قال وكيل وزارة الزراعة في الوادي الجديد الدكتور مجد المرسي، إن المساحات المنزرعة بالمحافظة شهدت زيادة كبيرة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي بمقدار 430 ألف فدان، وفقا لآخر حصر للأراضي الزراعية، حيث بلغ إجمالي المساحات المنزرعة 675 ألف فدان منذ عام 2017 وحتى الآن مقارنة بـ 245 ألف فدان حتى عام 2016 .
وأضاف المرسي، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم "الاثنين" أن التيسيرات التي تمنحها الدولة لتشجيع الاستثمار في الوادي الجديد، وإطلاق العديد من المبادرات، ساهمت بشكل كبير فى مضاعفة المساحات المنزرعة بالمحافظة، وخاصة المبادرة الرئاسية للإكثار من زراعة أشجار النخيل والتي تم من خلالها منح الأراضي للمستثمرين والوصول إلى 4 ملايين نخلة حتى الآن.
وأوضح أن الأراضي الجديدة التي تمت إضافتها للمساحات المنزرعة تشمل مناطق شرق العوينات والفرافرة الجديدة ومفيض باريس والداخلة والخارجة، مؤكدا أن القطاع الزراعي فى الوادى الجديد يتولى تنفيذ خطة لتحقيق التنمية الزراعية المستدامة، وتقديم كافة الدعم الفني واللوجيستي للمشروعات الزراعية، بالإضافة إلى تنفيذ خطة تعتمد على التوسع في المشروعات غير التقليدية ذات عائد اقتصادي قادرة على تلبية احتياجات السوق المحلية والدولية.
ويعد قطاع الزراعة في مصر الركن الأهم والأساسي في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز قدرات الاقتصاد القومي، وتكمن تلك الأهمية في المساحات الجديدة التي يتم إضافتها للرقعة الزراعية في عهد الجمهورية الجديدة، ما يساهم في إتاحة آلاف فرص العمل وتحسين مستويات المعيشة، ومنذ أن تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم وضع نصب عينيه الأهمية الملحة للنهوض بقطاع الزراعة وتعزيز قدراته وإضافة مساحات واسعة من الأراضي الصحراوية المترامية الأطراف في كافة ربوع أرض الكنانة.
وفي ديسمبر 2015، أطلق رئيس الجمهورية، المشروع القومي لزراعة مليون ونصف المليون فدان لتحقيق الأمن الغذائي للدولة وزيادة صادرتها، ما يعود بالنفع علي الاقتصاد القومي، لما يمثله قطاع الزراعة من أهمية كبيرة، ولم يقف عند هذا الحد بل أطلق العنان لخطط استصلاح الأراضي الصحراوية بمختلف محافظات الجمهورية، وكانت لمحافظة الوادي الجديد النصيب الكبير من المشروع بـ 280 ألف فدان، منها 70 ألف فدان كمرحلة أولى بواقع 30 ألف فدان بسهل بركة و20 ألف فدان بعين دالة و20 ألف فدان بامتداد الداخلة/شرق العوينات.
من جانبه، قال الخبير الاستشاري للمياه الجوفية في الوادى الجديد المهندس عبدالجواد المقدم، إن منطقة الوادى الجديد بها 6 ملايين فدان صالحة للزراعة شريطة توافر المياه اللازمة لزراعتها، ما يتطلب إجراء العديد من الاستكشافات المائية بالمنطقة وحفر المزيد من الآبار الاختبارية.
وأوضح أن منطقة الفرافرة الجديدة من المناطق الواعدة في الاستثمار والتنمية الزراعية، خاصة وأنها تمتلك الأراضي الكبيرة الصالحة للزراعة، وأن سمك الخزان الجوفى بهذه المنطقة يصل إلى 3000 متر وهو أكبر سمك لخزان جوفي من الحجر النوبي في الصحراء الغربية، وأن الآبار الجوفية التي يتم حفرها بالمنطقة تكفي لمدة 100 عام من خلال السحب الآمن وهو عمر افتراضي لأي بئر جوفي بالعالم.
بدوره، قال مدير المحطة الإقليمية للبحوث الزراعية بالوادي الجديد الدكتور صلاح جميل، إن مستقبل الاستثمار الزراعي واعد في الوادى الجديد، وأن محطة البحوث الزراعية تعد جامعة متكاملة تقدم مختلف الخدمات الفنية للمستثمرين والمزارعين بالمجان بهدف الحرص على نجاح المشروعات الزراعية، وتحقيق العائد الاقتصادي من المحاصيل والمنتجات الزراعية المختلفة، بجانب تقديم كافة التحاليل المتعلقة بالمياه والتربة والأسمدة مجانا، وهناك دراسات علمية لكافة المحاصيل بالإضافة إلى إقامة الحقول الإرشادية لنشر أفكار الأصناف الجديدة للمحاصيل الزراعية، كما يتم تقييم الزراعات الحديثة بصفة دورية من خلال اللجان المشتركة.
وأشار إلى أنه من أهم المحاصيل التي نجحت في الاستثمار الزراعي بالوادي الجديد نخيل البلح والنباتات الطبية والعطرية، بالإضافة إلى المحاصيل الاستراتيجية من القمح والشعير.
من جهته، أكد رئيس الجمعية الزراعية المركزية في الوادي الجديد محمود الشاذلي، أن الاستثمار في زراعة أشجار النخيل من أهم فرص الاستثمار الزراعي بالمحافظة، نظرا لانفراد الوادي الجديد في إنتاج وتصنيع التمور، بامتلاكها نحو 2,5 مليون نخلة منتجة للتمور يتم تسويق إنتاجها من البلح السيوي إلى مختلف الأسواق المحلية والعالمية، مشيرا إلى نجاح المبادرة الرئاسية للإكثار من أشجار النخيل في مضاعفة إنتاج المحافظة من التمور.
وأشاد عضو مجلس الشيوخ عن الوادي الجديد الدكتور مؤمن معاذ، بحجم التيسيرات التي تقدمها الدولة لتشجيع الاستثمار الزراعي في المحافظة، مؤكدا أن مختلف المبادرات تتم باهتمام كبير من محافظ الوادي الجديد محمد الزملوط، والتي ساهمت بشكل ملحوظ في دعم الاستثمار الزراعي وزيادة مساحات الأراضي المستصلحة، خاصة وأن خطة المحافظة تعتمد على التوسع في زراعة المحاصيل الاستراتيجية والتي كان من أهمها زراعة أشجار الجوجوبا بمركز باريس.
وأشار إلى أن متابعة المشروعات الزراعية وسحب الأراضي من المستثمرين غير الجادين كان لها تأثير إيجابي في الإسراع في معدلات تنفيذ مختلف مشروعات الاستثمار الزراعي بكافة مناطق الوادي الجديد.
ووصف مستثمر سعودي بمنطقة الداخلة في الوادي الجديد الشيخ يونس غبان، الاستثمار الزراعي بالمحافظة بـ "الناجح"، مؤكدا أنه بادر بالاستثمار في الوادي الجديد من خلال إنشاء استثمار زراعي تجريبي نموذجي في أشجار النخيل، ونقل تجارب السعودية في أنظمة الزراعة ونظم الري الحديث إلى منطقة الوادي الجديد، باعتبارها منطقة تشتهر بزراعة النخيل، لذلك تم إنشاء مزرعة المدينة المنورة بمركز الداخلة، وتم زراعة عدد كبير من أشجار النخيل التي يجود زراعتها بالسعودية كأصناف المجدول والصقعي والعنبر وعجوة المدينة وغيرها من الأصناف الجديدة التي نجحت زراعتها في الوادي الجديد، ويتم طرح إنتاجها من التمور في الأسواق المصرية والعالمية.
وتعتبر محافظة الوادي الجديد من المحافظات الواعدة في الاستثمار الزراعي، فهي تمثل 44% من مساحة مصر، وتمتلك العديد من المقومات الهائلة في مجال الاستصلاح والزراعة، وقامت المحافظة ببداية الشروع في استصلاح وزراعة 70 ألف فدان كمرحلة أولى ضمن 1,5 مليون فدان، عندما أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي شارة البدء في نهاية ديسمبر 2015، للمشروع من الفرافرة إيذانا ببدء العمل واستصلاح وزراعة 1,5 مليون فدان.