قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

الاحتلال يخشى المجهول| متى يبدأ اجتياح لبنان؟.. خبير حفظ سلام دولي يجيب "تحليل"

لبنان
لبنان
×

يكثر الحديث هذه الأونة، عن موعد الهجوم البري الإسرائيلي المتوقع تنفيذه على لبنان، والذي يأتي بعدما تمكن الاحتلال من تصفية عدد من قادة حزب الله خلال الأيام الماضية على رأسهم زعيم التنظيم حسن نصرالله، وسط أنباء عن خطورة هذه الخطوة على المنطقة التي تشهد تطورات قد تقودها لحافة الهاوية.

وتعليقا على ذلك، أكد أيمن سلامةخبير حفظ السلام الدولي أن التوغل البري سيكون مهمة أكثر تعقيدًا من الضربات التي تقودها الاستخبارات والتي تم تنفيذها حتى الآن؛ سواء الأعمال التفخيخية التي طالت قيادات حزب الله العليا أو الضربات الجوية الجراحية العشوائية التي طالت - فضلا عن تحصينات حزب الله في الجنوب اللبناني وبيروت - مقار الجماعة الإسلامية والجبهة الشعبية الفلسطينية "القيادة العامة" والأخيرة أحد الاذرع الإيرانية في لبنان.

وأوضح أيمن سلامة، إنه لا توجد حربان متشابهتان حتى تلك التي تدور رحاها بين نفس الطرفين المتحاربين على نفس الأرض، ولكن العديد من التحديات تظل كما هي، فإذا عبرت قوات الاحتلال الإسرائيلي الحدود الشمالية فمن المرجح أن تواجه عقبات سبق أن واجهتها عند اجتياح لبنان في أعوام 1978 و1982 و2006، مشيرا إلى إنه عندما دخلت الدبابات الإسرائيلية جنوب لبنان في 2006 وجدت خصماً (حزب الله) تغير بشكل كبير منذ الانسحاب الإسرائيلي من لبنان قبل ست سنوات (عام 2000)، فخلال تلك الفترة القصيرة نجح حزب الله في تنظيم قدراته وتطويرها، قائلا: في منطقة الحدود الوعرة التي تطل عليها التلال الصخرية شديدة الانحدار، تم إعداد أنفاق قتالية وتم تكييف تكتيكات وأسلحة جديدة من شأنها أن تزعج القوات الإسرائيلية عند دخولها.. وقعت الدبابات والمدرعات الإسرائيلية في مكامن محصنة لحزب الله وصارت عرضة للصواريخ المضادة للدبابات، في حين أطلق مقاتلو حزب الله وجماعته المتحالفة “حركة أمل” قذائف الهاون على وحدات المشاة الإسرائيلية المتقدمة أثناء شق طريقهم عبر البساتين وحقول التبغ.


وأضاف خبير حفظ السلام الدولي، إنه في تلك الحرب ــ كما في هذه الحرب ــ سيطرت الطائرات الإسرائيلية بدون طيار على الأجواء وقصفت البنية الأساسية ومواقع حزب الله دون مقاومة، وكانت الزوارق الحربية الإسرائيلية التي كانت تحلق في الأفق - في كثير من الأحيان - تقصف الساحل وتهدد الطريق الساحلي الرئيسي يوميا، ولكن عند الاقتراب من الحدود كانت الصورة مختلفة تماما،
في ذلك الوقت - كما هو الحال الآن - كان حزب الله يمتلك مواقع معدة جيداً، وكانت الصواريخ تنطلق من مواقع مخفية على سفوح التلال القريبة، فتستدعي ضربات مضادة من جانب إسرائيل سواء من الطائرات النفاثة أو المدفعية على الحدود ويبدو من المستحيل النجاة منها، ولكن في كثير من الأحيان بعد توقف لبضع ساعات كانت الصواريخ تنطلق مرة أخرى من نفس المكان فتبدأ دورة جديدة من الهجمات.


وأكد سلامة، أن أي حملة برية ستكون مهمة أكثر تعقيداً بكثير من الهجمات التي تقودها الاستخبارات والتي تسعى إسرائيل إلى تنفيذها في مناوراتها باستخدام أجهزة الاتصال المتفجرة والغارات الجوية التي تلت ذلك، فإن إخفاقات حرب عام 2006 ــ التي حددتها لجنة فينوغراد اللاحقة بعد عقد من الحرب - ستاخذها إسرائيل بعين الاعتبار، ورغم أن جيش الدفاع الإسرائيلي نجح في تحسين دروعه لكي يتمكن من الدفاع بشكل أفضل ضد الأسلحة المضادة للدبابات المتحركة والاستعداد للقتال في لبنان، فإنه يظل من غير الواضح ما إذا كان التوغل البري الإسرائيلي قادراً على تجنب نفس المزالق أو ما إذا كانت أهدافه أكثر واقعية، مؤكدا أن حزب الله الآن أفضل تسليحاً بكثير مما كان عليه في عام 2006، لكن يظل التحدي الأكبر للحزب هو تصفية الكثرة الكاثرة من قادته الميدانيبن في لبنان فضلا عن فصل رأس جسد الحزب (حسن نصر الله).

وأوضح إنه بينما شهد حزب الله لحظة "الصدمة والرعب" في هجمات أجهزة النداء واللاسلكي والغارات الجوية، فإن إسرائيل تعاني من عيوبها الخاصة ــ ليس أقلها الإرهاق المتزايد ليس فقط في قدرتها العسكرية، بل وأيضاً في الإرهاق المتزايد في المجتمع الإسرائيلي بعد عام من الحرب، فقد تم نقل العديد من الوحدات التي كانت تقاتل في غزة إلى الشمال، كما أن الأزمة المتفاقمة في الضفة الغربية تستنزف طاقات الشعب الفلسطيني مع استمرار الصراع في غزة.

واستطرد: لقد تباهى جيش الدفاع الإسرائيلي منذ فترة طويلة بالقتال على جبهات متعددة، ولكن العملية الطويلة المروعة ضد حماس لم تكتمل بعد ولا توجد خطة واضحة لليوم التالي، وقد أظهرت هذه الحملة أيضًا أوجه القصور في التفكير العسكري الإسرائيلي - ليس أقلها فكرة أن حرب المناورة يمكن أن تهزم الجهات الفاعلة غير الحكومية التي تتصرف أحيانًا مثل القوات التقليدية، ولكنها قد تلجأ أيضًا إلى حرب غير تقليدية.. وإذا كان للتاريخ أن يعلمنا أي شيء ــ وفي أعقاب غزوات إسرائيل السابقة للبنان في عام 1978 (التي استهدفت قواعد منظمة التحرير الفلسطينية في عملية الليطاني آنذاك)، وفي عام 1985 (التي أدت إلى احتلال دام حتى عام 2000)، وفي عام 2006 ــ فإن أي غزو بري إسرائيلي لم يحقق أهدافا لم توضع مسبقا أصلا.