استفاقت العاصمة السورية دمشق، فجر اليوم الثلاثاء، على وقع عدوان إسرائيلي جديد أودى بحياة المذيعة البارزة صفاء أحمد، إحدى وجوه الإعلام السوري التي لطالما ارتبط اسمها بالشاشة السورية الرسمية، حيث أعلنت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في سوريا خبر استشهادها في قصف إسرائيلي استهدف منطقة الفيلات في دمشق، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، بينهم المذيعة صفاء أحمد.
أسكتت المذيعة السورية صفاء أحمد هذه الغارة الوحشية
وجاء هذا الهجوم وسط توتر أمني متزايد في المنطقة، حيث تتكرر الغارات الإسرائيلية على الأراضي السورية تحت ذرائع استهداف مواقع عسكرية يُعتقد أنها تابعة لإيران أو لحزب الله، وفي هذه المرة، كان العدوان الإسرائيلي مكثفاً، مستهدفاً محيط منطقة المزة بدمشق، ما أدى إلى اندلاع حريق واسع النطاق، وفقاً لشهود عيان.
وقد أوضحت وكالة الأنباء السورية "سانا" أن الدفاعات الجوية السورية تمكنت من اعتراض بعض "الأهداف المعادية"، لكنها لم تنجح في منع الدمار الكامل الذي خلفه القصف في بعض المواقع المدنية والعسكرية، ويأتي هذا الهجوم في سياق التصعيد المستمر بين إسرائيل وسوريا، حيث تحاول تل أبيب فرض معادلة جديدة على الأرض عبر استهداف مناطق حيوية داخل سوريا، فيما تواصل دمشق محاولاتها للتصدي لهذه الاعتداءات المتكررة.
صفاء أحمد، التي كانت من أبرز الإعلاميين السوريين، قضت في هذا الهجوم أثناء تواجدها في أحد المنازل القريبة من موقع الاستهداف، وتعدّ صفاء واحدة من الأصوات التي حملت رسالة الإعلام السوري الرسمي عبر الشاشة لعقود، وواكبت العديد من الأحداث المفصلية التي مرت بها البلاد خلال سنوات الحرب، إلى أن أسكتتها هذه الغارة الوحشية.
رد فعل زملاء وأصدقاء صفاء أحمد
وقد عبّر زملاؤها وأصدقاؤها عن حزنهم البالغ لفقدانها، مؤكدين أن صفاء أحمد كانت مثالاً للإعلامي الملتزم الذي نقل الحقيقة بشجاعة واحترافية طوال مسيرتها المهنية، كما وصفوها بأنها كانت تحمل على عاتقها هموم المواطنين وتنقل صوتهم، وخاصة خلال سنوات الحرب التي عاشتها البلاد، حيث كانت صوتاً لا يتوقف عن الدفاع عن سوريا في وجه ما تتعرض له من هجمات.
استشهاد صفاء أحمد
إن استشهاد صفاء أحمد ليس مجرد فقدان لشخصية إعلامية بارزة، بل هو رمز لفداحة الخسائر التي يتكبدها الشعب السوري جراء هذا العدوان المستمر.
وقد أثار خبر استشهادها ردود فعل واسعة، حيث توافدت العديد من التعازي والتنديدات من داخل سوريا وخارجها، معبرين عن استنكارهم لهذا العمل العدائي الذي يطال الأبرياء والمدنيين.
وبرغم أن رحيلها يمثل خسارة كبيرة للإعلام السوري، إلا أن ذكراها ستظل خالدة في قلوب محبيها وزملائها، الذين سيواصلون العمل على نهجها في إيصال صوت الحق والدفاع عن وطنهم.