أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، بدء عملية برية مستهدفة ومحددة ضد أهداف لـ "حزب الله" في المنطقة القريبة من الحدود في جنوب لبنان، حيث بدأ جيش الدفاع قبل عدة ساعات عملية برية محددة الهدف والدقة في منطقة جنوب لبنان ضد أهداف وبنى تحتية إرهابية لتنظيم حزب الله الإرهابي، في عدد من القرى القريبة من الحدود.
عملية عسكرية شاملة في جنوب لبنان
وفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن إسرائيل تقوم بتنفيذ عملية عسكرية شاملة في جنوب لبنان، حيث إن هذه الحرب ليست محدودة بل تهدف إلى تحقيق أهداف استراتيجية بعيدة المدى.
وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن بعد دخول القوات الإسرائيلية إلى الجنوب اللبناني وإتمام العملية العسكرية، ستقوم إسرائيل بتقييم الوضع لتحقيق أهدافهم.
وأشار فهمي، إلى أن إسرائيل تهدف إلى تأمين أراضيها بالكامل من أي تهديدات محتملة يمثلها حزب الله من خلال هذا التدخل، وقد نجحت حتى الآن في تحييد بعض قدرات الحزب، حيث وجهت ضربات قوية له، مما يعكس التصميم الإسرائيلي على تدمير البنية التحتية للحزب في المنطقة.
وقال المتحدث في بيان: "بناء على قرار المستوى السياسي، بدأ جيش الدفاع قبل عدة ساعات عملية برية محددة الهدف والدقة في منطقة جنوب لبنان ضد أهداف وبنى تحتية إرهابية لتنظيم حزب الله الإرهابي، في عدد من القرى القريبة من الحدود، والتي ينطلق منها تهديد فوري وحقيقي للبلدات الإسرائيلية في الحدود الشمالية".
خطة مرتبة لـ عملية "سهام الشمال"
وأضاف: "يعمل جيش الدفاع وفق خطة مرتبة تم إعدادها في هيئة الأركان العامة وفي القيادة الشمالية والتي تدربت القوات لها على مدار الأشهر الأخيرة، والقوات البرية مدعومة بهجمات جوية لسلاح الجو وقصف مدفعي يستهدف أهدافًا عسكرية في المنطقة بالتنسيق الكامل مع قوات المشاه".
وأشار إلى أنه "تمت الموافقة على مراحل الحملة ويتم تنفيذها وفقًا لقرار المستوى السياسي، تستمر عملية "سهام الشمال" بناءً على تقييم الوضع بالتوازي مع القتال في غزة وجبهات أخرى، ومواصلة القتال والعمل لتحقيق أهداف الحرب، وبذل كل ما هو ضروري لحماية مواطني دولة إسرائيل وإعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان".
وطلب البيان "عدم نقل الشائعات والتقارير غير الرسمية حول أنشطة قوات الجيش الإسرائيلي، والالتزام بالإعلانات الرسمية فقط".
250 شهيدا في 9 أيام
وفي السياق نفسه، ذكرت وسائل إعلام روسية أن عدد شهداء الغارات الإسرائيلية في منطقة البقاع شرقي لبنان خلال الأيام التسعة الماضية بلغ أكثر من 250 شهيدا، وأفادت المصادر الروسية بأن القصف الإسرائيلي المستمر منذ تسعة أيام أسفر عن مقتل هذا العدد الكبير من الأشخاص في المحافظة.
وبحسب مصادر ميدانية لقناة الـMTV اللبنانية، شهدت منطقة البقاع صباح اليوم الثلاثاء، هدوءًا حذرًا، وكانت ليلة البقاع أكثر هدوءًا مقارنة بالليلة السابقة، حيث لم تشهد المنطقة أي غارات منذ منتصف الليل حتى هذه اللحظة، وقد استهدفت الغارات الإسرائيلية مناطق مثل يحمر الشقيف وكفرتبنيت، بينما تعرضت منطقتا الكسارة وهورا، إضافة إلى البلدات المتاخمة للخط الأزرق، لقصف مدفعي.
ومن جانبها، أعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الفرنسية عن إرسال سفينة حربية إلى سواحل لبنان بمثابة "إجراء احترازي".
توترات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية
ووفقا لوكالة الصحافة الفرنسية "فرانس برس"، أكدت هيئة الأركان الفرنسية أن "السفينة غادرت ميناء تولون في جنوب شرقي فرنسا ،الاثنين، لتتوجه إلى السواحل اللبنانية استعدادا لإجلاء المواطنين الفرنسيين من لبنان في حال الضرورة"، وتعد تلك السفينة الحاملة للمروحيات، التي توجهت إلى شرق المتوسط، ستصل إلى المنطقة بعد 5 أو 6 أيام، وعلى متنها مجموعة تكتيكية من القوات، قد تتولى مهام الإجلاء.
وقبل قليل، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن معارك عنيفة تدور مع حزب الله في جنوب لبنان، وطالب جيش الاحتلال سكان جنوب لبنان بعدم التحرك بالمركبات لجنوب نهر الليطاني، مشيرا إلى أن هذا الإنذار ساري المفعول حتى إشعار آخر.
وجدير بالذكر، أن أفادت هيئة البث الإسرائيلية نقلاً عن مسؤول إسرائيلي أن الحكومة الإسرائيلية لن تقوم بأي عمليات استيطان في لبنان.
وتأتي هذه التصريحات في ظل التوترات المستمرة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، حيث تسعى الأطراف المختلفة إلى تهدئة الأوضاع وتجنب التصعيد العسكري، وتشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية توترات متزايدة في الفترة الأخيرة، حيث تكررت حوادث القصف المتبادل بين الجانبين.