ردود أفعالنا تختلف حسب المواقف، الأشخاص، الظروف والحالة النفسية، النتائج المترتبة على تصرفاتنا، والمصالح التي نريدها .... تتشكل ردود أفعالنا حسب كل هذه العوامل وتتغير .... اختلاف ردود أفعالنا لا يعني تخلينا عن مبادئنا، وإنما يعني تأقلمنا مع المتغيرات.
تتغير ردود أفعالنا حسب الأشخاص الذين نتعامل معهم؛ فمع المقربين نكون أكثر تسامحًا وتفهمًا بل وأكثر عفوية، على عكس الغرباء حيث نميل إلى الاحترافية وندرس ردود أفعالنا بعناية .... كما أن الظروف تلعب دورًا هامًا في التأثير على حالتنا النفسية، التي بدورها تؤثر بشكل مباشر على ردود أفعالنا .... فمن الطبيعي أن نرد بتوتر وقلق في بيئة ضاغطة، بينما في بيئة مستقرة، نتمكن من التصرف بهدوء وتروي.
من الضروري أن نتوقع النتائج المترتبة على تصرفاتنا قبل الإقدام على أي فعل؛ فتصرفاتنا قد تؤدي إلى نتائج إيجابية أو سلبية حسب ما سيترتب عليها .... عندما نعلم أن تصرفًا معينًا قد يؤدي إلى عواقب إيجابية، نميل إلى التصرف بحذر وذكاء لتحقيق أفضل نتيجة ممكنة .... أما عندما تكون النتائج المتوقعة سلبية أو محفوفة بالمخاطر، فقد نتراجع أو نكون أكثر تحفظًا لتجنب العواقب غير المرغوب فيها.
تختلف ردود أفعالنا أيضًا بحسب المصلحة التي نسعى لتحقيقها .... فعندما نبحث عن مصلحة معينة، سواء كانت شخصية أو مهنية، فإن تصرفاتنا تصبح أكثر توجيهًا نحو تحقيق تلك المصلحة، خاصة إذا كانت المصلحة ذات أهمية كبيرة.
من المهم أن نبقى مرنين في ردود أفعالنا، نأخذ في عين الاعتبار الظروف والأشخاص والمصالح المتعددة .... ومع ذلك، يجب أن نحرص على أن لا تؤدي تلك المرونة إلى التخلي عن مبادئنا الأساسية .... يجب أن نوازن بين الحكمة في التصرف والتمسك بالقيم والحفاظ على قوتنا في حسم الأمور .... كما يجب أن نعلم متى يجب أن نرد وكيف نحتفظ بحق الرد في الوقت الذي نراه مناسباً لنا ومتماشياً مع ظروفنا.