قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

مي حمدي تكتب: أولادنا والدراسة

×

مع دخول المدارس يتأهب كل بيت ماديا ونفسيا وإجرائيا للعام الجديد، وقد يتخلل هذا بعض "المناوشات" المنزلية، لذلك نسرد في هذا المقال بعض نصائح التربية الإيجابية التي قد تساعد على إرساء دعائم "السلام" بين المربين والأطفال.

من المهم وضع اتفاقيات، فالتربية الإيجابية لا تعني الانفلات والتسيب، بل يجب الاتفاق على قواعد ونظام يتبعه الأطفال مثلا فيما يتعلق بتوقيتات الاستيقاط والنوم والمذاكرة واستخدام الشاشات وغيرها، مع أهمية مناقشة الأطفال ومشاركتهم في وضع هذه القواعد، ممايجعلهم أكثر ميلاً للالتزام بها لشعورهم بأنهم جزء من تكوينها. ومن المفيد أيضا تدوين القواعد والمهام اليومية على لوحة ووضع رسومات مبهجة وتعليقها في مكان يراه الطفل باستمرار للتذكير والتحفيز. وإذا قام الطفل بكسرقاعدة أو نسيان مهمة فلا يتم التوبيخ والتعنيف وإنما يتم إعادة التذكير، ودعوة الطفل للاطلاع بنفسه على اللوحة.

من المفيد أيضا تحديد مصروف محدد للطفل بما يتناسب وميزانية الأسرة، واحتياجات الطفل، وعمره، حتى يتعود تحمل المسؤولية ويتعلم إدارة النقود، على أن يتم التوجيه برفق وتعاطف في حالة التصرف الخاطيء، مع تجنب حلول الإنقاذ السريع.

ويعد التواصل عاطفيا وروحيا مع الطفل من أهم ما يكون، وذلك قبل العمل على تصحيح الأخطاء، فمثلا في حالة الإخفاق الدراسي يتم التأكيد على الحب غير المشروط للطفل والعمل سويا على حل المشكلة والتفكير في حلول وعدم تقديم حلول جاهزة، والتأكيد على أهمية بذل أقصى جهد بغض النظر عن النتيجة، مع الابتعاد عن التوبيخ، والتنبه للخطورة الشديدة للمقارنات مع أطفال آخرين، ومساعدة كل طفل على تحقيق إمكاناته كاملة، بما يتناسب وقدراته الشخصية، لا قدرات الآخرين. كما يشجع القرب النفسي الطفل على الإفصاح عن مشاعره وعن أية مشكلات قد تواجهه في المدرسة، ومن أهمها مواجهة التنمر، لذلك لا مفر من الدعم النفسي والحوار الدائم، حتى لا يعاني الطفل في صمت.

ومن الأساليب الناجحة استخدام أسلوب السؤال بدلا من الإملاء، مما يعمل على تحفيز ذهن الأطفال، وأسلوب الطلب بدلا من الأمر مما يجعلهم أكثر ميلا للاستجابة، فمثلا يتم سؤال الطفل عما يحتاج تحضيره استعدادا لليوم الدراسي، بدلا من إملاء القائمة عليه، أو سؤاله عن ماهية خطته للقيام بالواحب المدرسي، أو عما يجب عمله قبل النوم بدلا من توجيه أمر جاف يتثاقل منه، ويمكن ايضاً توجيه ذهن الطفل للتفكير بنفسه في حل مشكلة أو مشاجرة مع أشقائه أو زملائه بدلا من النهر والتعنيف للتوقف عن الشجار، وهذه الأساليب تساعد الأطفال أيضاً على التعود على تحمل المسؤولية .

كما يُنصح بتقسيم العمل المطلوب إلى خطوات صغيرة مما ييسر القيام به على الأطفال وأيضا يساعد على تعزيز الثقة بالنفس ودعم الشعور بالقدرة بسبب الشعور بالنجاح بعد إنهاء كل خطوة، على أن يتم تعليم الأطفال وتدريبهم على المهارات المطلوبة دون القيام بالعمل نيابة عنهم.
أعان الله كل المربين، ووفق أولادنا، وأنعم بالنجاح والتفاهم المتبادل على كل بيت.