
وأكد الدكتور جمال شعبان أن القهوة ليست مجرد مشروب يومي مفضل، بل هي أيضًا عامل قوي لتعزيز صحة القلب والشرايين، والوقاية من الأمراض المزمنة المختلفة. ويبدو أن القهوة قد أصبحت عنصرًا لا غنى عنه في النظام الغذائي الصحي، مما يفتح الباب أمام المزيد من الأبحاث لاكتشاف المزيد من أسرار هذا المشروب الساحر.