قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

اللواء محمد فكري بطل معركة "جبل المر" لـ"صدى البلد": أسطورة الجيش الذي لا يقهر تحطمت على صخرة المقاتل المصري

اللواء محمد فكري
اللواء محمد فكري
×

تعد حرب أكتوبر المجيدة، علامة مضيئة في تاريخ العسكرية المصرية العريقة، فقد تبارت فيها جميع التشكيلات والقيادات في أن تكون مفتاحا لنصر مبين، دفع فيه المصريين أثمانًا غاليةً من دمائهم الطاهرة، ليستردوا جزءًا غاليًا وعزيزًا من أرض الوطن، وهي سيناء.

حرب أكتوبر المجيدة لم تكن مجرد معركةٍ عسكريةٍ خاضتها مصر وحققت فيها أعظم انتصاراتها، وإنما كانت اختبارًا حقيقيًا لقدرة الشعب المصري على تحويل الحلم إلى حقيقة، فلقد تحدى الجيش المصري المستحيل ذاته، وقهرهُ، وانتصر عليه، وأثبت تفوقه في أصعب اللحظات التي قد تمر على أي أمة.

فقد كان جوهر حرب أكتوبر هو الكفاح من أجل تغيير الواقع من الهزيمة إلى النصر ومن الظلام إلى النور ومن الانكسار إلى الكبرياء، فقد غيرت الحرب خريطة التوازنات الإقليمية والدولية.

غرفة عمليات حرب أكتوبر

حرب أكتوبر

ففي السادس من أكتوبر عام 1973، كانت صيحات الله أكبر تزلزل قناة السويس، حينما عبر عشرات الآلاف من أبطال القوات المسلحة إلى الضفة الشرقية للقناة، لاستعادة أرض الفيروز من العدو الإسرائيلي، تكبد فيها العدو خسائر لا يمكن أن ينساها أبدًا، واستعاد المصريين معها كرامتهم واحترامهم أمام العالم.

حرب السادس من أكتوبر

فلقد علّمنا نصر أكتوبر العظيم أن الأمة المصرية قادرةٌ دومًا على الانتفاض من أجل حقوقها وفرض احترامها على الآخرين، تعلمنا في حرب أكتوبر أن الحق الذي يستند إلى القوة تعلو كلمته وينتصر في النهاية، وأن الشعب المصري لا يفرط في أرضه وقادرٌ على حمايتها.

نصر أكتوبر

واليوم، تمُر علينا الذكرى الواحدة والخمسون على نصر السادس من أكتوبر عام 1973، فقد حققت مصر في حرب أكتوبر معجزة بكل المقايس، ستظل خالدة في وجدان الشعب المصري وفي ضمير الأمة العربية، وقام جيل حرب أكتوبر برفع راية الوطن على ترابه المقدس، وأعاد للعسكرية المصرية الكبرياء والشموخ في النصر العظيم.

حرب أكتوبر

اللواء محمد فكري

كان لـ "صدى البلد" لقاءً معاللواء أ.ح محمد فكري أحد أبطال المشاةالذين شاركوا في معركة "جبل المر"، كشف خلال حواره ، -"بمناسبة مرور واحد وخمسين عامًا على معركة النصر العظيم"- ، عن دوره في الحرب والبطولات التي قام بها هو وزملائه في معارك النصر على جبهة القتال.

في البداية قال اللواء أ.ح محمد فكري أنه تخرج من الكلية الحربية عام 1968 وعقب تخرجه، عين قائد فصيلة مشاة في اللواء الثاني من الفرقة 19 مشاة بالجيش الثالث الميداني، التي نفذت مهام عمليات بطولية في منطقة "حوض الدرس" التي تجمع نهاية قناة السويس ببورتوفيق بمحافظة السويس.

حرب الاستنزاف

وعن ذكرياته عن حرب الاستنزاف، يقول اللواء أح محمد فكري أنه اشتبك مع العدو في معارك عديدة أثناء الحرب، كما استطاع هو وزملائه في عبور القناة أثناء حرب الاستنزاف أكثر من مرة، وقاموا باستطلاع عدة نقاط عسكرية للعدو، ومن ضمنها نقطة عسكرية ظلوا فيها لمدة 24 ساعة في قلب سيناء.

ساعات قبل الحرب

كما استرجع اللواء محمد فكري ذكرياته عن اللحظات التي سبقت موعد الحرب قائلًا: "كنت قائد سرية بالجيش الثالث الميداني، وفي العاشرة من صباح يوم المعركة وصلني خطاب مغلق محدد فيه موعد الحرب، وكانت السرية الخاصة بي ضمن من سيعبرون الضفة الشرقية لقناة السويس ، فأبلغت الجنود بموعد الحرب الذين استقبلوا الخبر بفرحة عارمة، وظلوا يهتفون الله أكبر".

وتابع بطل حرب حديثه لـ "صدى البلد": "بعد اقتحام السرية قناة السويس وجدنا أنفسنا أمام دبابات العدو وكانت توجه ضربات لنا، وقمنا بتجهيز الصواريخ المضادة للدبابات من أجل استهدافها وكان الاشتباك معها يحدث على مسافة من ٢ لـ ٣ كم ونجحنا في تدمير أغلبها، وتم تطوير الهجوم إلى أن وصلنا لمعركة جبل المر".

معركة جل المر

وعن جبل المُر، قال اللواء أ.ح محمد فكري أن معركة جبل المر" كانت أحد أهم المعارك الشاهدة علي ما قام به المقاتل المصري بإيمانه وصموده وتحديه لأحدث الأسلحة التي يستخدمها العدو، فكان الجبل ومدفعياته التي كانت تتبع العدو، كان مصدراً ملازماً لكل اشتباك عانت منه مدينة السويس قبل الحرب.

وأشار أن موقع جبل المر له أهمية كبيرة، حيث يعتبر هيئة حاكمة مسيطرة تقع شرق قناة السويس بمسافة 13 كم جنوب الطريق الرئيسي "الشط/متلا"، وبذلك ، فإنه يتحكم في جميع طرق الاقتراب الموجودة بهذه المنطقة غرباُ وشرقاً والتي من أهمها "وادي مبعوق – وادي المر – الطريق الطولي – الطريق العرضي".

وكشف بطل معركة جبل المر أن الجبل يبلغ ارتفاعه 117 متراً وطوله حوالي 8 كيلو مترا وتحيط به الغرود الرملية التي يتراوح عمقها من 1ل ـ2 كم بجميع الاتجاهات، ونتيجة لسهولة المراقبة من أعلى الجبل، نجح العدو قبل الحرب في الحصول على كافة المعلومات والتحركات الخاصة بالقوات المصرية.

وتابع: "وكانت قوات العدو التي تحتل الموقع عبارة عن 2 سرية دبابات وسرية مشاه ميكانيكية و2 سرية مقذوفات موجهة مضادة للدبابات وبطارية مدفعية وكتيبة مدفعية 155 مم ذاتية الحركة".

وأكد بطل حرب أكتوبر أن كل ذلك تحطم على صخرة المقاتل المصري، حيث تمكنت إحدى وحدات الفرقة التاسعة عشر مشاة في أن تطور الهجوم في عمق العدو وأستولت على الجبل واضطر العدو للانسحاب تحت ضغط القوات المصرية في فوضى وارتباك تاركًا عدة وعتاداً معروضة حالياً في المتحف الحربي لتشهد علي عظمة وقدرات المقاتل المصري الباسل.

ووجهاللواء أ.ح محمد فكري في نهاية حواره مع صدى البلد، التحية والتقدير والاعتزاز لجيل حرب أكتوبر، مؤكدا على أن معركة النصر ستظل تكتب بأحرف من ذهب في سجلات التاريخ مهما مر عليها من سنوات.